"فلوس تجيب المرض".. العملات تصيب الإنسان بـ"الجرب" والفيروسات.. ونصائح باستخدام المطهر قبل اللمس وبعده

أطباء عن الأمراض التي تنقلها العملات النقدية:
تحذير.. "العملات" تصيب الإنسان بـ"الجرب" وأمراض الدم
ونصيحة باستخدام "المطهر" قبل اللمس وبعده
العملات النقدية أخطر وسائل نقل عدوى الجرب والجدري المائي والتينيا
مصباح: المصري يحتفظ بـالنقود في "الشراب" ويبللها بـ"لعابه"
العادات السيئة وراء نقل الأمراض.. ويجب التخلي عنها للنجاة
العملة الورقية ليس لها عمرًا افتراضيَا.. ويتم جمع الفاسد أسبوعيا
عملية إعدام شهرية ينفذها البنك المركزي للعملات التالفة ظهرت بعض العادات السيئة التي اتخذها أغلب المصريين منهاجا لحياتهم في تعاملاتهم النقدية اليومية، على رأسها بل الإصبع بلعاب الفم لعد النقود، أو وضع العملات المعدنية في الأذن أو الفم، وتناقلها بين أكثر من شخص، بالإضافة إلى تخزينها في أماكن يُشهد لها بأنها بيئة خصبة لنمو البكتيريا بأنواعها، تلك العادات جعلت من العملات وسيطًا خطيرا لنقل العدوى من شخص مريض إلى آخر صحيح، في أقل وقت وبسهولة بالغة.
التقرير التالي يرصد آراء الخبراء والمتخصصين في تلك العادات التي حولت العملات النقدية إلى قنابل مرضية موقوتة، يتناقلها الناس بلا اهتمام أو وعي، فكم من صحيح أصابه المرض وحار عقله من أين التقطه وهو لا يدري أنه يحوز الملايين من البكتيريا والفيروسات القاتلة على عملاته النقدية، تلك الحقيقة التي كشفها الأطباء المتخصصون في السطور التالية.
"اللعاب وسيلة عد النقود"
في هذا السياق، أكدت الدكتورة عزة محمد، استشاري أمراض الجلدية والتجميل، أن هناك بعض العادات السيئة في تعامل المصريين مع العملة سواء النقدية أو المعدنية تسبب نقل العدوى والأمراض، من هذه العادات استخدام اللعاب في عد النقود الورقية، وضع العملة المعدنية في الأذن، وهذه العادات تسبب الأمراض ونقل العدوى البكتيرية والفطرية.
النتيجة.. جرب وجدري مائي
وقالت "محمد": "هناك العديد من الأمراض تنتقل عن طريق التعامل المباشر بالتلامس، ومن أشكال هذا التلامس استخدام مقاعد المواصلات العامة، واستخدام درابزين السلالم العامة، والعملة النقدية، ومن هذه الأمراض الفطريات، والبكتيريا، والجرب، والجدري المائي"، معددة أشكال نقل هذه العدوى، ومنها استخدام اللعاب في عد النقود الذي ينقل الأمراض الموجودة في الدم مثل الأمراض الكبدية، ولصق العملة المعدنية بالأذن ينقل الالتهاب البكتيري والفطري.
وأضافت: "ليس هناك وسط غير ناقل لهذه الفطريات والميكروبات، ولكن علينا أن نتعامل مع هذه العادات السيئة بحذر، ويجب علينا استخدام المطهرات ومضادات الفطريات والبكتيريا، ومضادات التلوث، بمعنى أنه يجب علينا الحفاظ على طهارة وتعقيم أيدينا باستمرار وعدم وضعهما على العين أو الفم قبل تطهيرها"، نافية وجود أي وسط غير قابل لنقل هذه العدوى طالما وجدت تلك العادات السيئة.
لا غنى عن استخدامها
وعما إذا كان من الممكن الاستغناء عن هذا التعامل المباشر بالعملة ونقله بالتعامل بالفيزا، أكدت استشاري أمراض الجلدية والتجميل، أن هذا غير واقعي لأنه من المحتم استخدام التعامل النقدي المباشر في المواصلات والتعاملات العامة، أما الفيزا فهي من الممكن تقلل نسب الإصابة إلا أنها لن تغني عن هذا التعامل.
