الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أعمال الطريق الحر الجديد "بنها - شبرا الخيمة" حائرة بين التنفيذ وتصريحات المسئولين.. الواقع يؤكد وجود صعوبات كثيرة لاستكمال أعمال الإنشاءات وافتتاحه في موعده الرسمي ..صور

صدى البلد

مصادر بهيئة الطرق:
- المشروع مازال أمامه كثير لإنجازه وقد تقترب حتى نهاية العام الجاري
- تباطؤ فى التنفيذ بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء
- مشكلة أبراج الكهرباء وخطوط الضغط العالي أهم المشاكل التى مازالت قائمة


"طريق شبرا - بنها الحر الجديد" يمتد طوله إلى 42 كم، ويعد شريانًا يربط بين دائري القاهرة الكبرى والدائرى الإقليمى ويربط مع طريق بنها - الزقازيق الذى يتقاطع معه كوبرى علوى، ويستهدف فك الازدحام المروري بالطريق القديم، والذي يسير عليه حوالى 140 ألف مركبة يوميًا، وتصل تكلفة تنفيذه إلى 2.7 مليار جنيه، بالإضافة إلى 2.1 مليار جنيه قيمة تعويضات تم صرفها للأهالى التى تم نزع ملكية أراضها لتنفيذ الطريق، ورغم أهمية الطريق إلا أن معدل الإنجاز به يسير ببطء مخالفًا جميع التصريحات والمواعيد التى أعلنها المحافظون والمسئولون من قبل.

فى البداية قال المهندس محمد أحمد، أحد مشرفي المشروع، إن طريق شبرا - بنها الحر، أحد أهم الطرق التي تنفذها الهيئة العامة للطرق والكباري ضمن المشروع القومي لإنشاء شبكة الطرق، والذي يبلغ طولها 3300 كم، وهو طريق مهم وحيوي ينتظره المواطنون بفارغ الصبر لتخفيف رحلة العذاب اليومية علي طريق مصر إسكندرية الزراعي؛ خاصة في المسافة ما بين شبرا وبنها ذات الكثافة المرورية الشديدة.

وأشار إلى أنه رغم كل تأكيدات المسئولين سواء وزير النقل أو محافظي القليوبية السابقين وكذلك الهيئة العامة للطرق والكباري بقرب انتهاء المشروع بل وتحديد ميعاد افتتاحه في بداية العام ثم أجل لشهر أغسطس ثم احتفالات أكتوبر الجاري، إلا أن الواقع يؤكد أن هذه التصريحات تأتي بعيدا عن الحقيقة والواقع علي أرض المشروع، حيث إنها تختلف كثيرا عما يطلقه المسئولون من تصريحات وردية.

وقال أحد العاملين فى المشروع رفض ذكر اسمه: إن المشروع مازال أمامه الكثير لإنجازه وقد تقترب حتى نهاية العام الجارى، مشيرًا إلى أن الطريق بدايته من منطقة أم بيومي علي الدائري ويمتد حتي كوبري الطريق الدائري الإقليمي القادم من بلبيس بطول 40 كم، وتم تحديد أماكن إنشاء محطات وقود علي طول الطريق ونقطتي إسعاف لخدمة مستخدمي الطريق، بالإضافة إلى نقطة تحصيل الرسوم وكل هذه الإنشاءات تتطلب وقتًا طويلًا.

وأضاف أنه بالنسبة لمشكلة نزع الملكية فهي مازالت قائمة، ولكن تم الانتهاء من صرف مستحقات كثير من الفلاحين ولكن تبقي مستحقات الطريق الجانبي لخدمة الفلاحين علي جانبي الطريق الرئيسي، مشيرًا إلى أن أهالى قري المحافظة قد تظاهروا أكثر من مرة؛ بسبب التعويضات وصرف المستحقات.

من ناحية أخرى تعد مشكلة أبراج الكهرباء وخطوط الضغط العالي من أهم المشاكل التى مازالت قائمة وتعوق تقدم المشروع خاصة وأن الطريق مقسم إلي 5 قطاعات كل قطاع واحد فقط يحتاج 5.5 مليون م3 من الأتربة بعرض الطريق وهو 41 م في الاتجاهين يتوسطهم جزيرة للتوسعة المستقبلية وهناك 150 خط مواسير لنقل مياه الري علي جانبي الطريق.

وأشار إلي وجود مشاكل كثيرة تحاصر الطريق اهمها قلة التوريدات من الحديد والخرسانة الجاهزة والتي بسببها نتوقف عن العمل لأيام لأن الكباري يتم إنشاؤها بشكل سابق التجهيز علي الأرض ثم ترفع لتوضع علي حوائط الكوبري خاصة بعد ارتفاع أسعار مواد البناء وارتفاع الدولار وتعويم الجنيه.

