الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أول أستاذ عربي وأفريقي لجامعة ناجويا اليابانية لـ "صدي البلد": مصر تمتلك من اليورانيوم والثوريوم ما يكفي للمحطة النووية

صدى البلد

-الموشي: 437 مفاعل نووي بمختلف دول العالم.. ومصر بها 6% من الثوريوم المستخدم في الطاقة النووية
-الاتفاق المصري الروسي سوف يجدد برتوكول التعاون بين قسم الهندسة النووية بجامعة توكيو التكنولوجية اليابانية وكلية العلوم بجامعة أسيوط
- انفجار مفاعل "فوكوشيما "باليابان أضاع فرص العمر في إنشاء أول نواة لمعمل نووي تخصصي بجامعة أسيوط
ليس أستاذا جامعيا فقط، أنما هو أول أستاذ زائر عربي وأفريقي لمركز علوم المواد بجامعة ناجويا وقسم هندسة المفاعلات النووية بجامعة توكيو باليابان، أنه الدكتور رفعت مصطفى حسن الموشي الأستاذ المتفرغ بقسم الكيمياء بكلية العلوم بجامعة أسيوط، "الموشي" حاصل علي درجتيّ الماجستير والدكتوراه في هندسة الكيمياء النووية من قسم هندسة المفاعلات النووية بجامعة طوكيو للتكنولوجيا باليابان خلال الفترة ( 1975 – 1982 )، وله ما يقرب من 100 بحث منشور بعدد من المجلات العلمية والدولية المتخصصة كما أنه محكماً بأكثر من 30 مجلة علمية دولية، إضافةً إلي عضويته بأكاديمية نيويورك للعلوم منذ عام 2003 وأكاديمية العلوم التقدمية، كما حصل الموشي علي عدد من الجوائز الهامة منها جائزة جامعة أسيوط لأفضل بحث في الكيمياء عن "اليورانيوم" عام 2011 ، "صدى البلد " حاورته في السطور التالية.
في البداية حدثنا عن استضافة الجامعات اليابانية لك أكثر من مرة ؟

تم استضافتي من قبل جامعة طوكيو للتكنولوجيا في عام 1990، في احتفالها بمرور مائة عام على إنشاء الجامعة وكنت الممثل الوحيد للدول العربية والإفريقية، وتكررت الدعوة لي من نفس الجامعة لاستضافتي بقسم هندسة المفاعلات النووية كأول أستاذ زائر عربي وأفريقي لمدة خمسة شهور في عام 2009، وذلك لتدريب طلاب الدراسات العليا بالقسم على التقنيات الجديدة له والخاصة بكيفية التخلص من المواد المشعة بالنفايات النووية مع عرض بعض السيمانارات أمام أعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا بالقسم عن أخر ما توصلت إليه من نتائج علمية في أبحاثي.
هل استفادت جامعة أسيوط من خلال زياراتك المستمرة لليابان؟

استطعت أن أقنع الجانب الياباني بعمل بروتوكول بين قسم هندسة المفاعلات النووية وكلية العلوم بجامعة أسيوط، وجاء في أكتوبر عام 2010 رئيس قسم المفاعلات النووية البروفيسور اروتومي ومعه معاونه البروفيسور أكيدا الذي أصبح رئيسا للقسم خلفا له بعد ذلك، من أجل إتمام الإجراءات اللازمة لهذا البروتوكول التعاوني مع رئيس جامعة أسيوط وبعد الاتفاق على الخطوط الرئيسية ب 24 ساعة فقط سافر الضيف اليابانى، ولكن للأسف لم يتم تفعيل هذا البروتوكول نظرا للمراسلات التي تمت بين وزارة الخارجية المصرية وبين جامعة أسيوط والتي كانت تتعلق بالاستفسار عن مدى الخطورة التي سوف تنجم من هذا التعاون النووي بعد حدوث انفجار مفاعل فوكوشيما باليابان بعد زيارة الفريق الياباني بأربعة أشهر فقط، ومن ثم ضاعت إحدي فرص العمر في إنشاء أول نواة لمعمل نووي تخصصي بجامعة أسيوط لقصر نظر المسئولين.
كيف ترى الاتفاق المصري الروسي بشأن إنشاء مفاعلات نووية في مصر لإنتاج الطاقة ؟

في البداية أتوجه بالشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي على هذا القرار، حيث إنني تحدثت مع إحدى القنوات الفضائية خلال احتفال الرئيس بعيد العلم وطلبت في محادثتي الرئيس بأن تهتم مصر بالطاقة النووية وقد رجوت فيه بتوجيه عناية واهتماما خاصا بتجديد مصادر الطاقة مع إعطاء الأولوية لاستخدام الطاقة النووية لحل أزمة الطاقة الموجودة في مصر، ولكي يتحقق ذلك فلابد من اتخاذ خطوات جريئة لإنشاء محطات خاصة بالمفاعلات النووية حيث أنها تعتبر المصدر البديل في مثل ظروفنا الحالية والصعبة .
هل هناك خطورة في إنشاء مفاعلات نووية في مصر ؟

