الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حركة حماس بدون مقاومة!


لا يمكن أن نعري الشعب الفلسطيني من الحركات التي تتبنى النضال باسمه ضد الاحتلال الإسرائيلي. ولا يمكن أن نحكم نحن عليهم بدلًا منه.

لكن الحقيقة أنه يرى بأم عينيه هذه الحركات التي تتمسح بالنضال من أجله ويعرف تمامًا حقيقتهاوحقيقة قياداتها وتوجهاتهم ومصالحهم من وراء رفع شعارات النضال والمقاومة!

أقول هذا بمناسبة الأحداث، التي شهدها قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة. بعد قيام السفير القطري محمد العمادي بنقل نحو 15 مليون دولار في 3 حقائب داخل سيارته، ونقلها عبر معبر إسرائيل إلى داخل قطاع غزة لكى تدفع حركة حماس رواتب عناصرها.

وهو ما تيقن له الفلسطينيون في اللحظة، فخرجوا يهاجمون موكب السفير العمادي ويلاحقونه بالحجارة عند خروجه من القطاع.
ثم رفضت العديد من الفصائل الفلسطينية الاجتماع مع العمادي أثناء وجوده في القطاع. وأعلنوا رفضهم السياسة القطرية داخل قطاع غزة الساعية لتكريس الانقسام الفلسطيني. والوقوف بجوار حركة حماس ومساندتها دونًا عن بقية الفصائل الفلسطينية ودونًا عن بقية الشعب الفلسطيني.

هذه الأخبار التي تداولتها كافة وسال الاعلام العالمية والمحلية في العالم أجمع. سبقت ما يقال عن عملية إسرائيلية في قطاع غزة لاختطاف أحد قادة حماس ثم انفجار الوضع، وقيام حركة حماس بإطلاق دفعة صواريخ على المستوطنات الاسرائيلية ثم قيام إسرائيل بقصف عشرات الأهداف الفلسطينية في القطاع وسقوط شهداء.

القضية باختصار ووفق ترتيب الأحداث والأخبار، فإن حركة حماس قبضت اليوم رواتب عناصرها من قطر وبعد موافقة إسرائيل على مرور الأموال لعناصرها ثم بعدها بساعات جرى تفجير الوضع.. فماذا حدث وما هو الهدف مما حدث؟

القراءة السياسية الوحيدة لما تم، أن حركة حماس أرادت التغطية على فعلها السياسي القبيح، وإدخال الأموال إلى موظفيها وعناصرها فقط. فافتلعت قصة المقاومة هذه وأطلقت صواريخها على بعض المستوطنات القريبة منها. وبالطبع فقد غطت أخبار القصف على أخبار الدفع!!

كما أن ما تردد على لسان السفير العمادي ذاته، من أنه ذهب لتوصيل الأموال ضمن دفعة تصل إلى 90 مليون دولار ستدفعها قطر إلى عناصر حماس وموظفيها بحثا عن التهدئة عدم تفجر الوضع فإن ما حدث بعدما أخذوا الأموال لم تكن تهدئة على الاطلاق!

فلماذا أخذت حركة حماس الأموال ثم افتعلت الضرب والقصف والرد على ما قيل!

الحقيقة هكذا، أن قصة صواريخ غزة الأخيرة هى نوع من قنابل الدخان التي أطلقتها عناصر حماس للتغطية على تواصلها مع قطر وهو ما تسبب في غضب هائل داخل السلطة الوطنية الفلسطينية ذاتها. والتي أعلنت رسميا رفضها لتصرف قطر.

كما تسبب في غضب عربي رسمي. فالموضوع في غزة لا يخص حماس وقطر فقط. ولا يجب أن تكون حماس مجرد مخلب قط لقطر وإيران والعلاقة الوثيقة بينهما. وهكذا جرى إطلاق صواريخ غزة هذه للتعمية على الفضائح تحتها.

لكن البعض قد لا يري في وصول الرواتب من قطر إلى حماس وعبر إسرائيل جريمة. هؤلاء قد يكونون على صواب لكن في حالة واحدة فقط لو أن هذه الأموال ذهبت لدفع كل رواتب موظفي قطاع غزة المتوقفة منذ شهور.

