قد يُفاجأ بعض الأشخاص بشعورٍ قويٍّ من خفقان القلب، وانقطاع الأنفاس، وتسارع الأفكار، وكأن الجسم على وشك الانهيار، رغم غياب أي تهديد واضح.
ما هي نوبة الهلع؟
وهذه الحالة تُعرف طبيًا باسم نوبة الهلع، وهي استجابة حادة ومُرهِقة للجسد والعقل، كثيرًا ما يُساء فهمها، وفق ما توضحه تقارير علمية حديثة.
ونوبة الهلع هي رد فعل مفاجئ وقوي من الجهاز العصبي تجاه خطر قد يكون حقيقيًا أو متخيلًا. ويؤكد متخصصون أن ما يقرب من ثلث الأشخاص قد يتعرضون لنوبة هلع واحدة على الأقل خلال حياتهم، سواء بسبب موقف ضاغط واضح أو دون سبب مباشر.
وفي بعض الحالات، يظهر الخوف فجأة دون إنذار، ما يخلق حالة من الارتباك ويزيد من حدة القلق، خاصة مع صعوبة التفرقة بين الإحساس بالخطر والواقع الفعلي الآمن.

كيف يستجيب الجسم أثناء نوبة الهلع؟
وتعتمد نوبة الهلع على آلية تُعرف باسم استجابة القتال أو الهروب، وهي نظام دفاعي فطري في الجسم، ويتم خلالها:
ـ إرسال إشارات الخطر من الحواس إلى الدماغ
ـ تنشيط اللوزة الدماغية لتحليل التهديد
ـ تحفيز الغدد الكظرية لإفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول
وتؤدي هذه العملية إلى:
تسارع ضربات القلب
زيادة معدل التنفس
استعداد الجسم للحركة السريعة
حتى وإن لم يكن هناك خطر حقيقي.

الأعراض الجسدية والنفسية لنوبة الهلع
وتشمل نوبات الهلع مجموعة من الأعراض المزعجة، أبرزها:
ـ تسارع ضربات القلب
ـ ضيق أو صعوبة في التنفس
ـ دوخة أو شعور بعدم الاتزان
ـ ألم أو ضغط في الصدر
ـ خوف شديد من الموت أو فقدان السيطرة
ورغم شدتها، فإن هذه الأعراض ليست خطيرة طبيًا، بل هي استجابة بيولوجية وقائية، إلا أن تفسير العقل لها على أنها تهديد حقيقي يزيد من حدة الخوف.

لماذا تحدث نوبة الهلع دون سبب واضح؟
وتشير دراسات حديثة إلى أن نوبات الهلع لا ترتبط فقط بالمحفزات الخارجية، بل قد تنشأ بسبب إشارات جسدية داخلية مثل:
ـ الشعور بالاختناق
ـ ضيق التنفس
ـ التوتر المتراكم
وقد يؤدي حبس النفس دون وعي في لحظات التوتر إلى تحفيز نوبة هلع مفاجئة، وهو ما يفسر تكرار النوبات لدى بعض الأشخاص.

العلاقة بين نوبات الهلع ورهاب الأماكن المفتوحة
ويُعد رهاب الخلاء من أخطر المضاعفات المحتملة لنوبات الهلع المتكررة، حيث يبدأ المصاب في تجنب أماكن أو مواقف معينة خوفًا من تكرار النوبة، ما قد يؤثر سلبًا على حياته اليومية واستقلاليته.
ويحذر الخبراء من أن سلوكيات التجنب قد تُضيّق نطاق حياة الفرد، مؤكدين أهمية الاستمرار في الأنشطة اليومية ومواجهة الخوف بشكل تدريجي.

كيف يمكن السيطرة على نوبات الهلع؟
ويشير المتخصصون إلى أن أول خطوة للعلاج هي:
ـ فهم أن نوبة الهلع ليست خطرًا حقيقيًا
ـ تقبّل الأعراض بدلًا من مقاومتها
ـ ممارسة تقنيات التنفس والتهدئة
ـ تعزيز الثقة بالقدرة على التكيّف
فهم القلق والتعامل معه بوعي يساعد على تقليل حدته تدريجيًا ومنع تأثيره على جودة الحياة.

