الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكانون يتفوق على التطور التكنولوجى.. تربع على عرش وسائل التدفئة.. يلجأ إليه الأغنياء والفقراء.. ويجمع الأسرة للحماية من برد الشتاء.. صور

صدى البلد

الفحم بديلا عن الدفايات وأجهزة التكييف للتدفئة في سيناء
طقوس يومية لأهالي سيناء في ليالي الشتاء القارس
5 كيلو فحم كفيلة بتدفئة صالة مساحتها 150 مترا لمدة 6 ساعات

مع حلول ليالي الشتاء تبدأ المنازل في سيناء بتجهيز وسائل التدفئة خاصة الكانون والفحم من أجل توفير التدفئة في مواجهة البرد القارس وذلك باستخدام المقومات الطبيعية المتوفرة في سيناء، علي الرغم من انتشار وسائل التدفئة الحديثة المتمثلة في الدفايات التي تعمل بالزيت وأخرى بالشمعة وباستخدام الكيروسين إضافة إلى أجهزة التكييف، الا أن الكانون والفحم مازالا هما وسيلة التدفئة للفقراء والأغنياء في شمال وجنوب سيناء، فيمكن للاسرة إيقاد 5 كيلو فحم لتكون كفيلة بتدفئة صالة مساحتها 150 مترا مربعا لمدة تزيد عن 6 ساعات.

يقول ابو محمود المواطن السيناوى إن إشعال النار في فصل الشتاء لا يقتصر على سكان القرى ومن يسكنون العشش والذين لا تصلهم الكهرباء، ولكن يلجأ سكان الفيلل والشقق الفارهة والوحدات السكنية الى إشعال الفحم والحطب خلال فصل الشتاء والالتفاف حولها، للشعور بالتدفئة قبل الخلود إلى النوم.

وأوضح أبو محمود، إنه يشعل النار خارج المنزل، وبعد أن تهدأ وتتحول إلى جمر، يلتف حولها داخل المنزل هو وأفراد أسرته، مضيفا أنه يشتري كيس الفحم بـ150 جنيها تكفيه لمدة أسبوع إلى 10 أيام، قائلًا: "بعد أن أشعر بتدفئة المنزل وأطفالي أقوم بإخراج موقد النار من الشقة خشية الاختناق".

استخدام المخلفات الزراعية فى التدفئة 

ويفضل سكان القرى استخدام المخلفات الزراعية لإشعال النار من أجل إعداد الوجبات الغذائية 3 مرات يوميا وكذلك القهوة والشاي كما يقول طارق حسن رئيس قرية القسيمة. 

وأضاف أن كانون التدفئة يستخدمه الفقراء والأغنياء في مدن المحافظة لمواجهة البرد القارس، وخاصة في شهر طوبة حيث تخرج الرطوبة من تحت الأرض , ووجود بلاط السيراميك في الشقق يزيد من درجة البرودة داخل المنزل كما أن تعرض الحوائط الي سفح الرياح طوال اليوم يحول الشقة الي ثلاجه رغم ان الشمس قد تكون ساطعة , بسببب استخدام الطوب الأسمنتي المفرغ , وليس الطوب الأحمر في البناء.

ويقول الباحث في التراث سليمان العياط،  إن إشعال النيران يعتبر أحد أهم الطقوس اليومية عند أبناء سيناء شمالها وجنوبها منذ قديم الازل إضافة إلى أنها وسيلة طهى أيضًا حولها يلتف الجميع فى كل وقت، لكنها فى الشتاء لها أهمية خاصة عندما تتعرض سيناء الي موجة صقيع مصحوبة بهبوب رياح باردة تنخفض فيها درجات الحرارة وتصل أحيانًا للصفر، وتتجمد المياه فى الأوعية ،حيث يتم اعادة تسخينها لاستخدامها في الوضوء أو إعداد الشاي.

وأوضح حسن سلامة الباحث في التراث أن الكانون يصنع بأطوال وأبعاد مختلفة تتراوح فى ارتفاعها بين 30 و50 سم ومساحة من متر إلى متر ونصف فى متر، وبأسعار من 100 إلى 400 جنيه، والاختلاف فى الأسعار حسب المادة التي يصنع منها الكانون اما الحديد والالوميتال والذي يعد بطريقة جمالية، وحمولة سيارة النقل تتراوح أسعارها بين 1000 و2000 جنيه، والسعر يرجع إلى جودة الحطب ومكانة ونوعه، خاصة نبات الرتم الذي يجمع من صحراء سيناء.

وقال الدكتور رمضان إسحاق وكيل مديرية الصحة بالمحافظة،  إن إشعال النيران في المنازل المغلقة تشكل خطورة كبيرة على حياة المواطنين خاصة وأنها تفرز غازات سامة تُسبب الموت تدريجيًا. حيث ان غاز أول أكسيد الكربون المنبعث عن عملية إشعال النيران الغير مكتملة هو أخطر من غاز ثاني أكسيد الكربون لأنه يلتصق بالدم وينتقل إلى خلايا الجسم ما يشكل خطورة كبيرة على حياة الإنسان، مناشدا المواطنين بإشعال النيران خارج المنزل ثم إدخال موقد النار للتدفئة وبعد الانتهاء يجب إخراج موقد النار من المنزل، الي جانب فتح نوافذ المنزل وتهويتها والتأكد من تجدد الهواء.


-