في ذكرى وفاة «شجرة الدر».. الجارية التي حكمت مصر 80 يوما.. وصلت لكرسى الحكم بالدماء.. وماتت بـ «القباقيب»

شجرة الدر اشتراها الصالح أيوب قبل أن يصبح ملكًا
تسلقت إلى كرسى الحكم بدهائها ومكرها
ساعدت "أيبك" على التخلص من "أقطاى"
تولت شجرة الدر حكم مصر لمدة 80 يوماً.. كانت جارية من أصل تركي أو خوارزمي، اشتراها الصالح أيوب، سابع سلاطين بني أيوب بمصر، قبل أن يكون سلطاناً ورافقته في فترة اعتقاله في مدينة الكرك الأردنية وأنجبت ولدا اسمه "خليل" والذي حمل لقب الملك المنصور.
أتت شجرة الدر إلي مصر وتزوجت "الصالح" وبعد تعيينه سلطانا لمصر أصبحت نائبة عنه في أمور شئون الدولة أثناء غيابه خارج البلاد.
وفى 23 نوفمبر 1249 م توفى الملك الصالح بعد أن حكم مصر 10 سنين ومن هنا بدأت سيطرة شجرة الدر علي كرسي الحكم , حيث استدعت قائد الجيش المصري "الأمير فخر الدين يوسف" ورئيس القصر السلطاني "الطواشي جمال الدين محسن" وقالت لهم سرا إن الملك الصالح توفى وأن مصر الآن في موقف صعب من غير حاكم وهناك غزو خارجي متجمع في دمياط.
ومن هنا اتفقت شجرة الدر ورئيس القصر السلطاني وقائد الجيش المصري على إخفاء الخبر حتى لا تضعف معنويات العساكر الذين كانوا في مواجهة صعبة مع الصليبيين .
وفي السر ومن غير أن يعلم أحد نقلت شجرة الدر جثمان الملك الصالح في مركب على القاهرة ووضعته في قلعة جزيرة الروضة.
ورغم أن الصالح بن أيوب لم يوص قبل أن يموت بمن يمسك الحكم من بعده، فقد بعثت شجرة الدر لزعيم المماليك البحرية " فارس الدين أقطاى الجمدار " على حصن كيفا حتى يستدعي " توران شاه " ابن الصالح أيوب ليحكم مصر.
وقبل أن يتوفى الصالح أيوب كان أعطى أوراقا على بياض لشجرة الدر حتى تستخدمها لو مات فبقيت شجرة الدر والأمير فخر الدين يصدرون الأوامر السلطانية على هذه الأوراق.
ولكن بعد النصر تنكر السلطان الجديد "توران شاه" لشجر الدر، وبدلاً من أن يحفظ لها جميلها أصبح يهددها ويطالبها بمال أبيه، فكانت تجيبه بأنها أنفقته في شؤون الحرب وتدبير أمور الدولة، فلما اشتد عليها، ذهبت إلى القدس خوفًا من غدره وانتقامه.
ولم يكتف توران شاه بذلك بل امتد حنقه ليشمل أمراء المماليك، أصحاب الفضل الأول في تحقيق النصر العظيم وإلحاق الهزيمة بالحملة الصليبية السابعة، وبدأ يفكر في التخلص منهم غير أنهم كانوا أسرع منه وتخلصوا منه بالقتل على يد أقطاي.
ساعدت شجرة الدر عز الدين أيبك الذي تزوجته فيما بعد علي التخلص من فارس الدين أقطاي الذي سبب لهم مشاكل عديدة في حكم البلاد والذي كان يعد من أشرس القادة المسلمين علي الرغم من مساعدته لها بعد وفاة الملك الصالح ومساعدته للوصول إلي كرسي الحكم.
وفور أن جلست شجر الدر على العرش حتى قبضت على زمام الأمور وأحكمت إدارة شئون البلاد، وكان أول عمل اهتمت به هو تصفية الوجود الصليبي في البلاد وإدارة مفاوضات معه انتهت بالاتفاق مع الملك لويس التاسع , الذي كان أسيرًا بالمنصورة على تسليم دمياط وإخلاء سبيله وسبيل من معه من كبار الأسرى.
ثم خرج المصريون في مظاهرات غاضبة تستنكر جلوس امرأة على عرش البلاد، وعارض العلماء ولاية المرأة الحكم وفي الوقت نفسه ثارت ثائرة الأيوبيين في الشام لمقتل توران شاه واغتصاب المماليك للحكم بجلوس شجرة الدر على كرسي الحكم.
وبعد أن قتلت شجرة الدر "أيبك" أشاعت أنه مات فجأة بالليل ولكن مماليك أيبك لم يصدقوها فقبضوا عليها وحملوها إلى امرأة عز الدين أيبك التي أمرت جواريها بقتلها بعد أيام قليلة، فقاموا بضربها بالقباقيب علي رأسها وألقوا بها من فوق سور القلعة , مشيرا إلي أنه لم يتم دفنها إلا بعد عدة أيام.