الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البصارطة معقل الإخوان تعاني من وقف الحال.. قلعة الأثاث تتحول إلى وكر لتجارة المخدرات.. والأهالي: الحياة فيها أصبحت جحيما.. صور

صدى البلد

  • البصارطة قلعة الأثاث حالها واقف بسبب تنظيم الإخوان الإرهابي
  • البصارطة تحوّلت إلى كرداسة دمياط
  • الأهالى يعانون من التضييقات الأمنية ويطالبون بتطهير القرية من الإخوان وتجار المخدرات

قرية البصارطة بمحافظة دمياط يطلق عليها الدمايطة معقل تنظيم الإخوان الإرهابي "أو كرداسة دمياط"، تعد قلعة من قلاع صناعة الأثاث علي مستوي المحافظة، تمتلك المئات من الصناع المهرة، ويعمل معظم سكانها في صناعة الأثاث، كما أن هناك البعض الآخر من الأهالي يعمل في حرفتي الزراعة والصيد.. حتي أصبحت عنواناً بارزاً في الجرائد ونشرات الأخبار التليفزيونية فلا يمر يوم إلا ويتصدّر اسمها عناوين الصحف.

السنوات الأخيرة وما شهدتها من أحداث جعلت القرية علي صفيح ساخن , خاصة مع ظهور تنظيم الاخوان وعقب الملاحقة الامنية لهم , أصبحت البصارطة مسرحا للكثير من الأحداث .

فهى تقع علي الطريق الدولي , وتطل كذلك علي بحيرة المنزلة , سكانها 50 ألف نسمة , مما جعلها القرية الأكبر في عدد السكان علي مستوي المحافظة , يعتبرها مرشحو الانتخابات صيدا ثمينا , ويقبعون داخلها أياما أملا في أكبر عدد من الأصوات التي ترجح كفة هذا المرشح في مواجهة منافسيه. 

ذاع سيط القرية بعد 30 يونيو عندما اتخذها تنظيم الاخوان كمعقل لهم ومأوى للهاربين منهم ومن يريد ان يختبئ عن أعين الشرطة ولكن كان الأهالي من سكان القرية لهم بالمرصاد ,فدائما ما تحدث الاشتباكات بين الأهالى وتنظيم الاخوان لمحاولات الاهالى البائسة في طرد كافة عناصر تنظيم الإخوان من القرية.

وجود عناصر الاخوان بها جعلها هدفا للأجهزة الأمنية فعلى مدار العامين الماضيين تمركزت قوات الامن بها لتنفيذ خطة الأمن في تطهير القرية من العناصر الإرهابية والاجرامية ولكن هذه الخطة عانى منها الأهالى أنفسهم ممن لا ينتمون لتنظيم الإخوان بل مجرد مواطنين يريدون العيش بشكل آمن ومستقر فالتضييقات الأمنية على حد وصفهم أدت الى وقف الحال بالقرية مرددين بأن الأمن تناسي وجود الأهالى الرافضين لوجود الاخوان وبدأ في التضييق على الأهالى أنفسهم كالحملات اليومية من التموين ومباحث الكهرباء وحملات الإزالة المستمرة والعمل بمبدأ "الجميع مشكوك في أمره إلى أن يثبت العكس".

المثير للغرابة، أنه في الوقت الذي اجتاح القرية النشاط الإخواني , يداهمها نشاط من نوع آخر وهو تجارة المخدرات بأنواعها المختلفة، حتي أصبحت تباع علنا علي النواصي وفي الشوارع الرئيسية في القرية وأسفل كوبري الطريق الدولي بنطاق القرية , ليسقط شباب القرية إما بين شباك الإخوان وأنصارهم أو يدخلون في دوامة المخدرات وإدمان البودرة .

عند التجول داخل القرية لا يقع نظرك إلا على شيئين الاول وهو التواجد الامنى المكثف داخل القرية فلا يخلو شارع بالقرية من وجود نقطة تمركز امنية ثابتة به والثانى المحال والورش المغلقة.

