الجيش الإسرائيلي يحذر نصر الله من جرّ لبنان إلى حرب من أجل الانتقام للقنطار

ذكر موقع يديعوت أحرونوت (ynet) أن الجيش الإسرائيلي يتعامل بجدية شديدة مع تهديد حسن نصر الله بالانتقام لاغتيال سمير القنطار ويستعد وفقا لذلك.
وتجرى في مقر الأركان العامة تقديرات للوضع بشأن الشكل الذي يعتزم به نصر الله تنفيذ تهديده، وتبدو هناك مخاوف من أن يخطئ الأمين العام لحزب الله في تقدير رد إسرائيل على أى اعتداء أو عمل انتقامي من أي نوع يمكن أن يقوم به سواء كان ذلك على الساحة الشمالية (الحدود مع لبنان أو سوريا) أو خارج إسرائيل أو حتى على أراضيها.
وذكر مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي أن أقوال نصر الله في المقابلة أجريت معه في صيف 2006، بعد حرب لبنان الثانية، والتي اعترف فيها بأنه أخطأ في الحكم على رد فعل من الحكومة الإسرائيلية على الكمين الذي تم فيه اختطاف الجنديان إلداد ريجف وأودي جولدفاسر.
يذكر أن اسرائيل شنت في أعقاب ذلك عملية سرعان ما تطورت إلى حرب خسر فيها حزب الله ولبنان مئات القتلي والأضرار للتجمعات السكنية.
كما تعرضت إسرائيل للقصف بآلاف الصواريخ ومنيت بخسائر، ولكنها كانت أقل بكثير مما تكبده الجانب اللبناني.
وبعد النتائج الكارثية لتلك الحرب، امتنع حزب الله بشكل تام تقريباً، لمدة تسع سنوات، من الدخول في مواجهات عسكرية كبيرة مع إسرائيل.
وفي الجيش الإسرائيلي يعربون عن دهشتهم من تعهد نصر الله علناً في خطابه الذي ألقاه في نهاية الأسبوع بالانتقام لمقتل سمير القنطار واثنين آخرين في الخلية التي شكلها. واحد هذين الاثنين هو فرحان الشعلان وهو درزي من قرية عين قينيا في شمال مرتفعات الجولان. وكان متحدثاً باسم القنطار، في حين يتم تقديمه في وسائل الإعلام باعتباره قائدا كبيرا في ميليشيا سورية، ولكنه في الواقع كان مسئولا صغيرا شارك في التخطيط للهجوم الذي كان ينوي القنطار تنفيذ ضد إسرائيل.
ولكن مصادر أمنية إسرائيلية تقول إن الوضع اليوم مختلف تماماً عنه في حرب لبنان الثانية، وأن نصر الله سوف يرتكب خطأ فادحاً إذا ظن أن إسرائيل سوف تتحلى بضبط النفس في حال وقوع هجوم انتقامي لاسباب أهمها أن إسرائيل مستعدة اليوم مخابراتياً وعملياتياً ودفاعياً وبشكل خاص هجومياً لمعركة أو حرب في لبنان.
ويشير الجهاز الأمني الإسرائيلي إلى أن رئيس الاركان ونائبه كانا قائدين سابقين للمنطقة الشمالية في السنوات الأخيرة، وهما من أعدا الجيش الإسرائيلي للمعركة التي سيجر نصر الله لبنان إليها.
يشار أيضاً إلى أن اللواء هرتسي هاليفي الرئيس الحالي للاستخبارات العسكرية كان قائد فرقة الجليل، وهو الذي خطط للمعركة الهجومية القادمة على الحدود مع لبنان.