قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدق أو لا تصدق أمريكا بتكلم نفسها


الأحداث المتوالية لملف التمويل الأجنبى لجمعيات ومنظمات المجتمع المدنى التى ظلت تعمل طوال سنوات طويلة فى غيبة من القانون والرقابة، وتباين الآراء حولها ما بين مؤيدة ومعارض للإجراء الذى قامت به الحكومة المصرية ضد 43 متهماً من المسئولين عن جمعيات ومنظمات أمريكية وأوروبية ومصرية.
وجاءت الآراء المناوئة من المستفيدين المصريين، وهم كثيرون حصلوا على المعونات خفية عن أعين الحكومة والشعب ليلهبوا الشارع المصرى ويخلخلوا الأوضاع الأمنية والسياسية وينشط الأعلام المأجور، ليكون منبرًا لمن أرادوا تفكيك أهم مؤسسات الدولة، وهى الجيش والشرطه والقضاء، وتأكد الجميع أن مسئولى هذه المنظمات والمؤسسات المدنية قاموا بتدريب العديد من النشطاء السياسيين بالداخل والخارج، ليطلقوا حناجرهم فى الشعارات الثورية الرنانة عبر الفضائيات لتفزع وتشتت عقول المصريين، وعلى الجانب الآخر جاءت الغالبية العظمى من الشعب المصرى لتؤيد وتساند ما اتخذته حكومة مصر من إجراءات غير مسبوقة ضد أمريكا ودول أوربية كبرى، وتدعم الوزيرة الوطنية فايزة أبوالنجا التى قادت هذا الملف لتفضح به أمريكا ودولاً أوربية وعربية، وبوازع وطنى غيور ثار الشعب المصرى ليكتشف ما يعد له من مخططات خبيثة تهدف إلى تفكيك الدولة المصرية وإضعافها ويطالب بالاستغناء عن هذه الصدقة الأمريكية التى لا تثمن ولا تغنى، ويرفض الذل الأمريكى وهو الموقف الوطنى الذى لم تقبله أمريكا، وأرسلت الوفود الدبلوماسية لتسجل احتجاجها وتضغط وتتدخل فى شأننا الداخلى غير معترفة بالسيادة والقوانين المصرية، ولكنها قوبلت بما لم تتوقعه برفض واشمئزاز شعبى كبير للتدخل الأمريكى السافر، وعادت الوفود إلى بلادها صفر اليدين وهم يكلمون أنفسهم متعجبين مندهشين متسائلين ماذا حدث للمصريين؟ وهنا نتساءل هل أمريكا لا تعلم أن هذه المعونة قد تم تقريرها بموجب اتفاقية دولية كانت ضامناً أساسياً فيها وهى اتفاقية كامب ديفيد؟ وهل لا تعلم أنه لا يحق لها قطع المعونة من جانبها لأن فى ذلك إخلال بالاتفاقية ويرتب لمصر حقوقاً جديدة؟ وهل لا تعلم أن هذه المعونة ليست صدقة يتم توزيعها على المصريين بل هى حق قانونى تقرر بناء على اتفاق دولى وقدمت مصر فى المقابل تنازلات معينة؟ وهل لأمريكا أن تسمح لدولة أخرى إنشاء منظمة دولية على أراضيها دون موافقة من الحكومة الأمريكية؟ وهل لا تعلم أمريكا أن ذلك الاستفزاز قد زاد الشعب المصرى وحكومته قوة وصلابة فى رفض السياسة الأمريكية المتغطرسة؟ وأخيراً هل لا تعلم أن معوناتها لا تمثل أدنى خسارة للمصريين بل على العكس فهى الخاسر الأول لأن استفادتها أكبر بكثير، إن الإجماع المصرى على رفض تلك المعونة قد أصاب الأمريكان بالعجب والدهشة، وكشف عن قوة وصلابة الانتماء المصرى، وبعث برسالة إلى أمريكا وغيرها أن مصر دولة كبرى ذات سيادة لا تقاد من أحد ولا تقبل بالتدخل فى شأنها الداخلى حتى لو كانت أمريكا بجلالة قدرها.