حصاد العالم في 2016: فوز ترامب.. وصعود القطب الروسي.. والانقلاب على أردوغان.. و"بريكست بريطانيا".. أبرز أحداث العام
«فوز ترامب.. خروج بريطانيا.. هجوم نيس.. انقلاب تركيا.. أزمة اللاجئين.. استفتاء وزلزال إيطاليا.. مقتل السفير الروسي في تركيا.. حرائق إسرائيل بعد حظر الآذان» .. أزمات وأحداث فارقة على المستويين العربي والعالمي خلال 2016، وهي الأحداث التي أحدثت تغيرات كبيرة على خريطة السياسة الدولية.
وخلال العام الحالي الذي قارب على الإنتهاء، شهد العالم تغيير في خريطة التحالفات الدولية وصعود النفوذ الروسي مقابل القطب الأمريكي ليعيد تشكيل الكثير من الأحداث في العالم سواء في سوريا أو اليمن. كما شهد 2016 تصاعد قوة الشعبويين "اليمين المتطرف" في الكثير من دول العالم.
ويمكن تتبع أهم الأحداث التي شهدها العام الحالي بالتواريخ بداية من الاتفاق النووي الإيراني مرورا باستفتاء "بريكست" وفوز الرئيس دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية حتى حادث اغتيال السفير الروسي في تركيا.
15 يناير.. الاتفاق النووي الإيراني
دخل الاتفاق النووي الموقع بين طهران والدول الكبرى حيز التنفيذ في يناير الماضي، ليبدأ بالتبعية رفع العقوبات الاقتصادية التي كانت قد فرضت على طهران، وتعتبر الاتفاقية المبنية على اتفاق جنيف الابتدائي الخاص بالبرنامج النووي الإيراني، والذي كان اتفاقًا مؤقتًا تم التوصل إليه في 24 نوفمبر 2013، والذي فيه وافقت إيران على التخلي عن أجزاء من خطتها النووية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها.
وبموجب الاتفاق، وافقت إيران في مفاوضاتها مع مجموعة (5+1)، على تخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها في تخصيب اليورانيوم من 19 ألف جهاز إلى 6104، وتشغيل 5060 منها فقط.
22 مارس.. تفجيرات بروكسل
حادث هز القارة الاوروبية، حيث ضربت التفجيرات عاصمة الاتحاد الأوروبي، بـ3 تفجيرات في قلب العاصمة البلجيكية «بروكسل»، اثنان منها في مطار بروكسل وثالث في إحدى محطات المترو ما أسفر عن مقتل نحو 30 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين.
وعلى إثر الحادث الإرهابي، أعلنت المنظمة الأوروبية لسلامة الطيران والملاحة الجوية «يوروكونترول»، عن إغلاق المطار وإلغاء كافة الرحلات منه. وقامت سلطات مطار زافنتم الدولي في العاصمة البلجيكية بروكسل بإخلائه من الركاب والعاملين بعد الانفجارين الذين وقعا بالقرب من بوابة المسافرين الى الولايات المتحدة، وأعلن تنظيم داعش مسئوليته عن الهجوم.
17 أبريل: عزل روسيف
بدأت إجراءات إقالة ديلما روسيف، رئيسة البرازيل، في أواخر 2015 واستمرت خلال النصف الأول من عام 2016. وقُبل طلب الإقالة ضد روسيف من قبل إدواردو كونيا رئيس مجلس النواب، ووجهت إليها تهم تشمل سوء السلوك الإداري والتصرف في الميزانية الاتحادية حسب الأهواء.
وفقا لطلب الإقالة، اتهمت روسيف أيضا بالتغاضي عن مخالفات بتروبراس، كما ان هناك تهم تتعلق بروسيف عندما كانت رئيس مجلس الإدارة في شركة النفط البرازيلية، عند التحقيق في الوقائع، وكذلك صفقة اقتناء نظام التكرير باسادينا المثير للجدل.