لا يوجد أي مبررات أو تخوف للتوقف عن انجاز مشروع الطاقة النووية العملاق، فن المخاوف يروج لها المغرضون والمعوقون من أصحاب المصالح الخاصة الذين ليست لديهم أية دراية أو فكرة عما تعنيه المفاعلات النووية عالميا في حل أزمة الطاقة في العالم بل يرددون ما يسمعونه كالببغانات بالمخاطر فقط من الدول المعادية لمنع حدوث أي تقدم أو ازدهار في أي من الدول العربية، فالبرغم من حدوث انفجاريين عالميين في المفاعلات النووية الموجودة في 31 دولة فقط بالعالم والتي يبلغ عددها 437 مفاعل نووي حتى الآن وكان الانفجار الأول في مفاعل تشيرنوبيل الروسي في ابريل 1986 والانفجار الثاني في مفاعل فوكوشيما الياباني في مارس عام 2011، لم تحدث أى انفجارات أخرى بالدول التي بها مثل تلك المفاعلات النووية وذلك إذا ما قورنت بعدد المفاعلات النووية الموجودة بدول العالم والتي تبلغ طاقتها 374 ألف ميجا وات وهى ما تمثل من 25 إلى 35 % من الطاقة الكهربية التي تستهلكها تلك الدول التي بها مثل هذه المفاعلات النووية كما أنها تمثل 14 % من إجمالي الطاقة العالمية المستهلكة والتي تبلغ 2.7 مليون ميجا وات (على حسب التقرير الصادر من الوكالة الدولية للطاقة النووية في 28 أكتوبر 2014 م).
هل يوجد في مصر يورانيوم لتشغيل المفاعل النووي إذا ما تم إنشاؤه ؟

بالفعل يوجد كنز من اليورانيوم في أعماق الصحراء المصرية على مسافة 260 كيلومترا جنوب غرب أسوان، وكذلك على مسافة 60 كيلومترا غرب الغردقة في الخامات التقليدية لوجود اليورانيوم، علاوة على وجوده في بعض الخامات غير التقليدية مثل الصخور الفوسفاتية التي تستخدم فى صناعة الفوسفات والتي يمكن استخراج منها 35 طنا سنويا، كما أنها توجد أيضا بالرمال السوداء الموجودة على الساحل الشمالي في الطريق بين رشيد ودمياط والقادمة مع مياه الفياضانات الجارية من الحبشة، ومعنى هذا إننا قد لا نحتاج لاستيراد اليورانيوم من الخارج لتشغيل مفاعلاتنا النووية إن شاء الله، بالإضافة إلى ذلك فأن مصر تعتبر خامس دولة فى العالم من حيث وجود عنصر الثوريوم والذى يستخدم في تحضير اليورانيوم -233 الخصب الذي يستخدم كوقود نووي في الكثير من المفاعلات النووية العالمية وأن وكمية الثوريوم الموجودة بمصر حسب التقرير الدولي للطاقة النووية تقدر بحوالي 380 ألف طن وهى تمثل نسبة 6 % من إجمالى الإنتاج العالمي.
هل ترى مردودا من الاتفاق المصري الروسي حول إنشاء مفاعل نووي لإنتاج الطاقة ؟

هنأني العلماء والأصدقاء اليابانيين الذين يعملون بقسم هندسة المفاعلات النووية بجامعة طوكيو للتكنولوجيا باليابان على هذه الخطوة الجريئة والهامة من الرئيس السيسى لإدخال الطاقة النووية كإحدى بدائل الطاقة لمصر والتي كان لجامعة أسيوط السبق في محاولة عمل بروتوكول تعاوني مع هذا القسم النووي باليابان في أكتوبر عام 2010 م.

وأبدى لي اليابانيون استعدادهم مرة أخرى لتجديد وتفعيل هذه الاتفاقية التي توقفت مع استعدادهم الكامل لاستقبال خريجي جامعاتنا في بعثات دراسية لليابان لدراسة الماجستير والدكتوراه وتدريب المبعوثين على التكنولوجيا النووية في هذا المجال الحيوي والهام بالإضافة لاستعداد علمائهم بقسم هندسة المفاعلات النووية للحضور لمصر لإلقاء بعض المحاضرات المطلوبة فى هذا المجال النووي بالجامعات المصرية إذا ما نحن رغبنا في ذلك.