تجولنا بين شوارع القرية , المشهد غاية في التوتر ، الحياة داخلها شبه مصابة بالشلل ، المحلات لا تفتح أبوابها سوي في ساعات قليلة ويتم غلقها على الفور فور وقوع اى اشتباكات ما بين الاهالى وعناصر التنظيم او اثناء حملات مداهمة الأمن لأوكار العناصر الإجرامية والاخوانية .

أغلب سيارات الأجرة والسيرفيس والتاكسي يرفضون دخول القرية فمجرد سماع الاسم تجد السائق يقول لك بأنه سيكتفي بتركك عند مدخل القرية خوفا من الحصار الأمنى بها.

التقى "صدى البلد " مع ناهد عطية، موظفة أكدت أنها تعانى يوميًا أثناء ذهابها لعملها داخل مدينة دمياط فالحصار الأمنى بالقرية جعلنا جميعا محط شكوك لدى الأجهزة الأمنية فتشعر وقتها بأنك تعيش داخل ثكنة عسكرية محاصرة بالأمن.

وأشارت إلى أن الأهالي أيضا يعانون من وجود عناصر الاخوان بالقرية، ومن تجار المخدرات الذين استغلوا انشغال الاجهزة الامنية بملاحقة الاخوان وتوغلوا في تجارة الموت وهى تجارة المخدرات فهى تباع بشكل معلن امام امارة وتدمر في شبابنا.

وأضاف رامى جاد أحد أهالي البصارطة أن القرية تعيش مأساة حقيقية فالإخوان من جهة وتجار المخدرات من جهة اخرى اضافة الى وقف الحال، فأغلب أصحاب الورش تم غلق ورشهم نتيجة لعزوف الصنايعية عن العمل خوفا من الاشتباكات اليومية ما بين الإخوان والأمن وتجار المخدرات الذين يفرضون سطوتهم على القرية وكذلك عزوف راغبي شراء الموبيليا من المجئ للقرية لشراء الموبيليا خوفا من الأحداث الدامية بالقرية.

وأبدى استغرابه من انتشار السلاح بين الشباب والسير به علنا في الشوارع ليثيروا الذعر بين الأهالي الذين يتجنبوا الصدام معهم خوفا من العقاب .

وأضاف عاطف السيد، أن الواقع في القرية تبدل بشكل تام , فبعد أن كانت البصارطة قلعة لصناعة الأثاث , وتمتلك المئات من الصناع والمهرة تحولت لما أشبه بالخرابة بعد أن استخدمها جماعة الإخوان مسرحا لنشاطهم ومأوى لهم ولسلاحهم والتواجد الأمني المكثف على الرغم من ضرورة وجودة بالقرية إلا أنه جاء بنتيجة عكسية على أهلها فهناك الكثير من المضايقات تجاة باقي المواطنين واعتبروهم متسترين على الاخوان فى حين ان الاهالى هم اول من قاموا بمطاردة الاخوان بالقرية.

وتساءل ما ذنب الأهالي الذين لا علاقة لهم بالإخوان ولا يؤيدوهم ومع ذلك فهم يتعرضون لمشكلات ومضايقات ليس لهم ذنب فيها , مطالبا الدكتور إسماعيل عبدالحميد طه محافظ دمياط واللواء نادر الجنيدى مدير أمن دمياط بزيارة القرية للتعرف علي ما يعانيه أهلها من شلل وتام ووقف حال في كل شيء.

وأضافت نسرين مصطفي، ان الاهالى ليس لهم ذنب بما يقوم بع عناصر تنظيم الاخوان قائلة: "ولادي مش عارفة أنزلهم الشارع , والله ناس كتير عرضت بيوتها للبيع ويمشوا من البصارطة, لأن الحياة جواها بقي جحيم لا يطاق ولكن من الصعب ترك بلدة النشأة والتى تربيت بها ، فالاولى تطهيرها واعادة الحياة لها مرة أخرى".