وبعد قبول الطلب، تم تشكيل لجنة خاصة في مجلس النواب لاتخاذ قرار والنظر فيه. بدأت مع شهادةِ كُتّاب الطلب، يليها عرض لفريق دفاع روسيف. وفي الوقت نفسه، اندلعت احتجاجات ضد ومع الإقالة في جميع أنحاء البلاد.
وعقد التصويت في المجلس في 17 أبريل وكان في صالح بدء إجراءات العزل ضد روسيف، وتم التأكيد مع 55 قبولًا و22 رفضًا من قبل مجلس الشيوخ في 12 مايو ، ما أدى إلى تعليق الصلاحيات والواجبات الرئاسية لروسيف لمدة تصل إلى 180 يومًا، وتولى ميشيل تامر منصب الرئاسة.
23 يونيو.. الاستفتاء البريطاني
ويعتبر الاستفتاء البريطاني على الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست" من أشهر الاستفتاءات التي تمت خلال 2016 حيث كان بمثابة أول موجة مد للشعبويين في أوروبا ممن صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في 23 يونيو الماضي.
و كان الاستقتاء أيضا رهانا على مستقبل المملكة المتحدة، والذي يقضي بخروجها من السوق الأوروبية الموحدة كما أنه على المستوى السياسي فإن الخروج سيتم عبر مسار طويل ومعقد وليس من الوارد أن يتحقق قبل عام 2019، وهناك عناصر كثيرة لن يتسنى تقييمها إلا وفق الاتفاقيات التجارية والاقتصادية التي ستتمكن بريطانيا من إبرامها بعد الخروج.
وفاز معسكر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالاستفتاء على عضوية بريطانيا في الكتلة الموحدة بنسبة 52%، بما يقارب 12.37 مليون صوت.
وتحدى الناخبون إرادة قادتهم وحلفائهم الدوليين بقطع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في نتيجة صاعقة للاستفتاء الذي أجبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على الاستقالة.
وعقب استقالة كاميرون، تولت زعيمة حزب المحافظين البريطاني تريزا ماي منصب رئيس الحكومة، لتصبح ثاني امرأة تتولى المنصب بعد مارجريت تاتشر المرأة الحديدية.
15 يوليو.. انقلاب ضد أردوغان
في منتصف يوليو الماضي، وقعت محاولة انقلاب فاشلة ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسرعان ما استعاد النظام التركي توازنه، لتشن السلطات حملة لعزل المتورطين في المحاولة الانقلابية شملت آلاف من المدنيين والعسكريين.
واتهمت السلطات التركية رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله جولن بالضلوع في الانقلاب، وقال رئيس الوزراء بن علي يلدرم إن حكومته أرسلت ملفات إلى واشنطن لطلب تسليمه، لكن جولن نفى في المقابل علاقته بالمحاولة.
واستغل أردوغان الانقلاب لتصفية حساباته مع خصومه سواء من أتباع جولن أو الأكراد، وكذلك لتسريع تمرير التعديلات الدستورية التي تحول النظام التركي من برلماني إلى رئاسي ليصبح الحاكم بأمره وتتركز في يده كل السلطات.
دمار سوريا
تمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على مساحات واسعة ضمت مدن «تدمر» الأثرية، والقريتين و«مهين» في ريف حمص الشرقي، بعد حملة واسعة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي. وخسر التنظيم الإرهابي مساحات شاسعة في ريفي حلب الشرقي والشمالي لمصلحة الجيش السوري الحر التابع للمعارضة السورية المسلحة، المدعومة من تركيا، بالإضافة إلى مساحات كبيرة في الجنوب لصالح فصائل المعارضة المسلحة.
و من جانبها، أعربت الولايات المتحدة - التي تريد الإطاحة بالأسد - عن مخاوفها حيال تصعيد التنسيق العسكري بين موسكو وطهران.
