محمد وهدان:
من يمر على الصراط يحمل ذنوبه كلها على ظهره
نور من يصلى الفجر يطفئ نار جهنم
الكافر يساق إلى النار ولا يمر على "الصراط"
البشر سيرون الله يوم القيامة
موسى كلّم الله من وراء حجاب
«إسرافيل» سينفخ في الصور «مرتين»
خصص الدكتور محمد وهدان أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، حواره مع برنامج «كلام من القلب»، للحديث عن أهوال يوم القيامة، ووصف أحوال الناس أثناء مرورهم على الصراط.
قال الدكتور محمد وهدان أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن يوم القيامة كألف سنة من أيام الدنيا، مؤكدًا أن له مُسيمات عدة منها «يوم القيامة يوم الصاغة يوم الطامة الكبرى يوم يفر المرء من أمه وأبيه يوم تسود وجه وتبض وجوه».
وأضاف وهدان خلال لقائه ببرنامج «كلام من القلب» المذاع على فضائية «الحياة 2»، أن الناس تقف جميعًا أمام الله سبحانه وتعالى ويسألهم عما قدموا في حياتهم.
وأوضح أن "الصراط" جسر ينصب على النار يفصل بين الناس والجنة تلتهب من تحته نار جهنم، تستعر وتلظى، مؤكدًا أن الله سبحانه في ذلك اليوم يأمر أن تتبع كل أمة ما كانت تعبده، فمنهم من يتبع الشمس، ومنهم من يتبع القمر، ثم يذهب بهم جميعاً إلى النار.
وتابع: وتبقى أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفيها الصالحون والعصاة والمنافقون، فيُنْصَبُ لهم صراط على ظهر جهنم، على حافتيه خطاطيف وكلاليب، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى يأمرهم أن يمروا على ظهره، فيشتدُّ الموقف، وتعظم البلوى.
وأشار إلى أن من يمر عليه ويصل لنهايته فقد نجا، ويجد باب الجنة أمامه ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقفًا يستقبل أهل الجنة، منوهًا بأنه يسقط بعض الناس عن الصراط لبعض ذنوبه فتتلقفه نار جهنم، ويعذب على قدر معصيته، واصفًا الصراط بأنه أدق «أرفع» من الشعرة وأحد من السيف، ودحض مزلة أي موضع تزل فيه الأقدام ولا تستقر، وشديد الظلمة تحته جهنم سوداء مظلمة.
وأكد أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الإنسان عندما يمر على الصراط يحمل ذنوبه كلها على ظهره، فتجعل المرور بطيئًا لأصحابها إذا كانت كثيرة، مضيفًا أن «الصالح» يمر على الصراط كالبرق، مؤكدًا أن بعض الناس يحبون على الصراط ولا يستطيعون السير على أقدامهم بسبب كثرة ذنوبهم.
ونوه بأن نور من يصلى الفجر أثناء مروره على الصراط يطفئ نار جهنم، مؤكدًا «أن من يصلى الفجر أثناء مروره على الصراط تناديه النار يا عبدالله أسرع بالمرور عليّ فإن نورك يطفئ ناري».
وكشف عن أنه ليس المقصود من قوله تعالى: "وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا" أننا سندخل النار وإنما المراد بـ«الورود» في الآية هو المرور على الصراط، مؤكدًا أن كل مسلم لابد أن يمر عليه، بينما الكافر يساق إلى النار، ويرمى فيها، موضحًا أن المؤمن الصالح فإنه ينجو ولا يسقط في نار جهنم، ولهذا قال سبحانه وتعالى: «وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا*ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا».
وقال وهدان، إن البشر الصالحين سيرون الله -عز وجل- في الآخرة، مشيرًا إلى أن عيون البشر وأجسادهم ستتغير في الآخرة، مستشهدًا بقول الله تعالى: "يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ"، مؤكدًا أن الملائكة يرون الله عز وجل بطريقة لا نستطيع أن نتسوعبها، لافتًا إلى أن الله نور والملائكة مخلقون من نور، مستشهدًا بقول الله تعالى:- «اللَّهُ نُورُ السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضِ»، وقوله تعالى: «يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ».
وأفتى بأنه لم يشاهد أحدٌ من الأنبياء -عليهم السلام- الله -عز وجل- إلا سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، مضيفًا أنه شاهد الخالق جل شأنه في رحلة الإسراء والمعراج، مستشهدًا بمارواه أَبو ذَرٍّ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ قَالَ نُورٌ أَنَّى أراه" رواه مسلم.
ولفت أستاذ الدراسات الإسلامية، إلى أن سيدنا موسى -عليه السلام- كلّمه الله -عز وجل- من وارء حجاب، منوهًا بأنه لم يرَ الخالق جل شأنه، مستشهدًا بقول الله تعالى:- «وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ».
وأكد أن صدر النبي -صلى الله عليه وسلم - شق 3 مرات، الأولى حينما كان يلعب مع أخوته من الرضاعة بنى سعد بن بكر، مضيفًا أن المرة الثانية كانت عند نزول الوحي عليه، والثالثة كانت في ليلة الإسراء والمعراج حينما نزل إليه سيدنا جبريل عليه السلام بوعاء من الجنة مملوء بماء زمزم وغسل قلبه، وصعد به إلى السماء.
واستطرد: إن هناك 4 ملائكة مقربين من الله -عز وجل- وهم: جبريل وميكائيل وإسرافيل وسيدنا ملك الموت «عليهم السلام»، مضيفًا أن الله -عز وجل- يحب ملائكته المقربين لأنهم يدبرون أمره ولا يعصونه، مشيرًا إلى أن «الخالق» وصفهم بأنهم «عباد لله تعالى».
وأشار أستاذ الدراسات الإسلامية، إلى أن الله عز وجل وصف جميع الملائكة بأنهم «عباد مكرمون»، مؤكدًا أن منهم الراكع والساجد لله -عز وجل-، ويطيعونه ولا يعصون أوامره.
واستشهد بقول الله تعالى:-«وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ».
وبيّن أن إسرافيل -عليه السلام- الملاك المسئول عن النفخ في الصُور يوم القيامة، مستشهدًا بقول الله تعالى:- «يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ»، وقال تعالى:- «يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ».
وأوضح أن إسرافيل ينظر إلى العرش ولا تطرف عينه لحظة واحدة خشية أن يأتيه الأمر فجأة بالنفخ في الصور، مشيرًا إلى أن الله -عز وجل- سيأمر إسرافيل بالنفخ في الصور النفخة الأولى «نفخة الفزع»، مستشهدًا بقول الله تعالى:- «وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ».
ولفت وهدان، إلى أنه بعد النفخة الأولى ستمتلئ القلوب رعبًا وفزعًا من هول تلك النفخة ثم يأمر الله بنفخة الصعق، مستشهدًا بقول الله تعالى:-«وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۚ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ».
وتابع: «وبعد أن ينفخ إسرافيل نفخة الصعق الجبارة التي تموت بعدها الخلائق كلها، فيموت كل حي ويبقى الحي الذي لا يموت «جل وعلا» فيصبح الكون كله في سكون رهيب موحش، فيطوى الله السماوات بيمينه ويطوى الأرض، شماله، ويقول أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ فلا أحد يسأل ولا أحد يجيب إلا الله عز وجل».
وأضاف: «ثم يُحيى الله إسرافيل مرة أخرى من الموت ويأمره بأن ينفخ نفخة البعث، لتقوم الخلائق كلها من القبور إلى أرض المحشر للفصل والحساب بين يدي الكريم التواب».