الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تركيا ترسل قوات لسوريا لنقل رفات "سليمان شاه".. و"داعش" تكتفي بالمشاهدة..ومحللون:"بروفة" لهجوم عسكري قادم وبتنسيق بينهما

صدى البلد

محللون حول إمكانية التنسيق بين داعش وتركيا:
- القوات التركية فاجأت "داعش" بدخولها سوريا لنقل رفات "سليمان شاه"
- نقل رفات "سليمان شاه" من سوريا تم بالتنسيق بين تركيا وداعش
- نقل الرفات "بروفة" لدعم تركيا "داعش" عبر هجوم عسكري مقبل
أثار إعلان رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، بنقل رفات سليمان شاه جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية عثمان الأول ضمن عملية عسكرية واسعة، نظمت مساء الأحد، وعاد من دون معارك 40 جنديا تركيا كانوا يحرصون ضريح سليمان شاه الواقع في منطقة يسيطر عليها تنظيم "داعش" في سوريا، عدد من التساؤلات حول إتمام هذه العملية دون تدخل التنظيم والاكتفاء بالمشاهدة فقط، وهل تكون هذه العملية تمت بتنسيق بين الطرفين.
في هذا الصدد قال الدكتور محمد عبد القادر، الخبير بالشأن التركي: إن دخول قوات برية تركية إلى سوريا لنقل رفات "سليمان شاه" جد أول حاكم للدولة العثمانية، واكتفاء تنظيم "داعش" بالمشاهدة يؤكد وجود اتصالات قوية وتنسيق بين الدولة التركية وتنظيم "داعش"، فضلاً عن أن عملية نقل الرفات استمرت 8 ساعات وهو ما لا يتم إنجازه إلا بعلم قيادات التنظيم التكفيري بسوريا وبمساعدته في ذلك.
وأوضح "عبد القادر" أن السلطات التركية استثمرت الأوضاع المتردية في سوريا لنقل الرفات إلى تركيا.
ومن جانبه أكد الدكتور جمال شقرا، الخبير في الشأن التركي، ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات المستقبلية، أن تركيا مارست نوعا من البلطجة، عندما دخلت الى العمق السوري لنقل رفات سليمان شاه، مشيراً الى أن تركيا أعلنت عن اتصالها بالقنصلية السورية ولكنها لم تنتظر الموافقة السورية.
وقال "شقرا": إن "الأمر المثير للدهشة أن هذا الضريح لم تمسسه يد التنظيم الارهابي داعش، على الرغم من أنها لم تترك مسجدا أو كنيسة في المنطقة إلا وهدمته، مضيفاً أن دخول تركيا الى سوريا بهذا الشكل يشير الى وجود اتفاق بل وتمويل تركي الى التنظيم الارهابي.
وأشار الخبير الى أن بلطجة تركيا تعد بروفة لدعمها للتنظيم الارهابي من خلال الهجوم على سوريا.
بينما استبعد اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع الأسبق، أن تكون عملية نقل رفات سليمان شاة أول جد بالدولة العثمانية من سوريا إلى تركيا قد تم بتنسيق بين الدولة التركية وتنظيم داعش.
ولفت "فؤاد" إلى أنه قد تكون القوات البرية التركية قد فاجأت التنظيم بدخولها إلى سوريا لنقل الرفات فضلاً عن أن القوات لم تدخل لتقوم بعملية عسكرية أو لاحتلال أرض بل تدخلت من أجل إتمام عملية النقل فقط.
يشار إلى أن سليمان شاه بالتركية (SüleymanŞah)، هو ابن قتلمش ووالد أرطغل الذي هو والد عثمان الأول، مؤسس الدولة العثمانية سنة 1299.
ويحكى أن المغول غزوا امبراطورية سليمان شاه بغتة، فلقي حتفه غرقاً في نهر الفرات اثناء محاولته الفرار سنة 1227 ودفن بالقرب من المكان المسمى حالياً ترك مزاري في قلعة جعبر في سوريا.
ويشكك بعض المؤرخين في الروايات الرسمية عن ضريح شاه قائلين: إنها ربما لُفقت لاحقًا لإثراء هوية تركية امبراطورية ثم هوية وطنية.
وبحسب المادة التاسعة من معاهدة أنقرة الموقعة بين تركيا وفرنسا "في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا" سنة 1921، اتُفق على أن ضريح سليمان شاه هو تحت السيادة التركية، وحالياً يعتبر هذا المزار، الأرض الوحيدة ذات السيادة التركية خارج حدود الدولة، ويسهر على حماية المزار جنود أتراك.
في سنة 1973، كانت مياه سد الفرات ستغمر الضريح، بعد مفاوضات تركية - سورية تقرر نقل الضريح إلى منطقة أخرى على شريط من الأرض ناتئ في ماء نهر الفرات قرب قرية قره قوزاك على بعد 25 كم من تركيا مساحتها 8,797 متر داخل محافظة حلب.
يذكر أن الأرض المحيطة بالضريح أرض قاحلة ليس فيها سوى بعض القرى المبعثرة هنا وهناك، وتتولى كتيبة تركية تتمركز قرب الحدود السورية تدوير الوحدات التي تحرس الضريح، كما انه بني مركز شرطة سوري إلى جانب موقع الضريح، وفي عام 2010 .
قررت اللجنة المشتركة لبرنامج التعاون السوري - التركي وضع لوحات وشاخصات دلالة للموقع وصيانة الطريق المؤدية إلى الضريح باعتباره مقصداً سياحياً للزوار الاتراك وخلال زيارة الرئيس التركي عبد الله غول إلى حلب زار وفد رسمي تركي الضريح وقرر اقامة أعمال صيانة وترميم فيه .
وكانت تركيا هددت العام الماضي بالرد على أي هجوم يستهدف ضريح سليمان شاه، جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية، الواقع في منطقة بشمال سوريا يخضع معظمها لسيطرة داعش.
وتنظر تركيا إلى مكان الضريح على أنه منطقة خاضعة لسيادتها بموجب اتفاقية أُبرمت مع فرنسا عام 1921 عندما كانت سوريا تخضع للاحتلال الفرنسي، وتحرس قوة مؤلفة من نحو 20 جنديا من القوات الخاصة التركية الضريح بشكل دائم.