ألقى وزير الخارجية سامح شكري كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى زعماء القبائل الليبية وذلك بحضور نحو 350 منهم، والذي أقيم بأحد فنادق القاهرة.
وقال شكري: "مصر دائما ما تفتح أبوابها أمام أشقائها العرب غير مدخرةً لجهد من أجل توحيد صفهم ورفعة كلمتهم وشأنهم وفي ظل الظروف الحالية التي تمر بها أمتنا العربية والتي تشهد تحديات غير مسبوقة، تتضاعف المسئولية على مصر التي تسعي إلى حشد كافة الجهود المخلصة والصادقة من أجل النجاح في تخطي المخاطر التي تحيط بنا والتغلب عليها وإعادة الاستقرار والأمن لبلداننا وتحقيق التقدم والازدهار الذي تستحقه شعوب هذه المنطقة العظيمة".
وأضاف :"فى هذا الصدد، فإن مصر حريصة أشد الحرص على مصلحة ليبيا الشقيقة وأمن وإستقرار شعبها الكريم، فعلاقة مصر وليبيا ليست علاقة جوار جغرافي فحسب، بل إنها علاقة تاريخية وأزلية تمتد بين الشعبين الشقيقين اللذين يجمع بينهما روابط الدم والمصاهرة".
وتابع :"إننا نؤمن بأنه لا مناص من إستعادة السلم المجتمعي واللحمة والترابط بين مكونات الشعب الليبي، مما دفعنا لإستضافة هذا الملتقى الهام لشيوخ وأعيان القبائل الليبية، الذين يعدون العمود الفقري للمجتمع والرابط الحقيقي بين مختلف مكوناته والداعم الرئيسي للحفاظ على استقرار ليبيا وسلامة ووحدة أراضيها".
واستطرد :"أنني لا أبالغ في القول بأن أنظار العالم تسلط اليوم عليكم.. تنتظر توحد كلمتكم.. تتطلع لدوركم الهام في تحقيق الإستقرار في كافة ربوع ليبيا.. تنتظر منكم المساهمة الفعالة في تحقيق الإستقرار الأمني على الأرض، وممارسة دور مجتمعى من خلالكم بدعوة الشباب الليبي لترك السلاح والعودة للإنخراط المثمر في النسيج المجتمعي، والعمل من أجل بناء الدولة الليبية وتحقيق السلم والرخاء لشعبها.. وأننا على ثقة بأنكم تدركون أن مسئوليةً تاريخيةً تقع على عاتقكم.. وأن أمامكم فرصة لوضع لبنات الاستقرار والوئام المجتمعي في ليبيا الشقيقة بما يوفر البيئة الصالحة لابنائكم وأحفادكم للتمتع بحياة كريمة ينعم فيها المواطن الليبي بخيرات بلاده وبأمنها ويشارك في صنع مستقبل مشرق لها".
واختتم شكري حديثه قائلا: "مصر لن تتوانى عن دعم أشقائها الليبيين حتى يصلوا إلي بر الأمان وتحقيق المصالحة فيما بينهم، فقد إستضافت مصر اجتماعاً تحضيرياً للقبائل الليبية في أكتوبر الماضى لمسنا منه الدور المحورى لهذا النسيج الاجتماعى الأساسى لوحدة الصف الليبى، وتستضيف مصر اليوم ولمدة أربعة أيام ملتقى موسع للقبائل الليبية ثقةً وإيماناً منها في أن الأخوة الليبيين سوف يستثمرون هذا المحفل للخروج من الدائرة المفرغة للعنف والصراع والإرهاب حالياً، وسيتخذون خطوات بناءة تساهم في إعادة السلم والإستقرار من أجل بناء دولة ليبية حديثة تلبي طموحات أبناءها.. دولة حديثة خالية من الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار ليبيا ومحيطها الإقليمي والدولي".