الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العالم يترقب عودة أول شخص مجمد منذ 50 عامًا للحياة بتفاصيل مثيرة

صدى البلد

يسمع العديد من الناس عن حكايات تجميد البشر الأسطورية وإعادتهم مجددًا للحياة، كما ان هناك العديد من الأفلام الأجنبية والعربية التى تناولت تلك القصة فى إطار الخيال العلمى.

ويستعد العالم حاليا لمشاهدة أول عملية إعادة شخص إلي الحياة مجددًا تم تجميده بالنيتروجين منذ 50 عامًا، بعدما عانى من السرطان الذى أودى بحياته فى 12 يناير 1967.

وتعود التفاصيل عندما أصاب سرطان الكلى العالم الفيزيائي "جيمس بيدفورد" وتمكن من جسده تمامًا بينما كان يرقد فى مستشفي "جليندالى" بولاية كاليفورنيا الأمريكية، حتى فارق الحياة ولكن بشكل غير اعتيادى على الإطلاق ولم يتم دفنه بل يرقد فى أنبوب مملوء بالنيتروجين ليحفظ جسده فى مدينة "سكوتسديل" بولاية "أريزونا" الأمريكية، ليكون أول شخص يتم تجميده فى تاريخ البشرية.

وبالرغم من أن "جيمس" لم يكن يتوقع أن يظل على قيد الحياة أو تنجح التجربة، ولكن العالم "روبرت نيلسون" أحد الثلاثي الذى قام بعملية الحفظ كان له رأى أخر، وواثق أن "جيمس" سيمكنه العيش مرة أخري.

وصرح "نيلسون" للصحيفة بريطانيا "عندما قمنا بالتجميد لم يكن هناك انسان صعد على سطح القمر، ولا عمليات زرع أعضاء، ولا هواتف محمولة، أو "gps" نظام تحديد الملاحة، وأنا الآن أبلغ 80 عامًا أشاهد كل تلك التطورات على الأرض، لذا ما المانع فى نجاح تجربة التجميد".

وأضاف لا أحد يعلم ماذا سيحدث فى الخمسين العام القادمة، خاصة بعد ظهور "النانو تكنولوجى"، ولكن بالتأكيد امنيتي ستتحقق قريبًا، وأتمكن من إعادة "جيمس" للحياة مجددًا.

وتجري الان جلسلت عمل لتجسيد قصة "نيلسون" فى فيلم من نوع الكوميديا السوداء سيلعب بطولته الممثل العالمى "بول رود"، وسيقوم بدور ابن زوجة "جيمس" الذى يعمل بأحد العصابات، ومن ثم يحفظ جثة زوج والدته.

وسيتناول لحظات حقيقة خضع فيها "نيلسون" أمام القضاء، بعدما طالبته عائلات بدفع تعويض فى عام 1979 بلغ 400 ألف دولار أمريكي، بعدما نفذ منه المال لخدمة مشروعه فى الحفاظ على أرواح كاليفورنيا وتحللت أجساد العديد داخل القبور المجمدة بالنيتروحين.



وتضمنت القائمة "ماري فليبس" 74 عامًا كاول سيدة تتجمد بعد موتها في فندق "سانتا مونيكا"، وطفلة كندية ماتت بسبب السرطان فى الثامنة من عمرها، الأمر الذى شوه سمعة "نيلسون" بين المجتمع العلمي، حتى اختفي لمدة 25 عامًا كاملة بسبب ذلك.

والآن يعيش فى مدينة "أوسيانسيدي" بكاليفورنيا مع زوجته الثانية "مويرث" 57 عامًا بعد حياة غير تقليدية وصاخبة طوال عمره المنصرم، وأضاف أن موت "بيدفورد" كان الخطوة الأولى لعلم حفظ الجثث ومن ثم إعادتها مجددًا للحياة وايقاظها.

ولكن رحلة "نيلسون" لم تبدأ كذلك، حيث كان يحفظ الجثث فى حمامت ثلج مليئة بالستايروفوم وتخزينها مؤقتًا فى مرآب، ولكن بعدما انضم "نيلسون" الكهربائي المتقاعد الذى لم يكمل تعليمه، مع عالم الأحياء الإيطالى "دانتى برونول" والكيميائي "روبرت بيرهودا"، كونوا فريق حفظ الكوتى بالتجميد وبدأو أول خطوة، بعد أعلان وفاة "بيدفورد" رسميًا.

وقاموا بتجميد "بيدفورد" استبدلوا دمه بمجمدات حيوية، ومن ثم وضعوه فى صندوق النيتروجين مرة أخري، ولم يكن لديهم أدنى فمرة إن المكان الذى سيحفظ به الجثة، فلم يكن المكان الحالى بأريزونا قد تم بناؤه بعد.

ونتيجة لذلك قضى "بيدفورد" الأسابيع الأولى له في مرآب لتصليح السيارات يملكه اثنان من أصدقاء "نيلسون"، حيث حدث صديقه قائلًا "معي شخص مجمد أحتاج مساعدتك لثلاثة أسابيع، وعندما وافق أحضرت الجثة في سيارتي بالخلف وبجوارها دكتور تجميد، أشعر الآن أننى كنت مجنون لفعل ذلك".

وبعد أسبوعين قرروا العودة به واقتادوه إلى حديقة بالبوا في لوس أنجلوس، حيث وضعه متعهد دفن الموتى في كفن، ونقلوه إلى ولاية اريزونا، ومن ثم وضعه في كبسولة التجميد.

ويعود "نيلسون بالتفاصيل قليلًا للوراء، عندما شعر "بيدفورد" باقتراب موته بسبب السرطان كتب لأحد أصدقائه الأطباء بذلك، حيث قال إنه لا يريد أن يكون الأول، ولكن لما لا تتم التجربة طالما سيموت.

وهنا أقنع ذلك الطبيب :نيلسون" للقيام بالمهمة، لأن "بيدفورد" كان ثريًا جدًا، وأن الحفاظ على جثته سيعزز قضية فيزيائية عن حفظ الأجسام فى درجات الحرارة المتدنية.

ليذهب "نيلسون" قبل وفاة "بيدفورد" بيومين ويجده واعيًا بالرغم من توقعه فى البداية أن يكون فى غيبوبة، وبعد وصوله عرف على نقسه، ليرد "بيدفورد" عليه" هل أنت الرجل الذي يحدد لتنفيذ الإجراء، أريدك أن تعرف شيئا، ليس لدي أي أمل بأنني سأحيا مجددًا، ولكن أفعل هذا على أمل أن هذا العلم الجنوني ربما يستفيد منه أولادي وأحفادي يومًا ما".

ولم يعلن عن الميعاد المحدد للكشف عن تجربته العلمية الفريدة من نوعها، وإعادة "بيدفورد" للحياة مجددًا، ولكنه اكتفي بقوله"سيشهد العالم قريبًا علما استثنائيا سيحدث جنونًا بين البشر".