أطلق الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، الدعوة إلى فهم المعاني العميقة التي تحملها العبادة بعيدًا عن تأديتها بشكل جامد دون تأمل والنظر في أهدافها ومعانيها الحقيقية، قائلاً" "إن العبادة في جوهرها عمل روحي، يدفع الإنسان إلى التأمل، يفجر بداخله طاقات للنجاح والأخلاق والإبداع وحب الله".
وفي ثالث حلقاته برنامجه الرمضاني "طريق للحياة" على قناة "إم بي سي مصر"، يلفت خالد النظر إلى أمر هام، وهو أن "العبادة تحمل العديد من الرموز، لمعان عميقة، تبث بداخلنا معاني مؤثرة، للتواصل مع الله، تحرك بداخلنا قيم الخير والرحمة والجمال، وتدفعنا نحو النجاح والإبداع، وحينئذ ننتقل من عبادة الصور إلى عبادة المصور سبحانه، وعندها نفهم الدين بشكل أعمق، يدفعنا إلى آفاق لا نهائية لحب الله بلا ملل".
وضرب "خالد" العديد من الأمثلة على الرموز في العبادة، ومنها رمزية تغيير القبلة لتكون إلى الكعبة بدلاً من المسجد الأقصى، والوضوء، والصلاة، وما تتضمنه من حركات يؤديها المصلي، فعلى سبيل المثال عندما يرفع رأسه من الركوع ويقول سمع الله لمن حمده، فإن رفعة الظهر كما أسماها سر الحضارة.. لأن باقي المخلوقات تمشي على أربع.. فنقول:؟ ربنا ولك الحمد على هذه النعمة... وحين يختم بالسلام، كأنه يعاهد الله على أن يعطي السلام لكل الناس.
وأوضح الداعية الإسلامى، أن الرموز في الصلاة، تكون دافعًا للإنسان في الحياة، لأن العبادة ليست مقصودة لذاتها، وإنما لما تحركه من رموز للعبادات، وبينما أشار إلى أن العبادة السطحية تنتهي وتجف، فإن الرموز نهر لا يجف، وأن العبادة مليئة بالرموز وليس لكل عبادة رمز واحد فقط، لذلك النبي كان يقول: "جعلت قرة عيني في الصلاة"، لأن فيها مئات المعاني اللانهائية.
وحث "خالد"، المشاهدين على ضرورة التأمل في رموز العبادة كل يوم، حتى ينتقلوا من الشكل السطحي الجامد لرموز لا نهائية من معاني وأفكار إبداعية، وهذا يجعل العبادة تحيي الحياة، ويوجد عقلية مبدعة متجددة محفزة لإيجاد أفاق جديدة في العبادة.. ويفتح نافذة العبادة على الحياة.
وحتى يتسنى فهم رموز العبادة، قال: "إن على المسلم أن يتأمل ويركز في كل صلاة، حتى يستخرج رمزًا في كل مرة، على أن يدونه في كراسة الرموز، وأن يختار كل يوم شيء واحد في الحياة، ويتأمل رمزًا ليخرج بمعنى عميق، مؤكدًا في النهاية أن العبادة ليست غاية لذاتها ومقصودة لذاتها، وإنما لما تحركه فيك من رموز".