قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الفنانون والنقاد: رفع دعاوى قضائية على الفنانين كارثة


استنكر عدد كبير من الفنانين ونقاد الفن رفع دعاوى قضائية ضد المبدعين في الوسط الفني بأثر رجعي، معربين عن استيائهم من أصحاب تلك الدعاوى التى تهدف للنيل من مجموعة كبيرة من النجوم الذين أثروا الحياة الفنية بالعديد من الأعمال الناجحة.
ووصف الكاتب والسيناريست الكبير يسري الجندي اختزال الأعمال التي يقدمها أي فنان ورفع دعاوى قضائية ضده بهدف محاكمته بأنه بمثابة "مصيبة" أو كارثة لا يطيقها الإبداع المصري، مبديًا رفضه استهداف تاريخ أي فنان أو أي مبدع.
وقال "إنه حتى في حالة وجود استجابة وقتية من قبل البعض لاستهداف بعض المبدعين في الوسط الفني، فإن المجتمع المصري سيلفظ بطبيعة تكوينه وازدياد وعيه جميع محاولات النيل منهم، خاصة في حال استرداد الواقع حالته الطبيعية، وبصفة خاصة واقعة الثقافي الوسطي المعتدل".
وأضاف أنه لا ينبغي على الفنانين أن ينزعجوا من رفع مثل تلك الدعاوى القضائية، خاصة وأنها كانت أمرًا متوقعًا وليس مفاجئًا.
وطالبهم في الوقت ذاته بالسعي إلى صناعة فن حقيقي بعد أن سعى النظام البائد بطريقة مقصودة إلي تهميش رسالة المثقفين والفنانين والمبدعين.
ومن جانبه، أبدى الفنان الكبير محمود ياسين استياءه من محاولات النيل والتشكيك في رموز المبدعين الذين أسهموا في دعم وجدان وفكر العديد من الأجيال المصرية والعربية بدرجة كبيرة من اليقين والقوة، والذين أثروا الحياة الفنية ما جعلهم يحتلون مكانة كبيرة في عقل ووجدان الملايين.
ورأى أن رفع دعاوى قضائية أمر يحسب على أصحابها أنفسهم ولا يحسب لهم، مؤكدًا رفضه استهداف المبدعين، واصفًا تلك الدعاوى بأنها "إثارة غير معقولة" وخارج نطاق العقل وأنها أمر مثير للدهشة.
وتساءل "ياسين": على أي أساس يتم مراجعة الفكر الإنساني وأعمال فنية صارت ملكا للفكر والوجدان عبر الزمن بأثر رجعي؟، وهل يعقل تجمد الفكر الإنساني وإعادة إحيائه مرة أخرى بعد سنوات؟
وقال "أين كان أصحاب تلك الدعاوى خلال الفترات الطويلة الماضية، ولماذا غابوا كل تلك السنوات السابقة؟"، مشيرا إلى أن إثارة هذا الموضوع أمر شديد السلبية، رافضًا محاولات تشويه صورة أي مبدع بأي طريقة.
ومن جانبه، قال الناقد السينمائي نادر عدلي "إن صناعة السينما المصرية تمر بأسوأ ظروف ممكنة نتيجة ضعف تمويل المحطات من ناحية وتراجع الإيرادات ومعاناة أدوات الصناعة المتمثلة في الاستوديوهات والمعامل من خسائر فادحة".
وأشار إلى أنه كان من المتصور أن يشهد الوسط الفني حالة انتعاش تدريجية، غير أن الدعاوى القضائية الأخيرة والمرفوعة لاستهداف الرموز والمبدعين أدت إلى وجود تخوف شديد.
وتساءل: هل يسعى بعض المحامين المنتمين للإسلاميين اليوم إلى تحقيق شهرة وإثبات الذات كدعوة منهم للتأكيد على أنهم أصحاب قيم وأخلاقيات؟، معربًا عن اعتقاده بأن الأمر يبدو وكأنه تربص للفن من قبل التيارات الإسلامية.
وأشار "عدلي" إلى أنه سبق وأن صرح بعض رموز التيار السلفي ومن بينهم عبد المنعم الشحات بتصريحات مثيرة للجدل الأمر الذي دفع الفنانين والمبدعين إلى تشكيل جبهة الإبداع ومطالبتها بضرورة أن يكون لها تمثيل في اللجنة المنوطة بتشكيل الدستور لضمان حرية الإبداع بما لا يتعارض مع الشريعة.
ولفت إلى أن وثيقة الأزهر قد نوهت بوضوح بضرورة حرية الفن والإبداع من أجل مستقبل أفضل.
وأضاف أن الأمر يبدو أنه صراع، ويبقى السؤال :هل سيتم تحرير الفنون والآداب والإبداع من الدعوات التي تطلق لتقييدها ثم يتراجع أصحابها عنها ليكون لها دور في تنمية المجتمع؟
وأشار إلى أنه تم اختيار اسم الفنان عادل إمام لرفع دعاوى قضائية ضده عن قصد لإثارة الزوبعة التي نراها حاليًا.
ومن جهته، وصف الفنان أحمد بدير رفع تلك الدعاوى القضائية بأنها "فرقعة إعلامية" تحدث بين الحين والآخر، مؤكدًا أنها لن تشكل أو تثير أي مخاوف للفن أو الإبداع.
وأعرب عن اعتقاده بعدم سعي أي حزب وخاصة "الحرية والعدالة" - الذي وصفه بأنه حزب متفتح - أو أي تيار آخر للحد من حرية المبدعين طالما كان الفن والإبداع في الأطر السليمة بعيدًا عن الإسفاف.