الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيل محمود إسماعيل.. قدم للسينما 40 فيلما.. أشهرها «سمارة» وآخرها «شاطئ الحظ»

صدى البلد

بدأ حياته الفنية من خلال خشبة المسرح
مواصفاته الجسمانية حصرته في أدوار الشر
دوره في فيلم (سمارة ) كان علامة فارقة في مشواره الفني


لص، نصاب، تاجر مخدرات، شرير في كل الأحوال، هكذا رأته عين المخرجين، ففشل على مدار مشواره الفني في الخروج من هذا الإطار في معظم الأعمال السينمائية التي ظهر من خلالها، هو الفنان محمود إسماعيل، الشهير بـ''سلطان''، عاشق سمارة.

ربما كان تكوينه الجسماني وغلاظة صوته ونظرته الحادة، أسباب لم تجعل المخرجين يقدمونه عبر أدوار مختلفة، فوجدوا أن هذه المواصفات لابد أن يتم توظيفها لتجسيد المجرمين على الشاشة، حتى عندما قام بتأليف أعمال سينمائية واسندت البطولة له، اختار دور تاجر المخدرات زكي الفيومي في فيلم ''بنت الحتة''.

لم تتوقف قدرة محمود إسماعيل البارعة، الذي رحل في مثل هذا اليوم من عام 1983، عند حد التمثيل فقط، فهو كاتب إذاعي ومخرج سينمائي.

بدأ حياته الفنية، كعادة أبناء جيله، عبر خشبة المسرح مع الفرقة القومية المصرية، حتى جذبته أضواء السينما في عام 1942 بفيلم "على مسرح الحياة" مع أنور وجدي، واستمر في تقديم الأعمال الفنية حتى عام 1946.

بدأ مشواره في عالم الإخراج عام 1948 بفيلم ''فتنة''، مع الفنان كارم محمود، وقدم بعده خمسة أفلام أخرى هي ''أوعى المحفظة''، ''بياعة الورد''، ''حب ودلع''، ''جسر الخالدين''، و''طريق الأبطال''، وكان له تجربة واحدة في عالم الموسيقى حيث وضع الموسيقى التصويرية والألحان لفيلم ''ابن البلد''.

تألق وذاع صيته حتى وصل عدد الأفلام التي كتب قصتها إسماعيل، أو السيناريو والحوار 19 فيلما من بينها ''المهرج الكبير، زنوبة، سمارةت، توحة، عفريت سمارة، حبيبي الأسمر، الساحرة الصغيرة،...''.

ومع تلك المواهب المتعددة تبقى مرحلة التمثيل هي الأكثر نضجا، حيث اقترب رصيده من 40 فيلما، كان أشهرها على الإطلاق دور ''سلطان'' في فيلم ''سمارة'' إلى جوار الفنانة تحية كاريوكا والفنان محسن سرحان، ونجح الفيلم في دور العرض نجاحا كبيرا، ورغم وفاة البطلة ''سمارة'' في الفيلم، إلا أنهم تحايلوا على الموقف لتقديم جزء ثاني يستغلون به النجاح الذي تحقق في الجزء الأول، وقدموا فيلم ''عفريت سمارة''، وظهرت فيه تحية كاريوكا ''عفريت'' تطارد حبيبها في الجزء الأول من الفيلم وتساعده على الانتقام من ''سلطان'' الذي قتلها.

اختفى عن الشاشة بضع سنوات فلم يعد المناخ في الوسط الفني يرق له، ولكن احتياجه للمال جعله يعود مجددا، ليظهر بشكل متقطع وغير منتظم، حتى كان آخر المشوار، اختتمه بفيلم (شاطئ الحظ) مع صلاح نظمي، ليرحل في مثل هذا اليوم من عام 1983 تاركا خلفه مشوارا حافلا من روائع الفن المصري والعربي.