قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أحزاب الكفتة

0|عبد الفتاح بدوي

كل يوم يتأكد لي أن مصر ليس بها أحزاب سياسية حقيقية، ليس الآن فحسب، ولكن قبل قيام الثورة، وأثناءها، وبعدها، والدليل على ذلك أنه أيام الرئيس الأسبق حسني مبارك لم يكن للأحزاب دور حقيقي على الأرض، اللهم إلا تصريحات فردية من بعض قادة هذه الأحزاب الذين كانوا يظهرون معارضتهم لمبارك، ولكنهم في الحقيقة كانوا يتمنون مجرد الجلوس معه، فضلا عن أنه أثناء الثورة، وعند سقوط النظام، لم يثق أحد في الأحزاب الموجودة لتوليها الحكم، أو تنصيب أحد قادتها زعيما للثورة، وكان ما يتردد وقتها أن جماعة الإخوان هي القوة المنظمة الوحيدة التي تستطيع تولي الحكم، وهو ما كان بسبب ضعف الأحزاب، ولكن سقطت نظرية "القوة المنظمة" هذه في أقل من عام وأثبتت فشلها.

والآن وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على سقوط مبارك، وتوالي الحكومات المتعاقبة، ما زالت تلك النظرة كما هي، وحالة عدم الثقة في الأحزاب القائمة كما هي، ما يذكرني بعدم ثقة البعض في "اختراع الكفتة" الذي ما زال قيد الاختبار ولم يستحوذ على ثقة المجتمع الداخلي ولا الخارجي.

أحدث دلائل تخبط تلك الأحزاب أن 90 بالمائة منها أعلن تأييده للمرشح الرئاسي المشير عبدالفتاح السيسي، بينما أعلنت النسبة الباقية تأييدها للمرشح الآخر حمدين صباحي، زعيم التيار الشعبي، رغم أن أحدا منهما لم يعلن عن برنامج انتخابي محدد حتى الآن.

لا أفهم الآلية التي تعمل بها هذه الأحزاب، رغم أن المعنى الأبسط لأي حزب أنه جماعة سياسية تسعى إلى السلطة، فلا معنى إذن أن تعلن هذه الجماعة التي تشكلت في صورة حزب عن دعم مرشح رئاسي خارجها، فالطبيعي والمنطقي أن ينافس رئيس الحزب على السلطة لا أن يدعم أحدا غيره، والتفسير الوحيد لذلك هو وجود مواءمات وصفقات لهذه الأحزاب ووعود ببعض المكاسب جراء تأييد أحد المرشحين، ولا تفسير غير ذلك.

هالني أيضا هجوم بعض قيادات هذه الأحزاب بضراوة على المرشح الرئاسي صباحي، عبر تصريحات لوسائل الإعلام تشكك في وطنية ونزاهة الرجل، ولا سيما مصدر تمويل حملته، فضلا عن هجوم الطرف الآخر على المشير السيسي، والتشكيك في ولائه للشعب، واتهامه بالسعي إلى إعادة شبكة المصالح لرموز الحزب الوطني، والسعي إلى عسكرة المناصب في جميع أركان الدولة فور توليه منصب الرئاسة.

إلى هؤلاء وهؤلاء أقول إن تجربة الحكم القادمة لو فشلت بسبب هذه التصريحات والعداءات التي لا تنم عن خير، فإن منصب رئاسة الجمهورية لن يصبح ذا جدوى، والتغيير المنشود لن يتحقق، ولن تتقدم مصر خطوة واحدة نحو الأمام ما لم يتهادن الطرفان ويندمجا في مشروع واحد، يجب أن يتعهد كل طرف أمام المجتمع وضمير هذا الشعب بأنه في حال نجاح أي المرشحين سيعمل هو وأنصاره وسيحثهم على العمل مع الرئيس القادم من أجل تحقيق أهداف الثورة، أيا كان اسم الفائز، فمن يرد خدمة المواطنين وتحقيق تقدم ملموس على الأرض لصالحهم ليس من الضرورة أن يكون في السلطة.