الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حلف خماسي جديد بقيادة إيران ضد العرب


المقترح الذي قدمه وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال زيارته الأخيرة للعراق. وعرض فيه على المسؤولين العراقيين في الحكومة الناقصة – حتى اللحظة- الدخول في حلف خماسي يضم قطر وإيران وتركيا وسوريا ليس مقترحًا سياسيًّا سويًّا ولا يمكن قبوله هكذا وتمريره بتحالف يُشرك فيه العراق وتكون فيه قطر وتركيا وإيران سوريا.

والحاصل أن مقترح الدوحة لتشكيل هذا الحلف يعيد للأذهان تجربة الأحلاف الإقليمية – من دول خارج المنطقة- في خمسينيات القرن الماضي وكان هناك حلف بغداد 1955 ، واليوم قطر تعيد الكرة من جديد ليس بدافع التوحد العربي أو في هذا الطريق ولكن بغرض التكتل الإقليمي لتحقيق مشاريع سياسية مغرضة ضد العرب.

فـ"قطر" ومن خلال مقترحها الجديد الذي تروج له تحاول أن تخرج من عزلتها العربية بتحالف إقليمي تشارك فيه إيران وتركيا. كما تعمل جاهدة على أن تفتح لإيران جسور اقتصادية مع كل من العراق للتغلب على العقوبات الأمريكية.

الدوحة تعرف تمامًا أن هناك استباحة اقتصادية من جانب إيران للعراق، مثلها مثل الاستباحة السياسية والأمنية. لكن الاقتصاد الإيراني يحتاج الآن بوابات مرور للدول التي كان يتعامل معها. وبوضوح فقد اقترحت قطر على العراق أن تقوم بدور الوسيط وأن تفتح بنوكها لاستقبال الأموال من العراق وتحويلها هى سرًا وعلانية لإيران واستمرار التدفق التجاري بين البلدين.

قطر لا تنسى وقفة نظام الملالي السياسية معها طوال العام ونصف العام الأخير بعد قرار المقاطعة العربية لإرهابها وتحاول أن ترد الجميل ليس فقط بدعم اقتصادي ولكن بالترويج لمشاريع سياسية وتكتلات ضد العرب.

والسؤال الذي قد يسأله كثيرون.. هو لماذا يعتبر الحلف الخماسي الجديد ضد العرب؟

لأنه باختصار يتشكل من دول مارقة إقليمية وعربية – ماعدا العراق بظروفه البائسة-

فقطر تدعم تنظيمات إرهابية متطرفة، تعمل في مصر ولييبا وتونس وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق وغيرهم. بهدف هز استقرار الدول واختراق تماسكها وتمويلها الذي طالبتها أمريكا بخفضه والذي يذهب لشبكات الإرهاب. واستضافتها لقيادات متطرفة عتيدة يؤكد تمسكها بهذه السياسة الشاذة في نطرتها للدول العربية وفي تعاملها مع العرب.

تركيا كذلك لها مشروع إقليمي وأردوغان يعيش دور سلطان الدولة العثمانية والأيادي العثمانية موجودة في أكثر من دولة عربية مضطربة.

أما النظام السوري وبعد مجازر دمشق المروعة والمأساة الإنسانية المجسدة في بلده. فلم يعد ذات قيمة سياسية كبرى سوى ولائه التام لإيران وخضوعه غير المسبوق للروس وكله لصالح بقائه فقط على سدة الحكم هناك بعدما خربت سوريا تمامًا ولم يعد فيها مكان لبشر.

أما إيران فالعالم كله يعرف أبعاد المؤامرة الإيرانية على المنطقة العربية وكل ذي عينين يعلم تمامًا أن التوسعات الإيرانية في المنطقة العربية توجها ثوريًا إيرانيًا منذ عقود والدور الداعم لعصابات مسلحة أصبحت ظاهرة بغيضة في العالم العربي. ففى لبنان ميليشيا حزب الله أقوى من الدولة وتدعمها إيران. وفي اليمن ميليشيا الحوثي عصابات انقلبت على الشرعية اليمنية وتحارب الدولة وفي العراق الحشد الشعبي الشيعي الطائفي، ميليشيات أسستها إيران لصالح تعزيز وجودها داخل العراق وسوريا. وفي سوريا فيلق القدس وفاطميون وزينبيون وأكثر من 70 ميليشيا إيرانية مسلحة.

فالأجندة الإيرانية – قولًا واحدًا ضد العرب-

وعليه فالدعوة الى حلف خماسي وإشراك العراق فيه، ليكون رئة إيران الاقتصادية للتنفس مع الخارج هى دعوة مشبوهة وتكتل يعمل ضد المصالح العربية.

خصوصا وإذا علمنا أن دولتين فيه هما قطر وإيران على عداء مع العالم العربي أجمع. وتركيا كذلك.

إن مقترح الدوحة خروج شاذ من اللحمة العربية وتكتيل سيكون موجها وبالدرجة الاولى ضد الدول الكبرى المستقرة والنافذة في المنطقة وفي المقدمة مصر والسعودية.

وإذا كان حلف بغداد القديم يضم بريطانيا والعراق وتركيا وايران وباكستان وقد ظهر برعاية أمريكية للتصدي للمد الشيوعي والاتحاد السوفيتي آنذاك. فإن حلف بغداد الجديد سيكون موجهًا ضد التماسك العربي ومع إشراك أطراف إقليمية وغمسها أكثر في أوضاع المنطقة لتعزيز الفوضى.

..هذه قراءة أولى في فكرة الحلف الخماسي..

ومقترح إنشائه لكن ساعة ظهوره للعلن بميثاق محدد ستُعرف طبيعيته وحقيقة أهدافه.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط