الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العالم يتجه لزيادة ميزانيات البحث العلمى.. والعرب ينفقون على رواتب الموظفين

صدى البلد

- العالم ينفق 2,1% من مجمل الدخل المحلي على البحث العلمي
- الولايات المتحدة تنفق وحدها على البحث العلمي أكثر من 168 مليار دولار أى 32% من مجمل ما ينفق العالم كله
- الولايات المتحدة والصين تتزعمان الإنفاق على البحث العلمى
- إسرائيل تنفق 4,2 % من مجمل دخلها القومي السنوي على الأبحاث والتطوير.. أى أكثر من 9 مليارات دولار
- تركيا وتونس الأكثر إنفاقا بين الدول العربية والإسلامية على البحث العلمى ومصر تتذيل القائمة
ذكرت إحصائيات البيانات الصادرة عن دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) لدولها الـــــ34 أن الجامعات تنفق 20% من إجمالي ما ينفق على البحث العلمي في تلك الدول- أعضاء المنظمة- بينما تنفق الحكومات 10 %
وفي بعض المجالات مثل العلوم الاجتماعية، والإنسانيات، تزيد مساهمة الحكومات عن ذلك بكثير، حيث يشكل إنفاق الحكومة الأمريكية على الأبحاث الطبية حوالي 36 % من مجمل ما ينفق على الأبحاث في هذا المجال العلمي، داخل الولايات المتحدة.
ويختلف ما تنفقه حكومات الدول المختلفة على البحث والتطوير حيث تنفق الولايات المتحدة ؛ أكثر من 400 مليار دولار سنويا على البحث والتطوير تليها الصين بحجم إنفاق يقارب على 300 مليار ثم اليابان بـ160 مليارا .
فيما لم تبلغ ميزانيات البحث والتطوير المليار الواحد في ثماني دول مجتمعة هي (لاتفيا والسودان، والجزائر وكوستاريكا وأوغندا وبتسوانا وأذربيجان وإثيوبيا) كما لا تبلغ ميزانيات الأبحاث والتطوير في 16 دولة، 1% من حجم ما ينفق على البحث والتطوير في الولايات المتحدة.
وقد يفسر البعض هذه الأرقام على أنها نتيجة الفارق في( حجم اقتصادات تلك الدول) ولكن مثل هذا التفسير –أثبت فشله إذا ما نظرنا إلى قائمة الترتيب الدولي حسب نسبة ما ينفق على البحث والتطوير من إجمالي الناتج القومي أي حجم الإنفاق على الأبحاث العلمية مقارنة بحجم الناتج الاقتصادي.
وتحتل تلك القائمة حاليا إسرائيل التي تنفق حاليا 4,2 % من مجمل دخلها القومي السنوي على الأبحاث والتطوير وهي النسبة التي تترجم إلى أكثر من 9 مليارات دولار سنويا تليها في ذلك كوريا الجنوبية، التي تنفق 3,74 من مجمل دخلها القومي على الأبحاث والتطوير، وهي نسبة تترجم إلى 55 مليار دولار سنويا.
بمعنى أن نسبة ما تنفقه إسرائيل من مجمل دخلها القومي -4,2 %- يقارب خمسة أضعاف نسبة أكثر الدول العربية إنفاقاً على البحث العلمي وبالنظر إلى حجم الناتج الإسرائيلي الذي يقارب 250 مليار دولار سنويا وأخذاً في الاعتبار أن إسرائيل تنفق 4,2 % من هذا الناتج على البحث العلمي، وهو ما يترجم إلى 9 مليارات دولار سنوياً، يمكن الاستنتاج بأن حجم ميزانيات الأبحاث العلمية والتطوير في إسرائيل، تزيد على حجم ميزانيات الأبحاث العلمية في دول الجوار مجتمعة.
وعلى النقيض من ذلك نجد أن أكثر الدول (الإسلامية والعربية) إنفاقا على البحث والتطوير هى " تركيـا" التى تنفق أقل من 1 % أو 0,92 % تحديدا من مجمل دخلها القومي السنوي.وبين الدول العربية تحتل تونس رأس قائمة الدول العربية إنفاقا على البحث والتطوير -بالنسبة إلى مجمل دخلها القومي- بنسبة 0,86 % بالتحديد، وهو ما يترجم إلى 660 مليون دولار فقط سنويا .

ووفق تقارير حكومية فإن العالم ينفق 2,1% من مجمل الدخل المحلي علي البحث العلمي ما يعادل 536 بليون دولار تقريبا بالإضافة إلى أن العاملين في مجال البحث العلمي بلغوا 3,4 مليون باحث بمعدل 1,3 باحث لكل 1000 من القوى العاملة.

الولايات المتحدة الأمريكية :
تنفق وحدها سنويا على البحث العلمي أكثر من 168 مليار دولار أي حوالي 32% من مجمل ما ينفق العالم كله وتحتل الآن عرش الدول المتقدمة، إلى حد وصلت معه السيطرة على العالم ؛ وتعد- من أكثر دول العالم جاذبية في مجال البحث العلمي لانها تستقطب الأكاديميين من جميع دول العالم
ووفق تقرير حقوقى فان 4 من أصل 5 علماء ألمان حاصلين على جائزة نوبل في الفيزياء والطب فضلوا الرحيل من ألمانيا إلى الولايات المتحدة والاستقرار فيها بشكل دائم نظرا لتوافر بيئة البحث العلمى والميزانية السخية التى توفرها أمريكا للعلماء .

كما أن 12% من حاملى الدكتوراه الالمان يتوجهون الى الولايات المتحدة ؛ وأضاف التقرير أن ميزانية جامعة هافارد للبحث العلمى تعادل عشرة أضعاف ميزانية جامعة برلين

اليابان : تنفق 130 بليون دولار على البحث العلمي ما يعادل 24% من إنفاق دول العالم، ويبلغ عدد الباحثين فيها 5100 باحث والآن تقدمت اليابان حتي وصلت لدرجة من العلم وضعتها في مصاف الدول المتقدمة في الإبتكارات والإختراعات.

كوريا الجنوبية :
رفعت كوريا الجنوبية نسبة إنفاقها على البحث والتطوير من 0.6% من الناتج المحلي الإجمالي في العام 1980م إلى 2.89% في العام 1997م، ووجهت اهتمامها نحو الإلكترونيات وعلوم البحار والمحيطات وتقنيات البيئة، وتقنيات المعلومات، وأدوات التقييس، والمواد الجديدة، وعلوم الفضاء والطيران. ووفق مصادر أخرى فقد رفعت كوريا الجنوبية ميزانية البحث العلمي إلى ما يقرب من 4% في العام 2010م لتصل ميزانيتها إلى 11.5مليار

سويسرا :
أعلن المكتب الفدرالي للإحصاء أن سويسرا أنفقت في عام 2004 نحو 13.1 مليار فرنك في البحث العلمي والتنمية، أي ما يعادل 2.94 % من الناتج القومي لتقف سويسرا بذلك في ترتيب متقدم وسط الدول الأوروبية طبقا لتصنيف منظمة التعاون الاقتصادي
ويعمل في هذا القطاع 50250 شخص بنسبة 28.2% يحملون درجة الدكتوراه، و54% من خريجي الجامعات والعاهد الفنية المتخصصة بزيادة سنوية بمعدل 0.5%، لكن هذه النسبة تتراجع تدريجيا من عام إلى آخر، بسبب عدم وجود الأعداد المناسبة للعمل في هذا المجال إذ يبلغ عدد الشباب منهم الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و 29 عام 7 من كل ألف، أي أنه معدل لا يكفي لتعويض كبار السن، أو تجديد طاقات العمل ؛ والنتيجة الطبيعة لهذا الخلل هو لجوء نسبة كبيرة من الشركات لتمويل البحث العلمي في الخارج

الصين: التي يصل تعدادها الى مليار ونصف، والتي مرت بأعتي الأزمات الإقتصادية بلغت ميزانيتها للبحث العلمي، ما يقرب من 136 مليار دولار، في الوقت الذي لم تتجاوز فيه هذه الميزانية 30مليار دولار فقط في العام 2005.
وتحولت الصين الآن إلى ثالث أكبر اقتصاد في العالم، وحلت محل اليابان والهند كأكبر شريك تجاري للولايات المتّحدة في عامي 2004 و2008، على التوالي، ثم أصحبت أكبر شريك تجاري للبرازيل في عام 2009، وتعد أيضاً أكبر مصدر لواردات الولايات المتحدة.

إسرائيل : تنفق اسرائيل على البحث العلمي 9 مليار دولار حسب معطيات العام 2008، وهو ما يوازي 4.7% من إنتاج إسرائيل القومي، كما أن معدل ما تصرفه حكومته على البحث والتطوير المدني في مؤسسات التعليم العالي، 34.6% من الموازنة الحكومية المخصصة للتعليم العالي بكامله.
ووصل عدد الباحثين في إسرائيل حوالي 24ألف باحث وحوالي 90ألف عالم ومهندس في إسرائيل يعملون في البحث العلمي، وتكلفة الباحث الواحد في الدولة اليهودية 162 ألف دولار في السنة مايعادل أربع أضعاف تكلفه الباحث العربي.
بلغ عدد الباحثين في إسرائيل 25 ألف بمعدل 5 آلاف باحث لكل مليون شخص واحتلت إسرائيل المتربة الأولى عالمياً من حيث نصيب الفرد من الإنفاق على البحث العلمي.

العالم العربى ومصـــر :
أكثر الدول الإسلامية والعربية إنفاقا على البحث والتطوير هى " تركيـا" التى تنفق أقل من 1 % أو 0,92 % تحديدا من مجمل دخلها القومي السنوي.
وبين الدول العربية تحتل تونس رأس قائمة الدول العربية إنفاقاعلى البحث والتطوير -بالنسبة إلى مجمل دخلها القومي- بنسبة 0,86 % بالتحديد، وهو ما يترجم إلى 660 مليون دولار فقط سنويا
بمعنى أن نسبة ما تنفقه إسرائيل من مجمل دخلها القومي -4,2 %- يقارب خمسة أضعاف نسبة أكثر الدول العربية إنفاقاً على البحث العلمي وبالنظر إلى حجم الناتج الإسرائيلي، الذي يقارب 250 مليار دولار سنويا وأخذاً في الاعتبار أن إسرائيل تنفق 4,2 % من هذا الناتج على البحث العلمي، وهو ما يترجم إلى 9 مليارات دولار سنوياً، يمكن الاستنتاج بأن حجم ميزانيات الأبحاث العلمية والتطوير في إسرائيل، تزيد على حجم ميزانيات الأبحاث العلمية في دول الجوار مجتمعة.
و يوجد في العالم العربي 363 باحث لكل مليون شخص ؛ ووفقا للإحصاءات الدولية، تتسع الفجوة في مجال الإنفاق على البحث العلمي بين مصر ودول العالم بشكل مخيف حيث أنفقت مصر على البحث العلمي، عام 2009 0.21% من الناتج المحلي الإجمالي، في حين بلغت تلك النسبة في نفس العام في إسرائيل والبرازيل وتونس 4.27% 1.8%، 1.1% على الترتيب.

أما في 2007 فلم يتعد حجم الإنفاق العلمي في مصر 0.1% من إجمالي الناتج المحلي، وهي نسبة تعد ضئيلة جدًا إذا قارناها ببعض الدول الآخذة في النمو كالهند والبرازيل والتي بلغت في نفس العام نحو 2.2%، 1.8% على الترتيب.

تقرير الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة فى مصر :
80% من ميزانية البحث العلمي تنفق على الباب الخاص برواتب العاملين والموظفين في قطاع البحث؛ فيما خصصت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا 394.29 مليون جنيه من موازنة الدولة لعام 2013/2014 ؛ كان نصيب الأجور منها نحو 59.544 مليون، أي نحو 15% من إجمالي موازنة الأكاديمية في حين لم يتعد نصيب المنح والدعم نحو 378.000 جنيه، أي نحو 0.1% من إجمالي ميزانية الأكاديمية فقط.

مساهمة القطاع الخاص في الإنفاق على البحث العلمي فى مصر :
احتلت مصر المرتبة 123 من حيث إنفاق الشركات على أنشطة البحث والتطوير، من إجمالي 148 دولة، وفقًا لتقرير التنافسية العالمية لعام 2013، في حين احتلت إسرائيل المرتبة السادسة، واليابان المرتبة الثانية، وقطر المرتبة التاسعة، والسعودية المرتبة السابعة والعشرين.

مؤشر القدرة على الابتكار فى مصر : احتلت مصر المرتبة 111 به، من إجمالي 148 دولة في تقرير التنافسية العالمية لعام 2013، في حين احتلت إسرائيل المرتبة 4، وإيران المرتبة 85، وزامبيا 52، كما تراجع ترتيب مصر في مؤشر جودة مراكز البحث العلمي من 113 عاما 2010 إلى 127 عاما 2013.

تقرير معهد إحصاء اليونسكو حول مصر :
احتلت مصر المرتبة 145 من إجمالي 148 دولة في مؤشر جودة النظام التعليمي في حين كانت تحتل المركز 131 لعام 2009، ويبلغ إجمالي الباحثين في المجال العلمي بمصر 617 لكل مليون من السكان، وفقًا لتقرير اليونسكو 2007، في حين يبلغ عددهم نحو 680 و706 لكل مليون نسمة في كل من تركيا وإيران على الترتيب.

ونتيجة تراجع اهتمام مصر بقيمة ودور البحث العلمي، تزايدت ظاهرة هجرة الكفاءات العلمية والخبرات الفنية خارج البلاد، وأصبحت مصر واحدة من الدول التي توصف بأنها غير جاذبة للعقول بل طاردة للعقول والكفاءات، واحتلت مصر المرتبة 131 في مؤشر استقطاب العقول لعام 2013، وهي مرتبة متدنية، متراجعة عما كانت عليه عام 2009 حيث كانت تحتل المرتبة 114 عالميا.

تراجع عدد براءات الاختراع للمصريين :
أظهر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 2011 ان عدد براءات الاختراع تراجع عما كانت عليه في 2009، حيث بلغ عدد براءات الاختراع التي تم تسجيلها في مكتب البراءات المصري لعام 2009 نحو 321 اختراعا منها 55 براءة اختراع ممنوحة للمصريين، في حين سجل المكتب نحو 343 براءة اختراع عام 2011 منها 42.

ميزانية البحث العلمى فى الدستور المصرى :
ونص الدستور المصري الحالي على تخصيص 1% من الناتج القومي الإجمالي للبحث العلمي بحلول العام 2016، وهو امر لا يتناسب مع أهمية وخطورة البحث العلمي التى من خلاله تقدم الشعوب.

و يبلغ عدد المراكز العلمية البحثية التابعة لوزارة البحث العلمي ولأكاديمية البحث العلمي 14 مركزا ينفق عليها سنوياً نحو 200 مليون جنيه كما يبلغ عدد مراكز البحوث والدراسات بالوزارات المختلفة 219 مركز وبالجامعات 114 مركزا.