وقال إن هناك مقاولين كثيرين يعملون من الباطن لشركات كبري وجميعهم معرضون للخسائر، ولا أحد يعوضهم عن تعطلهم عن العمل، ولذلك فلا يهتمون بسرعة إنجاز الأعمال المكلفة إليهم ويباطئون فى تنفيذها، فضلًا عن ضعف التوريدات وعدم البدء في بناء جدار حماية للطريق علي جانبيه.

من جانبها تابعت الأجهزة التنفيذية بمركز ومدينة بنها برئاسة نجوي العشيري رئيس المدينة أعمال الطريق الإقليمي مع تقاطع الطريق الزراعي من ناحية قرية ورورة التابعة لمركز بنها؛ للتأكد من سير الأعمال به، وإزالة المعوقات التي تعوق أعمال الطريق، لسرعة الانتهاء من تنفيذه في الوقت المحدد لتسليم المشروع.

وقالت رئيس المدينة، إن تلك المتابعة تأتي تنفيذا لتعليمات اللواء محمود عشماوي محافظ الإقليم بمتابعة المشروعات الجاري الأعمال بها في جميع مدن وقرى المحافظة.

وأكد مصدر بهيئة الطرق والكبارى، أنه تم نقل ملايين الأطنان من التربة من أكتوبر وبلبيس بما يمثل أضعاف حجم الأهرامات؛ من أجل إنشاء جسم الطريق ورفع منسوبة عن الأراضى المجاروة بما يتراوح بين 7 و8 أمتار، ويصل فى بعض الأماكن ارتفاع الطريق عن الزراعات المجاورة لحوالى 12 مترًا، كما هو فى منطقة أم بيومى حيث بداية الطريق والتقاطع مع دائرى القاهرة الكبرى، مشيرًا إلى أن نقل هذه الملايين من التربة عبر الأراضى والطرق الزراعية الضيفة كان يمثل تحديًا كبيرًا، وكفاحًا من العاملين فى إنشاء الطريق، مشيرًا إلى أن نقل الكامرات الحديدية المستخدمة فى الكبارى والتى يصل طولها لأمتار كان يمثل صعوبة بالغة وسط هذه الزراعات والطريق الضيقة والمنحنية.

وتابع: أن نزع ملكية الأراضى من الأهالى لإنشاء هذا الطريق كامل يمثل أصعب تحدٍ، وكانت السبب وراء تأجيل تنفيذ الطريق خلال السنوات السابقة، لافتًا إلى أن الهيئة نجحت مؤخرا فى نزع ملكية الأراضى وتعويض الأهالى رغم الصعوبات البالغة التى واجهتها.

وقال المهندس مصطفى عباس، سكرتير عام مساعد محافظة القليوبية، إن العمل يجري على قدم وساق بمشروع الطريق الزراعى الحر الجديد "بنها – شبرا الخيمة"، مشيرًا إلى أن الشركة المنفذة انتهت من أكثر من 75% من أعمال الطريق، لافتًا إلى أنه يتم حاليًا الانتهاء من أعمال الأنفاق والكبارى والتي تستغرق وقتًا وجهدًا كبيرًا.

وأكد أن المحافظة من جانبها قامت بتذليل العقبات التى تواجه المشروع للانتهاء منه فى المواعيد المقررة، منوها بأن الطريق الجديد يساعد في حل أزمة المرور الخانقة في مداخل ومخارج القاهرة ويختصر المسافة من شبرا الخيمة إلى بنها في 20 دقيقة فقط بعد أن تحول السفر على الزراعي لرحلة عذاب بسبب حالة الطريق التي لا تستوعب الحركة المتزايدة على الطريق.

من جانبه أكد اللواء محمود عشماوي، محافظ القليوبية، أن شبكة الطرق العملاقة التي تم تنفيذها في عهد الرئيس السيسي تفوق ما تم تنفيذه خلال السنوات الماضية، وتمثل حلم للأجيال القادمة فضلا عن خلق شرايين جديدة للتنمية بربوع مصر.

وأشار "عشماوى"، إلى أن الطريق الحر الجديد "بنها - شبرا الخيمة" يتم إنشاؤه باستثمارات 2.4 مليار جنيه مما سيسهل حركة المرور والسفر في منطقة الدلتا، مشيرًا إلى أن الطريق الحر بدون أي تقاطعات ويتضمن 41 كوبري معدنيًا، ونفقا متر مارا وسط الأراضي الزراعية بالتوازي مع الطريق الزراعي القديم لخدمة ملايين المسافرين من مختلف المحافظات في الدلتا.

وتابع محافظ القليوبية: أن الطريق الحر الجديد يمثل شريانًا حيويًا للتنمية يربط بين الدائري الإقليمي والدولي وبين الدائري ويختصر المسافة بنحو ثلث ساعة فقط من بنها إلى مدخل القاهرة بدلا من الطريق الزراعي القديم الذي اصبح لا يستوعب الكثافة المرورية المتزايدة عليه.