- زيارة مرتقبة لبابا الفاتيكان نهاية الشهر الجارى
- حفاوة بالغة واستقبال رسمى للبابا من الرئيس السيسى
- الزيارة خطوة جديدة لتعميق الحوار والتفاهم بين الأزهر والفاتيكان
- وكيل الأزهر: أقوال وأفعال الرسول في كتب السير والحديث توصي بغير المسلمين والمسيحيين خاصة
"الناس صنفان إما أخ لك فى الدين أو نظير لك فى الخلق"، مقولة للإمام على بن أبى طالب، تؤكد أن الفطرة السليمة هى التقارب بين البشر.. خطوة جديدة تشهدها الساحة الدينية، بهدف تعميق الحوار والتفاهم بين الأزهر والفاتيكان، لنشر قيم التسامح بين المسلمين والمسيحيين، تنطلق من زيارة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، المرتقبة لمصر فى الثامن والعشرين من شهر أبريل الجارى.
تعتبر زيارة بابا الفاتيكان لمصر مهمة وحساسة، ولذلك فهى تحظى بحفاوة من الدولة المصرية، حيث سيتم استقبال البابا رسميا من الرئيس عبد الفتاح السيسى، يعقب مراسم الاحتفال ولقاء الرئيس، زيارة لمشيخة الأزهر الشريف، للقاء الإمام الأكبر، ثم لقاء البابا تواضروس.
وكانت اللجنة المشتركة للحوار بين مركز الحوار بالأزهر الشريف والمجلس البابوي للحوار بين الأديان، عقدت ندوة بعنوان "دور الأزهر والفاتيكان في مواجهة ظواهر التعصب والتطرف والعنف".
وقال الكاردينال توران، رئيس المجلس البابوي للحوار فى الفاتيكان، إن الإسلام أقرب دين للمسيحية، لأنه ديانة توحيدية إبراهيمية، رغم الخلافات الكبيرة فى العقيدة، وهو ما أوضحته وثيقة المجمع الفاتيكانى الثانى التى صدرت فى الستينيات من القرن الماضى.
من جانبه، أوضح الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، أن أقوال وأفعال سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في كتب السير والحديث توصي بغير المسلمين والمسيحيين خاصة، مشيرا إلى أن التعددية واختلاف الناس فكرًا وعقيدة ولغة وثقافة طبيعة بشرية.
وقال "شومان" إنه من المؤلم غاية الألم أن ترتكب الجرائم باسم الدين وللأسف استغلته بعض الوسائل الإعلامية أسوأ استخدام وفق أهوائهم، ناصحا كل من يريد سلامًا وأمانًا عامًا للبشرية جمعاء العمل على امتلاك الإرادة القوية في مواجهة التطرف والإرهاب بالقوة والتعليم والاقتصاد، وتحمل المسئولية تجاه ذلك وأن يتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين.
وقال الدكتور محمود حمدى زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن العلاقة بين الأزهر والفاتيكان قديمة منذ توقيع بروتوكول تعاون في القضايا المختلفة التي تهم البشرية جمعاء، منوها بأن الندوات والحوارات بين الأزهر والفاتيكان لا تنتهى.
وأضاف زقزوق، أن القرآن الكريم حصر الرسالة المحمدية في قوله تعالى "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، والرحمة بطبيعة الحال ضد التطرف والإرهاب، لافتا إلى أن شعار المسيحية المحبة فلا يتصور محبة بلا رحمة ولا رحمة بلا محبة، كما أن هذا ليس شعارا بل عقيدة يؤمن بها المسلم والمسيحي.
بدوره، قال الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الإسلام عايش أصنافًا شتى من الطوائف والملل والنحل والأديان والعقائد، وعايش أهل الكتاب وغيرهم من المشركين وعبدة الشمس، والكواكب، عايش البوذية والكونفوشية والهندوسية وغير هؤلاء.
وأضاف عفيفى، أن الإسلام دعا إلى الإحسان إليهم في المعاملة والمعاشرة، والتودد والبر والإنصاف قال تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ".
وأوضح أن الإسلام يقرر في أقدس نصوصه أن المخالفة في الفكر والرأي والعقيدة والدين والمذاهب لا تستلزم العداوة والعدوان بأي شكل، ولا ينبغي أن تحول بين المسلم وبين أن ينشر المعروف ويفعل الخير مع من استطاع وأينما حلّ، وأن الإسلام أقرّ مبدأ الحوار بين المسلمين وأصحاب الديانات السماوية وغير السماوية وبيّن أن العدل والتسامح والتعايش السلمي من أسس التعامل مع غير المسلمين.
وأشار إلى أن التعصب ينتج عن أسباب كثيرة تؤدي إلى الوقوع فيه وتبنّيه فكرًا أو سلوكًا ومن أبرز هذه الأسباب، قلة الفقه بالدين، حيث تجرأ بعض الناس على إصدار الأحكام من خلال نظرتهم غير المتعمقة في بعض الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية دون علم ببقية النصوص المتصلة بمناط الاستشهاد، أو أخذهم بالمتشابهات وترك المحكمات، وكذلك، التقليد الأعمى.
وأكد أن الفراغ في حياة الشباب عدم استثمار الوقت فيما ينفع ويفيد يؤدي إلى حالة من التعصب وإلى تلقف ما يطرح من أفكار ومناهج منحرفة بالقبول والتسليم، والتأثر بما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض وسائل الإعلام من كتابات تدعو إلى التشدد والغلو والتعصب.
وأوضح أن من أهم سبل العلاج للتعصب بيان سماحة الإسلام ويسره ومراعاته لطاقات الإنسان وعدم إرهاقه وإن من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية: التيسير ورفع الحرج عن الناس وأن النبي صلى الله عليه وسلم: «ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما..»، وكذلك معرفة كيفية إدارة الخلاف حول الأسباب التي أدت إلى التعصب.
من جانبه، قال الكاردينال جون لويس توران، رئيس المجلس البابوي لحوار الأديان، إن عودة العلاقة بين الأزهر والفاتيكان إلى سابق عهدها خطوة على طريق الحوار البناء، مستشهدا بمقولة للإمام علي بن أبي طالب "يا مالك إن الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق".
وأضاف توران فى كلمته، أن الحوار بين الأزهر والفاتيكان يشتمل على إرادة قوية من كلا الطرفين لتقوية الحوار ومواصلته، منوها بأن المجلس البابوي للحوار بين الأديان هو وزارة تابعة للكرسي الرسولي للعلاقة بين الأديان ومنها الإسلام والأديان التقليدية ولاسيما الأفريقية والآسيوية.
وأوضح أن "أقرب هذه الديانات إلينا الإسلام، حيث إنه دين توحيدي على الرغم من اختلافنا معه العميق في العقائد"، منوها بأننا نعيش في مجتمع منقسم على نفسه ويوجد به بعض القادة يعتمدون على القوة فقط.