بعد أحداث 14 يوليو 2016 وهو رمزي يوم الاحتفال بالثورة الفرنسية اختار فيه الإرهاب الأسود دهس 84 شخصًا فقدوا حياتهم بجانب مئات من المصابين في مدينة نيس الجميلة المطلة على البحر المتوسط. ثم جاء دور رمز آخر اختاره الإرهاب بعناية، ففي هذه المرة ذهب الى كنيسة ببلدة "سانت إتيان دو روفراي" في مقاطعة نورماندي شمال غرب فرنسا حيث كان الكاهن العجوز جاك هامل (86 سنة) مع راهبتين وثلاثة من أبناء رعيته قد بدأ الذبيحة الإلهية مرتديًا ملابس الذبيحة وهو لا يعلم أن المذبوح في ذلك الصباح سيكون "هو" حيث ذبح في الهيكل على مقربة من مائدة الذبيحة ليكون هو ذاته الذبيحة.
وبسببه انتفض الشعب الفرنسي وحكامه وأحزابه ونقاباته ليكتشف من جديد جذوره وقيمه المسيحية بعد أن طمست عمدًا وذابت في غياهب الإلحاد واللادينية واللامالية واللامبالاة والفلسفات الغريبة والإباحية والاستهلاكية الفظة وتعظيم دور الجسد والاهتمام الفائق بجماله وأيضًا إعلاء شأن "قيم الجمهورية" على حساب القيم المسيحية بعد أن كانت فرنسا الابنة الكبرى للكنيسة الغربية.
انتفض الشعب الفرنسي لهذه الجريمة التي مست شيئًا ما في أعماقه لعله الإيمان وحضور الله في وسط شعبه واسترجاع لدور الكنيسة التعليمي والتنويري. وهذه الجريمة أفاقت المسلمين في فرنسا في مشهد جميل مليء بالمحبة والتضامن فقد شارك المسلمون في مناطق كثيرة بفرنسا في القداس الإلهي يوم الأحد الماضي وكان تعبيرًا عن رفضهم للإرهاب وذبح الأب جاك وغيره باسم الاسلام وذلك بفضل المذبوح والذبيحة الأب جاك وغيره من الشهداء.