الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عفوًا زينب علي البحراني


بالإشارة إلى مقالك عن مصر وموقف الإعلام السعودي من قضية تيران وصنافير كذلك السؤال هل لو تم دفع مليار لكل مواطن مصري مقابل أن يترك مصر، ويتخلى عن الجنسية المصرية، ويأتي للإقامة في السعودية مقابل أن تأخذ السعودية مصر كلها وتسجلها باسمها هل سيرفض كل المصريين ذلك أم سيقبله أكثرهم ويرفضه أقلّهم؟ إليك الرد ...

لن أتحدث عن مكانة مصر التي يعلمها العرب والعديد من سكان العالم شعبًا وحكومة ... ولن أتحدث عن أمجاد الماضي التي كانت عليها مصر علي مر العصور من عصر الفراعنة حتي عهد دخولها في الإسلام وصولا إلي العهد الذي قامت به السعودية بنهضة في الطب و التعليم وغيرها... علي أيدي المصريين ... سأتحدث فقط بلغتك أيتها الشقيقة السعودية ... هل أنت من المسلمين؟ هل تعلمت القرآن؟ هل اتبعت سنة نبيه محمد صلي الله عليه وسلم؟ أعتقد أنك تحتاجين إعادة النظر للأمر وإعادة القراءة بتمعن وتركيز في مفهوم الاسلام ومفهوم الفقه الاسلامي... إذا تكلمنا بمنظور تبادل المنافع ... أعتقد انك تحتاجين لمراجعة التاريخ في العلاقة بين البلدين ..

أعز الله السعودية بالبيت الحرام ... والقدسية الدينية لدي المسلمين . وأعز الله مصر بجيشها وشعبها ...وإذا اتبعنا الحق نعم أنتم أغنياء وقمتم بالعديد من المساعدات للشعب المصري ولكن ليس دون ثمن ..إذا تأزمت العلاقة بين السعودية والغرب إلى من ستلجأون ؟ إذا ساءت العلاقة بين السعودية ودوّل الخليج إلي من ستلجأون؟ إذا حاول الغرب التحالف ضد السعودية أو تفتيتها كما حدث مع بعض الدول الشقيقة إلي من ستلجأون؟ من المؤكد أن الإجابة واضحة ... الملجأ الوحيد للعرب ولكم هو جيش مصر وشعبها...

تابعي أُختي الفاضلة ما حدث للعديد من الشعوب العربية ستجدين أن مصر رغم فقرها في العصر الحالي إلا أنها لم تغلق بابًا أمام العرب ويشهد علي ذلك ما قامت به مصر منذ حرب الكويت والعراق وإلي اليوم ... أنتم تملكون الكعبة والمال ... ونحن نمتلك أهمية الأرض لدي العالم بأسره وقوة وصمود شعب وجيش ...

هل تابعتِ ما حدث بمصر أثناء ثورة ٢٥ يناير؟ و٣٠ يونيو؟ هل تابعت موقف المصريين عن كثب؟ أعتقد انك إذا كنتِ قد تابعت الأمر بترقب وتحليل لما سألت سؤالك العجيب... هل ترك الشعب المصري أرضه وعرضه وقت الحصار واتجه إليكم طالبا الطعام والإقامة؟ الكثير منهم رغم فقره اختار الصمود حتي الموت ...إما الانتصار وإما الموت ... توحدت الصفوف والكلمات وترك كل منا ما له من اهتمامات واتجهنا جميعًا إلي الوحدة والتكافل والإصرار علي الوقوف بعد كبوة ... لم نرحل ولَم نبع الأرض أو الجنسية المصرية حتي نحصل علي أموالكم أيتها الأخت الكريمة.... وإذا كان الحال أننا نحيا في فقر بعد ثورة فهذا هو حال جميع الدول التي مرت بنفس الظروف ... ليس لضعف منا بل لقوة ... نحن ندفع ثمن الصمود وحب الوطن ... ومحاولتنا جميعًا لعدم التفتت والضياع..

لو تغيرت الأحوال ومرت السعودية بما مرت به مصر هل سننظر إليكم نظرة المحتاج الذي يجب أن يدفع الثمن؟ الأمان يأتي من الإيمان بالله أختي الكريمة والمال لم يُخْلَق لكي تتعالي الشعوب الشقيقة علي بعضها... المال خُلِقَ لكي نساعد من يحتاج المساعدة والأقربون أولي بالمعروف.... وأذكرك بقول المولي عز وجل ولا تنسوا الفضل بينكم ... إذا كانت مصر قد احتاجت للسعودية وقت محنة وضيق فلا تنسوا الفضل أُختي الفاضلة فمصر قد وقفت بجانب السعودية علي مر التاريخ وتذكري لربما تعلم والداك علي يد مدرس أو عالم مصري ولربما علاجك يومًا ما كان علي يد مصري شقيق ... يجب أن تعودي إلي قول الرسول صلي الله عليه وسلم مما أورده الإمام النووي -رحمه الله- في باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم ، وهو حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا))، وشبك بين أصابعه.

فهذا أمر نبوي أختي الفاضلة لأهمية المعاونة والمساندة بين الإخوة وضرورة نصرة الأخ لأخيه.... دونكم قد نحتاج المال ودوننا أنتم في احتياج للحماية والقوة وكل منا يحتاج للآخر .....ليس أمرًا إلهيًا فحسب وإنما هو إلزام أقرت به الأديان ... والأمر الإلزامي يتبعه تنظيم لا يجوز معه المن أو الاذي ... وإذا لم يتماسك البنيان بيننا نسقط جميعًا لا محالة ... أظن أن رأيك يحتاج إلي المراجعة والنظر بمفهوم ديني وليس دنيويا بحتا ... لا يكون التعامل بين الأخوة بالحد والمصلحة .. وإنما وفقًا لما أمرنا به المولي عز وجل ... وأُذَكِرِك واذكر الجميع بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم (( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى ))والوطن العربي جسد واحد وليس دولا مجزأة اذا اتبعنا طريقتك في التفكير وتحليل الأمور لتفكك الجسد وانهارت القوة وضاعت هيبة العرب ... وإذا ساند كل منا الاخر أعز الله بِنَا الإسلام والمسلمين .

وأختم قولي أختي العزيزة بتذكيرك بوصية رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم "إذا فتح الله عليكم مصر استوصوا بأهلها خيرًا، فإن لنا فيهم نسبًا وصهرا"... تدبري معني الوصية جيدا ً ...مصر والسعودية وطن واحد مقسم علي أرضين وإلي أبد الدهر سوف نحتاج جميعًا إلي التكاتف والتراحم فيما بيننا ... وكل منا يساعد بما لديه من قدرة علي المساعدة ...لا تحكمنا الحدود والمصالح... بل تحكمنا وصية نبي أمة بأكملها .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط