قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بالصور.. "قلعة شالى" أهم المزارات التاريخية فى سيوة.. شيدت لحماية أهالى الواحة.. وأصبحت رمزا للعزيمة والإصرار


قلعة شالى مبينة منذ 700 عام لحماية أهالى سيوة
كان لها باب واحد يسمى "باب شال"
تبعد 820 كيلومترا من القاهرة وعلى مساحة 55 ألف كيلومتر مربع بعيدا عن العمران وفى قلب الصحراء الغربية، تقع بقعة من أجمل بقاع الأرض، ما إن تراها حتى تعود إلى آلاف السنين.. إنها "قلعة شالى"، أحد المزارات السياحية المهمة بواحة سيوة، وتعد أشهر معالمها التاريخية، حيث يعود تاريخ بناء هذه القلعة إلى أكثر من 700 عام، بهدف الحماية من الأعداء.
كانت الفوضى سادت في الصحراء الغربية بعد عصر الامبراطورية الرومانية، فكانت القبائل تغير على بعضها البعض بهدف الحصول على الغذاء، وكان الأعداء يهجمون على أهالى الواحة للحصول على الزيتون والتمر الذى يزرعه أهالى سيوة، مما دفعهم لبناء قلعة عالية لحمايتها من الغزاة.
و"شالى" عبارة عن هضبة مرتفعة تعلوها قمتان، واحدة فى أقصى الغرب، والثانية فى الشرق، وعليها بنيت العديد من المنازل الكرشيفية وظلت مسكونة إلى عام 1926.
وكان أهم ما يميز القلعة أسوارها العالية، وكان لها باب واحد وسمى "باب شال"، أى "باب المدينة"، وكان يفتح فى الصباح ويغلق قبل حلول الظلام، فكانت القلعة بمثابة حصن قديم بنيت من الطوب اللبن من مادة تسمى "الكرشف"، وهي أحجار ملحية من البحيرات المالحة والطمي، وتتعرض القلعة للمزيد من التحلل بعد كل هطول للأمطار.
و"شالى" ذات طابع معمارى وتشكيل هندسى غير مفهوم حتى الآن، فكانت ذات شوارع ضيقة ومبان صغيرة إلى حد كبير وتحوى عددا كبيرا من السكان، وكان لـ"شالى" ست أبيار للمياه، اثنتان منها بالقرب من المسجد العتيق (وهو جامع شالى الذى بنى على مستوى الهضبة بطريقة الردم بأحجار الكرشيف إلى مستوى الهضبة ثم البناء فوقه)، وواحدة منها أمام المدخل الأمامى للمسجد.
تبتعد قرية شالى عن القاهرة بنحو 820 كيلومترا، يقطعها المسافر بالسيارة في نحو سبع ساعات، وهي تمتد على مساحة تقدر بنحو 55 ألف كيلومتر مربع، ولا تخلو من مشاهد طبيعية ساحرة، وتذهب بعض المراجع التاريخية إلى أن أصول تلك الواحة تعود في حقيقة الأمر إلى قبيلة أخميم المصرية التي سكنت تلك المساحة الشاسعة من الأرض بعد إصلاحها.
وقال حمد شعيب، مدير قصر ثقافة مطروح السابق، إن القلعة شيدت على يد أربعين رجلا من أهالي الواحة، وأقيمت على قمة صخرة عملاقة من طابق واحد، قبل أن تضاف إليها طوابق أخرى وصلت إلى خمسة وستة طوابق، فضلا عن بناء سور عظيم يحيط بالمبنى.
وظل أهالى سيوة يعيشون في كنف قلعة شالي لعقود من الزمان، خوفا من هجمات اللصوص، حتى وصل جنود "محمد علي"، والي مصر، إلى سيوة عام 1820م، وفرضت الأمن في ربوعها، ما دفع سكانها إلى بناء منازلهم من جديد خارج أسوار شالي.
تعرضت قلعة شالي لتدمير كبير في عام 1926م جراء سيول غزيرة هطلت على الواحة واستمرت ثلاثة أيام، وقد تسببت هذه السيول في انهيار بعض المنازل وتصدع أخرى داخل قلعة شالي، التي تحول قطاع كبير منها إلى أطلال، ولكن تنبه المسئولون إلى ترميم مسجد شالى، وتم افتتاحه منذ حوالى شهرين باعتباره أقدم المساجد التاريخية ورمزا للإصرار والعزيمة.
وأضاف شعيب أن شالى ظلت رمزا للإصرار والعزيمة والتمسك بالأرض وحمايتها من الأعداء وأصبحت مزارا تاريخيا لكل الجنسيات تأتى إلى الواحة لتشاهد العجائب والغرائب فى آثار سيوة، فعند الصعود إلى أعلى القلعة تشاهد المناظر الطبيعية الخلابة في الواحة وما يحيط بها.