وخلال الشهر الحالي، اتفقت روسيا وتركيا وإيران في لقاء ثلاثي عقد في موسكو على خريطة طريق بشأن سوريا سمتها «إعلان موسكو»، وشمل الاتفاق تأكيدات على ضرورة وقف إطلاق نار شامل في سوريا، وإطلاق مفاوضات سياسية تحافظ على وحدة الأراضي السورية.
وأكدت الدول الثلاث احترامها سيادة واستقلال سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، بلا نظر إلى الانتماءات العرقية والدينية والمذهبية، وعدم إمكان حل المشكلة السورية بالطرق العسكرية.
حرب اليمن
تشهد اليمن في 2016 وضعا إنسانيا صعبا، بدأ مع سيطرة مليشيا الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات، بعد أن أدت الحرب التي دارت بين قوات التحالف العربي وميليشيات الحوثيين والموالين للرئيس اليمني المخلوع على عبدالله صالح إلى مقتل عشرات آلاف شخص وعشرات آلاف الجرحى، بينهم نحو أربعة آلاف قتيل وسبعة آلاف جريح من المدنيين، وفق الأمم المتحدة التي توقعت أن تكون حصيلة الضحايا أكبر؛ لأن بعض المناطق ليست بها منشآت طبية.
وذكرت منظمات تابعة لـ«الأمم المتحدة» أن نحو 19 مليون نسمة من أصل نحو 26 مليونا هو عدد سكان اليمن باتوا بحاجة لمساعدات إنسانية، وسبعة ملايين منهم لا يعرفون ما إذا كانوا سيتناولون الوجبة القادمة أم لا.
وذكرت المنظمة الأممية للطفولة «اليونيسيف» أن 2.2 مليون طفل يمني عانوا من سوء التغذية والعناية الطبية العاجلة، كما أن 462 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهي زيادة كبيرة تصل إلى 200% مقارنة بعام 2014.
8 نوفمبر: الانتخابات الأمريكية
وتعتبر انتخابات الرئاسة الأمريكية من الاحداث الكبرى التي شغلت الرأي العام العالمي في 2016، خاصة بعد أن انتهت بنتيجة غير متوقعة بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب على منافسته مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، وهو الانتخابات التي أثارت حالة واسعة من الجدل حيال المرشحين للمناصب، وسط سلسلة من الفضائح التي طاردت هيلاري وترامب.
وبفوز ترامب تغير المشهد على خريطة التكتلات العالمية، حيث عرف الملياردير الأمريكي بتقاربه مع روسيا معلنا أنه لا مانع لديه من تطبيع العلاقات بين القطبين الكبيرين في العالم فيما بدت سياساته معادية للصين.
22 نوفمبر.. حرائق إسرائيل
بدأت موجة من الحرائق، تجتاح إسرائيل وبسببها أجلت السلطات الإسرائيلية عشرات الآلاف من منازلهم نحو 60 ألف مواطن من حيفا، وأغلقت طرقا سريعة، وتشتبه الشرطة في أن تكون الحرائق متعمدة في بعض الحالات، فقد صرح رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إن مثل هذه الأعمال قد تصل إلى حد العمل "الإرهابي" - على حد تعبيره، فيما وجه وزراء وسياسيون أصابع الإتهام للأقلية العربية والمواطنين الفلسطينيين، خاصة مع كثرة المناطق التي اندلعت فيها النيران.
25 نوفمبر.. وفاة فيدل كاسترو
توفي المناضل الكوبي فيدل كاسترو في هافانا بدولة كوبا عن عمر يزيد على 90 عامًا وجاء إعلان وفاته على لسان شقيقه الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، و الذي أعلن وفاة شقيقه القائد الأعلى للثورة الكوبية في التلفزيون الرسمي
وكان كاسترو قد تولى رئاسة كوبا منذ العام 1959 بعد إطاحته بحكومة فولجينسيو باتيستا بثورة عسكرية ليصبح رئيس الوزراء حتى عام 2008 عند إعلانه عدم ترشحه لولاية جديدة وانتخاب أخيه راؤول مكانه.
