تطلب الخلع بعد 24 عاما:" كان يغرس المسامير فى جسدى بلا رحمة ويقيدنى بالحبال"

على أحد المقاعد الخلفية التى تقاوم السقوط، جلست"كريمة" فى ثوب يشبه ملابس الحداد، تزين رأسها بحجاب رث تطل منه شعيرات تظهر ما اصابها من شيب،وتحبس أنفاسها فى انتظار صيحة يطلقها الحاجب الثلاثينى من جنحرته، معلنا الإذن لها بالمثول أمام القاضى فى دعوى خلع أقامتها ضد زوجها أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة بعد 24 عاما من الزواج بسبب تقييده لها بالحبال وغرس مسامير فى جسدها وتركها دون علاج - بحسب روايتها- لرفضها إعطاءه مرتبها حتى كادت أن تفقد قدمها بسببه.
تقول الزوجة الخمسينية فى مستهل حديثها لـ"صدى البلد":"تزوجته بطريقة تقليدية حيث رشحنى له أحد معارفنا، وقال عنه إنه رجل رزقه وفير، وسيريح بدنى من عناء التنقل بين عنابر المصانع بحثا عن بضعة جنيهات أساعد بها والدى العاجز، وسيوفر لى بيتا آدميا، فوافقت وتغاضيت عن فارق السن بينى وبينه والكلمات المتناثرة عن سوء سمعته وعلاقاته النسائية المتعددة، وحدثت نفسى بأن الزمن وحسن معاشرتى له كفيلان أن يغيرا طباعه، لكنى كنت مخطئه فمن تجرى النساء فى عروقه لن يتوب ولن يتغير مهما طال الزمن حتى ولو انتزعت تلك العروق من جسده".
تحاول الزوجة إجبار دموعها على التراجع وهى تقول:"لكن كما يقولون ما باليد حيله، والصبر والصمت هما سبيل أمثالى، ولأن زوجى كان يعي نقاط ضعفى، وخوفى من أن أحمل لقب مطلقة والعودة إلى بيتنا الفقير الآيل للسقوط، كان يخوننى بدم بارد، ويعذبنى بلا رحمة، وينهال على بالضرب إذا أعلنت رفضى لتصرفاته، وفى آخر مرة لنا معا نشب بيننا خلاف بسبب رفضى اعطاءه ما جنيته نظير الخدمة فى بيوت العباد التى أجبرنى عليها بعد شهور قليلة من زواجنا بحجة مساعدته فى مصروفات البيت وهى فى الحقيقة كى ينفقها على ساقطاته ومزاجه، وفوجئت به يهجم على كالثور الهائج ويقيدنى بالحبال ويغرس مسامير فى قدمى، غير عابئ بتوسلاتى وصرخاتى".
تنهى الزوجة الخمسينية روايتها فقد حان موعد جلسة الخلع:" ثم أدار لى ظهره بعد أن انتزع منى مالى وحبسنى فى غرفة،وتركنى أنزف ورحل، رافضا مداواة جراحى، وكأننى عدوة له ولست شريكة عمره التى ساندته طوال حياته وتحملت ضيق حاله، ولم تكل به او تمل او يخرج من فِيها سب له ولظلمه، وعندما تدهورت حالتى، نقلنى إلى المستشفى مضطرا، ورغم ذلك رفضت أن أحرر ضده محضرا رسميا حتى لا يعاير أولادى بأننى سجنت أباهم يوما، حينها قررت أن اتخلى عن ضعفى، وأطلق صبرى وصمتى بالثلاثة، وأكف عن مسامحته وغفران خطاياه فى حق كرامتى وتصديق وعوده الزائفة وتعهداته بحسن معاشرتى، وطرقت أبواب محكمة الأسرة بعد أن تعافيت قدمي التى كدت أفقدها بسببه، طالبة الخلع بعد 24 عاما من العذاب والخوف".