- الشحات: لا يجوز التطاول على الآخرين بحجة الصيام
- عبدالحكم سلامة: أفضل ما يتقرب به المسلم إلى الله فى رمضان مساعدة الأسر المحتاجة
- أحمد التركي: «صلة الرحم والتواصل مع الفقراء» من أفضل القربات فى شهر رمضان
مع اقتراب شهر الكريم نقدم روشتة دينية للإستعداد لرمضان، تتضمن عدم التجاوز على الآخرين بحجة الصيام..صلة الرحم والتواصل مع الفقراء والمساكين ومساعدة الأسر المحتاجة من أفضل القربات لله تعالى.. عدم التقصير أو التكاسل فى العمل بحجة الصيام..الإكثار من ذكر الله والأعمال الصالحة والحسنات لأن الحسنات فى شهر رمضان تتضاعف.. قضاء من كان عليه صوم من السنوات الماضية قبل قدوم شهر رمضان هذا العام.
قال الدكتور محمد الشحات الجندى، أستاذ الشريعة الإسلامية ومفكر إسلامي وعضو مجمع البحوث الإسلامية، إن البعض وهو صائم قد يلجأ إلى التطاول والتجاوز ويسيء فى معاملته مع الاخرين أو يأكل حقوقهم أو يكذب بحجة أنه صائم ولا يتحمل وهذا ينطبق عليه الحديث الشريف «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ حَظٌّ مِنْ صَوْمِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَالْعَطَشُ» فهذه كلها أمور لا تجوز فى الأيام العادية وبالتالى لا تجوز بدرجة أكبر فى شهر رمضان.
وأضاف "الشحات" خلال تصريح لـ"صدى البلد"، أنه لا يجوز لأحد أن يبرر لنفسه انه يقصر فى عمله أو يسئ للأخرين بحجة ان الصيام يلقى عبء عليه فلو أحسن الصيام لأحسن التصرف وكما ورد فى الحديث الشريف إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ ، وَلا يَسْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ".
وأشار إلى أن الأخلاق هى معاملات إجتماعية فلو أننا نستشعر ببعض المشقة أو الصعوبات ونعلم ان الله مطلع علينا وان الصيام عماد الصبر والصبر نصف الصوم كما جاء فى قوله تعالى {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} .
وأوضح أن هناك واجبا روحيا وواجبا اجتماعيا على المسلم وكلاهما لا ينفصل عن الآخر فى الصيام.
وأضاف أنه ليس معنى أن الإنسان صائما أن يخل بواجباته الاجتماعية فكما أنه ينبغي أن يكون الصائم متواصلا مع الله سبحانه وتعالى عليه واجبات أخرى متعلقة بمعاملته مع الناس وبمعاملته مع أسرته بأن يكون متفاهما معهم ويشعرهم بقيمة الشهر الكريم وأن يكون حريصا على أن تكون أسرته فى طمأنينة وسكينة فضلا عن تعامله فى أدائه لعمله فلا يجوز على الإطلاق ان يخل بأدائه فى العمل المكلف به بحجة أنه صائم.
وأشار إلى أن العلماء يقولون إن هناك صحة أديان وصحة أبدان فصحة الأديان بأن يقيم العبد الأوامر ويتجنب النواهي التى أمرنا الله تعالى بها وأن يكون فى معية الله سبحانه وتعالى ومادام أنه امتنع عن الطعام والشراب وشهوة الجسد ينبغي أن يكون منتهيا عن ما حرم الله فمن يحسن فهم الدين الإسلامى يعلم تماما أنه لا يصح إستقلال أداء الواجب الروحى عن أداء الواجب الإجتماعي فكلًا منهما مكمل للآخر.
وأوضح أنه يجب على الإنسان أن يلتزم بالعمل فى رمضان لأن هذا يضاعف من حسناته عند الله سبحانه وتعالى وعليه أن يتذكر أن ما حققه المسلمون من انتصارات عظيمة التى غيرت فى التاريخ الإنساني وليس التاريخ الإسلامي فقط كانت فى شهر رمضان.