أخطر طرق نقل العدوى
كما أكدت الدكتورة وفاء علم الدين، استشاري أمراض الجلدية، أن العملات النقدية تعد من أبرز وأخطر طرق نقل العدوى، إذ إن أغلب المصريين لهم عادات سيئة في استخدام هذه العملات، وبصفة عامة فهي من الأوساط التي تحمل الأمراض والعدوى التي تنتقل بالتلامس.
وقالت "علم الدين": "العملات النقدية بنوعيها الورقي والمعدني تعد أخطر أوساط نقل العدوى، خصوصا الأمراض الخاصة بإكزيما التلامس، مثل الحساسية، وهي تختلف من شخص لآخر، فهناك شخص حساس يلتقط العدوى بسرعة، وآخر تظهر لديه على المدى البعيد، وقد تتحول إلى مرض مزمن، وتظهر في صورة هرش واحمرار الجلد مع وجود قشور جلدية صغيرة".
تسبب التينيا والجرب
وعددت استشاري أمراض الجلدية أبرز الأمراض والعدوى التي قد تنقلها العملات النقدية، ومنها الجرب والالتهابات البكتيرية، وأنواع الفيروسات ومنها الجدري المائي، والفطريات مثل "التينيا"، والعدوى البكتيرية، لافتة إلى ضرورة استخدام المطهرات أولا بأول لتجنب هذه الأمراض، خصوصا أنه لا بديل عن هذه التعاملات النقدية.
في السياق ذاته، أكد الدكتور عبد الهادي الصباغ، استشاري المناعة والتحاليل الطبية وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة والميكروبيولوجي، أنه لا شك أن العملات الورقية أو المعدنية تحمل الكثير من الميكروبات سواء فيروسات أو بيكتيريا أو فطريات، تنتقل بالعدوى من خلال التلامس باليد، كذلك حفظ هذه العملات في أماكن يمكن أن تحمل الكثير من الأمراض مثل الجوارب - الشرابات - أو صرة النقود ووضعها داخل الملابس.
عادات يجب القضاء عليها
وقال "الصباغ": هناك بعض العادات التي تعمل على زيادة انتشار العدوى عن طريق النقود، وهي بل الإصبع باللعاب لعدها، وحفظها في الخزائن أيضًا لا يحميها من حمل الميكروبات، وعلينا أن نقي أنفسنا من هذه الأمراض والعدوى بكل الوسائل الممكنة، ومنها أن نغسل أيدينا بعد ملامسة النقود، وعدم الأكل ونحن نحمل النقود، وترك عادة بل الإصبع باللعاب، وينبغي باستمرار أن يحاول الإنسان ألا يستخدم النقود القديمة والمتهالكة، وعلى الدولة إعدامها للحد من نقلها للأمراض".
"من الميلاد إلى الإعدام"
أكد الدكتور محسن الخضيري، الخبير المصرفي، أن هناك مراحل يمر تمر بها العملة سواء الورقية أو المعدنية تمثل دورة حياتها، وتبدأ باختيار التصميم والمادة المصنعة ثم اختبارات الصلاحية ثم طباعة التصميم، ثم إجراءات التأكد من عدم تزييفه ، ثم طباعته وإدراج الأرقام المسلسلة عليه، وتزويد البنك المركزي به وهو الذي يسمح بتداولها، ويتم طرح العملة للتداول في الأسواق وفق الرغبات السوقية، ثم جمع العملات المتهالكة وإعدامها.
وقال "الخضيري" في تصريح لـ"صدى البلد": هناك عمليات مراقبة دورية للعملة في الأسواق ذات طبيعة خاصة، وهي دورية أسبوعية لجمع العملات غير الصالحة سواء المتهالكة أو الفاسدة أو التي تم تزويرها أو طبع علامات عليها، أو إذا وجد بديل أفضل لها، ويتم إرسالها إلى البنك المركزي بصفة شهرية، وهو من يقوم بإعدامها، ولا يتم إعادة تدويرها مرة أخرى إنما يتم إعدامها نهائيا واستبدالها، لافتا إلى أن العملة ليس لها عمر افتراضي محدد فهي يتم سحبها من السوق بصفة دورية حسب حالة فسادها.
وأوضح أن السوق هي التي تحدد نوعية التعاملات، والتي تحكم بتنوع النقود المستخدمة لذلك العديد من أشكال النقود فمنها النقود الورقية أو الإلكترونية (الفيزا)، السندات (الشيكات)، والنقود الافتراضية، وهي عبارة عن وثائق لا يمكن الإحلال فيما بينها وفق التعامل المطلوب، فإذا كان التعامل مباشرا فلا يمكن الاستناد إلى الشيكات أو العكس.