5 ديسمبر: نهاية رينزي
شهدت إيطاليا حدثا تاريخيا برفض الإيطاليين الاستفتاء على تعديلات دستورية تقدم بها رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، ما أسفر عن تقديمه استقالته، وقال: "أنا أتحمل كامل المسئولية عن الهزيمة".
وصوتت الغالبية الساحقة من الإيطاليين، حوالي 58% من نسبة الأصوات، فيما حصلت "نعم" على ما بين 42 و46%، وهي نتيجة التي دفعت رينزي إلى الاستقالة، التى وعد بتقديمها في حال فشل الإصلاح الذي بادر إليه.
وطرح «رينزي» قبل عامين مشروع القانون حول التعديل الدستوري، الذي ينص على تغيير دور مجلس الشيوخ في النظام السياسي الإيطالي، ولو أيد المواطنون التعديلات خلال الاستفتاء، لكان ذلك سيؤدي إلى الحد من الصلاحيات التشريعية لمجلس الشيوخ، وتحويله إلى هيئة تمثل الأقاليم الإيطالية، كما تضمن الإصلاح الدستوري عددا من التعديلات الأخرى الخاصة بتوزيع الصلاحيات بين السلطة المركزية والسلطات المحلية في الأقاليم.
أحداث الدهس في نيس وبرلين
لفتت صحيفة «بيلد» الالمانية في تقرير نشرته إن سيناريو حادث الدهس في برلين و الذي وقع في ديسمبر من العام 2016، جاء مطابقا لذلك الذي نفذ في نيس، في 14 يوليو من نفس العام، حين اقتحم المهاجم بشاحنة، مكان تجمع حشود من المحتفلين بالعيد الوطني الفرنسي، «يوم الباستيل» في شارع بروميناد ديز أنجليه، وقَتل 84 شخصا، دهسا وبإطلاق للنار.
وقد وقع هجوم نيس بشاحنة بضائع عندما قادها عن عمد منفذ العملية هو محمد لحويج بوهلال، باتجاه حشد من الناس كانوا يحتفلون بيوم الباستيل في متنزه الإنجليز. وقد أسفر الهجوم عن مقتل 844 شخصًا بينما قتلت الشرطة المهاجم. وقد تبنى داعش مسؤوليته عن الحادث فيما بعد
ولفتت الصحيفة إلى أن الإرهاب قد تغير خلال العقدين الماضيين، إذ كان تنفيذ العمليات الإرهابية في السابق يتطلب زمنا طويلا للتحضير وإنشاء شبكة خاصة معقدة، وإنفاق مبالغ طائلة لتحقيق الهدف، مضيفة «الآن، بإمكان الإرهابيين الاستغناء عن المتفجرات والأسلحة النارية، وحتى البيضاء، وتحقيق المقاصد نفسها بوسائل أسهل وأرخص مما كان في السابق، دون تعريضهم حتى لخطر كشف أسمائهم، حيث يعود الفضل في ذلك بشكل كبير لمواقع التواصل الاجتماعي»، معبرة عن الأسف لتحول العمليات الارهابية من حادث استثنائي في حياة الأوروبيين إلى أمر اعتيادي.
19 ديسمبر.. اغتيال السفير الروسي في أنقرة
قُتل السفير الروسي لدى أنقرة، أندريه كارلوف بالرصاص في هجوم مسلح وقع في أنقرة، بعد أن قام رجل شرطي مسلح بفتح النار عليه، بينما كان يزور معرضًا فنيًا في العاصمة التركية.
أسباب الإغتيال غير مرجحة، ووقع الاغتيال بعد عدة أيام من احتجاجات الشعب التركي على مشاركة روسيا في الحرب الأهلية السورية ومعركة حلب، على الرغم من أن الحكومتين الروسية والتركية كانت تتفاوض بشكل مشترك نحو وقف لإطلاق النار
كما صرَح كلا من الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين أن اغتيال السفير الروسي في أنقرة يستهدف العلاقات بين البلدين.