EN
عذرية الرجل!
من أغرب القضايا التي نتجت عن هذه الفترة العجيبة المتناقضة التي تلت يناير ما يعرف بقضية العذرية، عندما سمعت بها للمرة الأولي لم أصدق وظننت أنه عمل دعائي أسود مقصود به تشويه المؤسسة العسكرية المصرية التي تواجدت في صفوفها ست سنوات خلال حربي الاستنزاف وأكتوبر، كان ذلك في الماضي البعيد زمن الحرب مع اسرائيل، وتحرير الأرض، وعندما بدأت أتلقي ما يؤكد الأمر حرت في ذلك وكيف تم؟ هل تم الاختبار باستخدام جسد للكشف علي جسد.. أم بوسائل طبية، أهو نوع من التعذيب النفسي للمرأة وتعبير عن احتقارها ودونيتها خاصة أن المناخ يشهد صعود التيارات الدينية التي تحتقر المرأة، وعندما تكشف الأمر بفضل الوقفة الشجاعة من الشابة الصعيدية ابنة سوهاج. والتي تحدت المجتمع ومنظومة احتقار المرأة والحط من شأنها، بصراحة صدمت، كيف تتورط جهة تنتمي إلي المؤسسة العسكرية في هذا الأمر المخجل، لماذا تحقير المرأة بالتأكد من عذريتها بواسطة الرجل أين التأكد من عذرية الرجل؟ ألا يوجد شواذ؟ وإذا كان لدي المرأة غشاء يمكن من خلاله التفرقة بين الانثي العذراء والثيب. أما الرجل فليس لديه علامة، ولا يعرف حقيقة أمره إلا الطبيب الشرعي المختص، لذلك أقول للابنة سميرة أن دموعها مشروعة ولكن أنصحها برفع قضية للتأكد من عذرية الرجال الذين دنسوا جسدها واستباحوه؟ من يدري؟ هل من المعقول أن يشغل البعض أنفسهم بمثل هذا الأمر في مؤسسة وطنية ذات وضع استثنائي وخاص في وجدان المصريين؟ ألا يعلم هؤلاء أن موضوع العذرية من الأمور التي لا تؤكد القطع إذ توجد أغشية مطاطية، وأغشية صناعية تباع علناً في الأسواق بعد دخول الصين علي الخط، وهناك أطباء متخصصون في إعادة الأغشية إلي ما كانت عليه، أما الذكور الشواذ فلا يقربهم أحد، ولا يتأكد منهم أحد، لذلك يبدو المقصود من هذا الفعل التعذيب النفسي والبدني، إهانة الأنثي، إنه سلوك ثقافي منحط يجب علي الجهة التي قامت به أن تعتذر عنه، وأن تطالب الممتهنات المهانات من الإناث المصريات بالكشف علي الذكور الذين قاموا أو خططوا لهذا العمل المشين وأن تعلن النتيجة ليعرف المتهمون أي فعل ارتكبوا؟
نقلاً عن الأخبار
