الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«الدب الروسي يوقف نزيف أوبك».. الظروف الاقتصادية للسعودية وإيران استند إليها «بوتين» لتنفيذ الاتفاق.. ومحللون: روسيا تلعب دورًا مهما بالشرق الأوسط

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

  • الطرشوبي: «بوتين» استند إلى الأزمة الاقتصادية للسعودية وإيران لتنفيذ اتفاق «أوبك»
  • خبير بالشأن الروسي: «بوتين» أنهى نزيف أوبك بالاتفاق السعودي - الإيراني

لعب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دورًا حاسمًا في مساعدة السعودية وغريمتها إيران عضويْ أوبك على تنحية خلافاتهما جانبًا وإبرام أول اتفاق منذ 15 عامًا بين المنظمة وروسيا غير العضو بها.

وقالت مصادر من أوبك وخارجها إن بوتين وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي ورئيس إيران حسن روحاني تدخلوا في لحظات حاسمة قبيل اجتماع المنظمة يوم الأربعاء.

وكان دور بوتين في الوساطة بين الرياض وطهران بالغ الأهمية وأبرز تنامي نفوذ روسيا في منطقة الشرق الأوسط منذ تدخلها العسكري في الوضع السوري قبل نحو عام.

*تعهد روسيا طمأن دول الخليج:
في البداية، قال الدكتور محمد فراج أبو النور، الخبير بالشأن الروسي، إن روسيا حققت نجاحا بإحداث توافق بين الجانبين الإيراني والسعودي لإبرام الاتفاق الذي يهدف لخفض إنتاج البترول يوميًا من البترول بواقع 33.7 مليون برميل يوميًا إلى 32.5 مليون برميل بفارق 1.2 مليون برميل.

وأوضح "أبو النور"، في تصريح لـ"صدى البلد"، أن منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أرهقت دول الخليج خلال سياساتها البترولية خلال العامين الماضيين، مشيرًا إلى أن السعوديةأنفقت أموالا طائلة على الحرب في اليمن وعلى المنظمات الموازية في سوريا وأصبحت ميزانيتها تواجه عجزا كبيرا، على حد قوله.

وأضاف أن إبرام الاتفاق بين الجانبين الإيراني والسعودي بتأثير بوتين، خاصة أن روسيا تعهدت من قبل بخفض إنتاجها بمقدار300 ألف برميل يوميا في غضون 6 أشهر.

وأكد خبير الشأن الروسي أن إيران انخفض إنتاجها من البترول بشكل كبير في ظل العقوبات الدولية.

*الظروف الإقتصادية كلمة السر
أكد الدكتور محمود الطرشوبي، الخبير بالعلوم السياسية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعب دورًا مهمًا في تنفيذ اتفاق "أوبك" بين السعودية وغريمتها إيران، مستندًا على الظروف الاقتصادية التي تمر بها الدولتان.

وقال "الطرشوبي"، في تصريح لـ"صدى البلد"، إن روسيا دولة منتجة للبترول، والعديد من الدول الأوروبية تعتمد على النفط الروسي وليس النفط العربي، ونظرًا لزيادة المعروض من النفط وسط تذبذب في الأسعار، دفع بوتين للتشاور مع الطرف السعودي وكذلك الإيراني من أجل إبرام الاتفاق والذي يقضي بخفض القيمة المنتجة من المواد البترولية يوميًا.

وعن الأسباب التي استند لها بوتين لإقناع الطرف الإيراني والسعودي، قال إن أبرز الأسباب الأزمة الاقتصادية بالسعودية بسبب الإنفاق على مشروع المملكة 2030، في ظل انخفاض سعرأسعار البترول عالميًا، خاصة عقب اكتشاف النفط الصخري بأمريكا، وبالنسبة لإيران العقوبات المفروضة عليها من الجانب الأمريكي، خاصة أنها لديها مبالغ مالية محتجزة ببنوك واشنطن على خلفية العقوبات، فهذه الأسباب استند لها بوتين لتنفيذ الاتفاق.

*كيف بدأ التمهيد لهذا الاتفاق:
بدأ الأمر حينما اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الأمير محمد بن سلمان في سبتمبر على هامش اجتماع قمة مجموعة العشرين في الصين.

واتفق الجانبان على التعاون لمساعدة أسواق النفط العالمية على تصريف المعروض التي دفعت أسعار الخام للهبوط إلى أقل من النصف منذ 2014 وهو ما أثر سلبًا على إيرادات روسيا والسعودية.

وفي سبتمبر، اتفقت أوبك مبدئيًا في اجتماع بالجزائر على خفض الإنتاج للمرة الأولى منذ الأزمة المالية في 2008، لكن تعهدات الدول اللازمة لإتمام الاتفاق في اجتماع فيينا الأربعاء لا تزال تحتاج كثيرًا من الدبلوماسية.

وأخفقت اجتماعات أوبك في الآونة الأخيرة نظرًا للجدل بين السعودية القائد الفعلي للمنظمة وإيران ثالث أكبر منتج للنفط في التكتل.
ولطالما قالت طهران إن أوبك لا ينبغي لها أن تمنعها من استعادة مستويات الإنتاج التي فقدتها خلال سنوات العقوبات الغربية.
وتسببت حروب بالوكالة في سوريا واليمن في تأجيج التوترات المستمرة منذ عقود بين السعودية وإيران.

* مكالمة بوتين:
مع اقتراب موعد الاجتماع لم تكن المؤشرات مبشّرة بالخير، فأسواق النفط اتجهت صوب الهبوط والأمير محمد بن سلمان طالب إيران مرارًا بالمشاركة في خفض الإمدادات ودخل مفاوضو السعودية وإيران بأوبك في دائرة مفرغة من الجدل قبيل الاجتماع.

وقبل أيام قليلة من الاجتماع، بدت الرياض بعيدة عن إبرام اتفاق وهددت بزيادة الإنتاج إذا لم تشارك إيران في الخفض.

لكن بوتين أدرك أن السعودية ستتحمل نصيب الأسد في الخفض ما دامت الرياض لن ينظر إليها وكأنها تقدم تنازلًا كبيرًا لإيران وأن الاتفاق ممكن طالما لا تحتفل طهران بالانتصار على المملكة.

وساهمت مكالمة تليفونية بين بوتين وروحاني في تمهيد الطريق.