ومن جانبه قال الدكتور عبدالحكم سلامة، أستاذ أصول اللغة بجامعة الأزهر، إن شهر شعبان ذو أهمية خاصة بأنها طليعة لشهر رمضان كما أنه شهر إرضاء النبي (صلى الله عليه وسلم) فى عودة القبلة إلى البيت الحرام ومن ثم كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يكثر من الصيام فيه تعويدا للنفس على أداء فريضة الصيام فى رمضان.
وأضاف "سلامة"، أنه مما يجب ان يكون واضحا أن فرض الصيام فى رمضان ليس فقط للجوع والعطش وما الى ذلك وإنما بأن نصوم عن كل شئ يغضب الله سبحانه وتعالى.
وأوضح أن المسلم فى رمضان عليه واجبات كثيرة منها ما هو إجتماعي وذلك يتمثل فى أن المسلم القادر كما يدبر لأسرته لمطالبهم فى رمضان،عليه أيضًا أن يساعد غيره من الأسر المحتاجة ولو فى رمضان وذلك هو من أفضل ما يتقرب به المسلم الى الله فى رمضان.
وأشار "سلامة" خلال تصريح لـ"صدى البلد"، الى أن من كان عليه أيام من رمضان الماضى فعليه أن يقضى هذه الأيام قبل قدوم رمضان هذا العام وليست عليها كفارة.
وقال إن الحسنات مضاعفة فى جميع الشهور إلا أنها تتضاعف الى ما لا نهاية فى شهر رمضان ويكون هذا بتقدير الله وكرمه علينا، اما السيئات فلا مضاعفة فيها.
وبين أن الإنسان إذا فعل حسنة فله بها عشر أمثالها وقد تصل المضاعفات الى سبعمائة ضعف أو يزيد وذلك كما جاء فى قوله تعالى { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}، اما السيئة فلا يجزى الإنسان إلا مثلها.
فيما قال الدكتور أحمد التركي، مدير إدارة التدريب بوزارة الأوقاف، إنه يجب على المسلم فى شهر رمضان ان يصل رحمه وأن يصفي ما بينه وبين خصومه لأن شهر رمضان شهر مغفرة ورحمة وأن يتواصل مع الفقراء والمساكين فهذه من أفضل القربات التى يتقرب بها المسلم لله تعالى.
وأضاف "التركي" ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل عليه شهر رمضان المبارك كان أجود من الريح المرسلة فكان يصوم صيام المقربين الى الله كله ذكر وعبادة وعمل وطاعة لايشوبه معصية فلم يكن الصيام يحجبه عن العمل ولا عن الغزوات فغزوة بدر الكبرى وفتح مكه كانوا فى رمضان وكان إذا دخل عليه العشر الأواخر شد مأزره.
واشار الى أنه يجب على المسلم أن يقضى هذه الأيام المباركة وشهر رمضان فى طاعة الله بجانب ان لا يتداخل فى حياته معصية .
وأوضح انه لا يوجد دليل على ان الذنوب تتضاعف لا فى شهر رمضان ولا اى شهر اخر بل أن الذنوب قد تحرم الإنسان من الطاعة ولكن الحسنات تتضاعف فى شهر رمضان فالنبي (صلى الله عليه وسلم) قال «من أدى الفريضة فى رمضان كان كمن أدى سبعون فريضة» وهذا يدل على ان الحسنات والأعمال الصالحة تتضاعف فى رمضان.
وأضاف أنه يجوز لمن يريد ان يصوم شهر شعبان ان يصومه كله ولكن يفصل بينه وبين رمضان بيوم أو يومين لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يصوم شعبان إلا قليلا.
وانصح بمن كان عليه صوم أيام من رمضان الماضى ان يقضى ما عليه قبل دخول شهر رمضان هذا العام وإن لم يستطع فيصوم رمضان هذا العام ثم يقضى ما عليه من السنين الماضية وعليه كفارة وهى إطعام مسكين عن كل يوم.