وبدأت الجمهورية الثانية

من سنين طويلة لم تطرق آذان الذين ينتمون لجيلي مثل هذا الصوت الحماسي والاداء الثوري الذي تحدث به الرئيس محمد مرسي من ميدان التحرير أمس الأول..
شجعه علي ذلك بالتأكيد مشهد هدير الجماهير المحتشدة في الميدان والذي شممنا فيه رائحة ايام جمال عبدالناصر في بدايات ثورة 25 عندما كان يخاطب الجماهير من شرفة قصر عابدين وميدان المنشية في الهواء المفتوح قبل ان تتكامل أجهزة الدولة التي توالي بناؤها ويصبح لها حرس جمهوري ووزارة داخلية بالمعني الحقيقي وجهاز مخابرات وجهاز أمن دولة ونظام أمن للرئيس.. الخ
ولذلك يبقي الفرق في ان الرئيس مرسي يبدأ عمله وهناك رغم الهدم الذي حدث دولة مازالت متكاملة لها خطط ونماذج معروفة لانتشار رجال أمنها وحماية رأسها حتي وان وقف في أكبر الميادين فاتحا صدره معلنا انه لايرتدي قميصا واقيا!
أكتب هذا بعد خطاب ميدان التحرير الذي حقق فيه الدكتور مرسي غرضه بتلاوة كلمات اليمين الدستورية امام شعب الميدان باعتباره ممثلا لكل شعب مصر مصدر السلطة والشرعية التي لاتعلو عليها شرعية.. ثم بعد ذلك كرر أمس قراءة اليمين ولكن بصورة رسمية امام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية ليستكمل بذلك مراسم تنصيبه ويصبح أول رئيس للبلاد في الجمهورية الثانية.
والجمهورية الأولي واسميها جمهورية الأمر المباشر اتت بها حركة عسكرية باركها الشعب وشهدت محمد نجيب وجمال عبدالناصر وانور السادات وحسني مبارك وقد توارثوا السلطة بالأمر المباشر باستثناء الأول من خلال استفتاءات صورية اخذت في اواخر عهد مبارك اسم انتخابات اما الجمهورية الثانية جمهورية مزاد الشعب فقد اتت بها انتفاضة شعب ايدها الجيش الذي ينسحب اليوم إلي مجاله الاساسي بعد مزاد شعبي كسبه الرئيس مرسي بفارق ضئيل بينه وبين منافسه.
اليوم تبدأ الجمهورية الثانية دولة مدنية وطنية حديثة بنص عبارته.. والبدايات عادة تبدو جميلة, ولكن التاريخ علمنا ان ننتظر النهايات التي نتمني ان تكون أفضل!
نقلا عن الاهرام