الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رواية تسببت في صدور أمر اعتقال ضد "نجيب محفوظ" وتدخل "عبد الناصر".. تعرف على ما حدث

صدى البلد

لطالما عكست روايات الأديب العالمي الراحل "نجيب محفوظ" واقع الحياة في الشارع المصري وأبرزت معاناة وآراء الطبقات الفقيرة في مصر، وانتقد من خلالها سلبيات المجتمع، فعلى سبيل المثال تحدث في راويته الشهيرة "الكرنك" عن الاستبداد الفكري والسياسي خلال عهد "عبد الناصر" وعن "جهاز الرعب الذي يقتلع روح ابناء الثورة"؛ وفي رواية "ميرامار" تحدث عن التسيب في المجتمع.

وفي رواية "ثرثرة فوق النيل"، التي صدرت عام 1966، تحدث عن عزلة الشعب عن نظام الحكم وكيف أن الحكومة تقوم بكل شئ وكأن الشعب لا وجود له، وبالرغم من أن الكلام كان يأتي على لسان "حشاشين"، إلا أن الحيلة لم تنطل على البعض، وكاد ينتهي الأمر بـ"محفوظ" في المعتقل بسبب تلك الرواية.

وأورد الكاتب "إبراهيم عبد العزيز" في كتابه "أنا نجيب محفوظ"، الذي كان بمثابة سيرة ذاتية للأديب الراحل جمعها الكاتب من خلال مجموعة من الحوارات والأحاديث لـ"نجيب محفوظ"، الموقف الذي تعرض له الأديب الراحل بسبب "ثرثرة فوق النيل"، مشيرا إلى أن البعض حاولوا إثارة "عبد الناصر" ضد "نجيب محفوظ" بعد صدور الرواية.

ونقل عن الأديب الراحل قوله: علمت أن عبد الحكيم عامر قال عني "لقد تجاوز الحد ويجب تأديبه"، مشيرا إلى أنه لا يتذكر هوية من نقل له ذلك الخبر؛ ويستطرد "محفوظ" قائلا إن أحد معارفه أخبره أن قرارا قد صدر باعتقاله وأن "عبد الناصر" شخصيا تدخل لوقف الإجراء.

أما عن السبب وراء تدخل "عبد الناصر" فقد أرجعه "محفوظ" إلى أن الأديب الراحل "ثروت عكاشة"، الذي كان وزيرا للثقافة خلال عهد "عبد الناصر" اخبر الأخير أنه من غير اللائق أن يتم البطش بروائي بسبب رواية.

وأوضح "محفوظ" أنه بعد صدور الرواية، كان "عكاشة" يستعد للسفر إلى أوربا حين سأله "عبد الناصر": "هل قرأت رواية ثرثرة فوق النيل؟" فأجابه بلا، فطلب منه الزعيم الراحل أن يقرأها ويخبره برأيه.

وتحدث "محفوظ" عن الموقف الذي تلى ذلك قائلا: "وقرأها ثروت وفهم سبب سؤال عبد الناصر، وكان سؤالا غاضبا، وقد خشى ثروت أن يصيبني ضرر ولو بسيط كالإحالة للتقاعد أو نقلي إلى مكان آخر، لذلك قابل عبد الناصر حين عاد وقال له: يا سيادة الرئيس أصارحك بأنه إذا لم يحصل الفن على هذا القدر من الحرية لن يكون فنا؛ قال له عبد الناصر بهدوء: وهو كذلك، اعتبر الأمر منتهيا".