ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم من كنيسة السيدة العذراء بأرض الشركة، بحي الشرابية، التابعة لقطاع كنائس شرق السكة الحديد.
ولدى وصوله تفقد قداسة البابا معرض دار الكتاب المقدس في السرادق المقام خارج الكنيسة، واستقبلت فرق الكشافة قداسته حيث رتلوا بعض الترانيم، ثم أزاح قداسة البابا الستار عن اللوحة التذكارية التي تؤرخ للزيارة والتقطت له صورًا تذكارية مع نيافة الأنبا مارتيروس الأسقف العام لقطاع كنائس شرق السكة الحديد، وكهنة الكنيسة ومجلسها وخدامها.
واصطف أطفال فصل "حضانة" على السلم المؤدي إلى الكنيسة، وهم يحملون باقات الزهور ويرتلون ترتيلة ترحيبية بأبيهم وحرص قداسته على محاورتهم بود وحب تعبيرًا عن اهتمامه بأولاده وتشجيعه إياهم.
وكالعادة استقبل الشعب قداسة البابا لدى دخوله الكنيسة بحفاوة بالغة وبادلهم قداسته التحية، بينما رتل خورس الشمامسة ألحان استقبال الأب البطريرك، حيث صلى صلاة العشية بمشاركة الآباء الأساقفة الحاضرين، وكهنة كنائس "شرق السكة الحديد".
وألقى نيافة الأنبا مارتيروس كلمة ترحيبًا بقداسة البابا ورتل كورال شباب الكنيسة عددًا من الترانيم. وألقى القمص باخوميوس حكيم كلمة عبر خلالها عن مشاعر الفرح التي تسود الكنيسة وكهنتها وشعبها بزيارة قداسة البابا. وعرض فيلم وثائقي "ستون عامًا من الرعاية" عن تاريخ الكنيسة وخدماتها وآبائها وخدامها. وفيلم آخر عن منتجات دار الكتاب المقدس.
وفي لفتة طيبة عُرض مقطع فيديو من أرشيف الكنيسة، في أحد مؤتمرات شباب الكنيسة، يظهر فيه قداسة البابا، وقت أن كان أسقفًا، وهو يقوم بتحفيظ شباب المؤتمر ترنيمة عن السماء.
تلا ذلك تكريم قداسته لأبناء الكنيسة المتفوقين والأوائل دراسيًا ورياضيًا.
أصحاحات متخصصة
وفي عظة الاجتماع اختتم قداسته سلسلة "أصحاحات متخصصة"، وتحدث عن موضوع "لقاء الفرح"، وقرأ جزءًا من الأصحاح الأول من إنجيل معلمنا لوقا والأعداد (٣٩ - ٥٦)، وأوضح أن لقاء السيدة العذراء بأليصابات هو "لقاء رمزي"، لأن أليصابات تُمثل العهد القديم والسيدة العذراء تُمثل فاتحة العهد الجديد، وأشار إلى أن اللقاء تم في بيت بسيط (بيت زكريا) تمامًا مثلما وُلد السيد المسيح في مذود البقر.
وتأمل قداسة البابا في معاني هذا اللقاء، كالتالي:
١- لقاء مرتب من السماء، لأن الله هو ضابط الكل، ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "الله لا يعمل بالصدفة بل يقود الأحداث، حتى تبدو الصدفة طريقًا لمجده".
٢- لقاء بدأ بالفرح (لغة السماء)، وهو استعداد لقبول الفرح بميلاد يوحنا المعمدان وتجسد وميلاد السيد المسيح، والقديس أوغسطينوس يقول: "الفرح الروحي هو أول علامة لحضور الله في القلب".
٣- لقاء على مستوى الإيمان، حيث أعطى الله حياة ونطقًا لزكريا وولدت أليصابات العاقر، وما أعظم إيمان السيدة العذراء "«هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ»" (لو ١: ٣٨)، ويقول القديس كيرلس الكبير: "الإيمان يسبق المعجزة والمعجزة تُكمّل (تقوي وتؤكد) الإيمان".
٤- اللقاء تحوّل من صمت إلى تسبيح وصلاة، وتكلمت السيدة العذراء بالتسبيح "نشيد التجسد"، مثلما تكلم زكريا بالتسبيح عند ميلاد يوحنا المعمدان.
وأضاف قداسته أن التسبحة في الكنيسة لها أساسين، هما:
- موضوعها هو السيد المسيح.
- الموضوع الآخر هو عمل السيد المسيح، وبخاصة التجسد والفرح الذي صار لنا، فتسبحة السيدة العذراء كانت مثالاً للبتوليين، وتسبحة زكريا مثالاً للخدام، وتسبحة الرعاة مثالاً للفقراء، وتسبحة الملائكة مثالاً للسمائيين، وتسبحة المجوس مثالاً للمثقفين، وتسبحة سمعان الشيخ مثالاً للشيوخ، وتسبحة حنة النبية مثالاً للأرامل، وحتى يوحنا المعمدان عندما ركض في بطن أمه أليصابات سبّح تسبيح الأطفال والرضعان.
واختتم قداسة البابا: عمل الكنيسة الرئيسي هو التسبيح، فالتسبيح هو الزمن الجديد، "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ" (يو ١: ١٤).