ولكنها للأسف ذهبت إلى عناصر حماس وموظفوها. وهو ما دفع المملكة العربية السعودية بعدها بساعات لتحويل نحو 60 مليون دولار لموازنة السلطة الوطنية الفلسطينية لدفع رواتب الموظفين المتأخرة عن شهور أغسطس وسبتمبر واكتوبر.

في نفس الوقت فإن القضية لم تكن مع حركة حماس ابدا في موضوع رواتب تأخذها من قطر أو إيران مع الانقسام الحاد في الشارع الفلسطيني وفي الشارع العربي بين محورين شديدى العداء..

ولكنه كان في التوجهات الحقيقية لهذه الحركة التي تقول عن نفسها، أنها حركة مقاومة فلسطينية والكثيرون وأنا منهم أراها حركة إيرانية وفي الأساس حركة إسرئيلية قامت إسرائيل بتمويلها للظهور في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، للتصدي لمنظمة التحرير الفلسطينية آنذاك وحركة فتح وخلق منافس لها في الشارع الفلسطيني وقصة نشأة حركة حماس معروفة ومسجلة ومتداولة.

في نفس الوقت فإن النضال الذي تدعي حماس أنها تقوم به لم يحقق للفلسطينين شىء حتى اللحظة.

لقد كانت جزءًا رئيسيا، ولا أحملها وحدها المسؤولية في انقسام سياسي فلسطيني هائل استمر منذ عام 2006 وحتى الآن أي نحو 12 عاما كاملا اختطفت فيه الحركة قطاع غزة، وقامت فيه فتح بالسيطرة على الضفة الغربية!

وضاعت القضية كما هو حالها عبر العقود والأزمان بين خونة يعملون بأوامر قطر وإيران ومحور متطرف عداواني. وبين مأجورين لا يعرفون هل يبيعون لإسرائيل أم يشترون منها؟!

وفشلوا في طرح مشروع سياسي حقيقي يقف على أرضية وطنية فلسطينية صلبة موحدة ينطق به الجميع ويواجهون به إسرائيل..
في نفس الوقت فإن ما تتشدق به حركة حماس عن النضال والمقاومة ضد العدو الإسرائيلي، لم تحدث من خلاله عملية واحدة منذ الـ 12 عاما الماضية!

فقد كان الهدف هو السيطرة على قطاع غزة.

وبعدها لن يكون هناك نضال ولن يكون على مدى السنوات القادمة. باستثناء بعض حركات وضربات تستمر عدة ساعات كل عام او اثنين، والغرض إثبات دور لا أكثر ولا أقل!

كما أن الجندي الإسرائيلي الذي قامت حركة حماس باختطافه قبل سنوات قبل حرب غزة 2006، ويدعى جلعاد شاليط دفع الشعب الفلسطيني كله ثمن اختطافه وقامت إسرائيل بدك القطاع بكامله وتدمير آلاف المنازل وسحق بنتيه التحتية في عملية همجية غير مسبوقة. والسب خطف جندي إسرائيلي لا قيمة له والتمسك به سنوات في عملية مفضوحة لم يجن الفلسطينيين من وراءها اي شىء باستثناء الخراب!

والنهاية لن نحكم على حماس أكثر مما يحكم عليها أهلها. ويمكن لأي أحد أن يسمع من أي مواطن فلسطيني عادي كيف يرون هذه الحركة؟ وكيف يرون تجارتها وظهورها على المسرح السياسي في فلسطين؟

وساعتها سيعرف، كم من الجرائم ترتكب باسم شعارات النضال العربي وباسم القضية الفلسظينية المقدسة التي كثر عرابوها على مدى التاريخ.

.. وإن كان من شىء شريف يمكن لحماس أو للفصائل التابعة لها ان تقدمه للفلسطينيين فليكن إنهاء الانقسام الفلسطيني. وتوحيد الصفوف والقبول بنتيجة أي انتخابات فلسطينة .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط