الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قمة دولية في بولندا ضد إيران


لا أحد يهذي مع إيران ولا أحد يضيع وقته مع دولة ويواصل اتهاماته لها بدون دليل. الدول ليس لديها أوقات فراغ للتهريج ليكن هذا معلومًا عند الحديث عن إيران.

بعض الناس يتصورون أن الحملة ضد طهران مبالغ فيها. وأن هناك تصيدًا لإيران أو إصرار على الإيقاع بها في حين أن الكيان الإسرائيلي أولى بكل هذه الجهود.

ورأيي وقد أوضحته من قبل أن الفرس والإسرائيليين عدو واحد مشترك للمنطقة العربية في هذا التوقيت. وأنه من سوء حظنا أننا وقعنا بين وحوش إيرانية وذئاب فارسية وفي هذا التوقيت العصيب من الفوضى العربية علينا أن نواجه الاثنين.

لكن ما باليد حيلة فإذا كان الوحش الإسرائيلي قد هدأ قليلًا. وإن لم يتراجع عن خططه ومطامعه الشيطانية في المنطقة وتحركاته ونشر جواسيسه فإن الذئب الإيراني يعيش فترة توهج وانتشار.

طهران اليوم وما يمثله نظام الملالي الحاكم فيها قبل 40 عامًا من كره للعرب وعداء شديد للمنطقة وعنصرية تكاد تشبه النار الفارسية القديمة خطر كامل على المنطقة العربية.

القضية الأصعب أيضا أن طهران لا تحارب بجنودها وعناصرها كما كانت الحروب من قبل ولكنها تحارب بعصابات ومرتزقة وهنا مربط الفرس.

فهذه العصابات المأجورة هم في الغالب أبناء الشعوب التي يتقاتلون على أرضها.

فالحوثيون أبناء اليمن وهم مرتزقة إيران. وميليشيا حزب الله لبنانية الأصل لكنها فارسية التوجه وإيرانية الهوى والأهداف والخطط. وكذلك عشرات الميلشيات التي تتواجد في العراق فأغلبهم من العراق لكن إيران صاحبة القرار عليهم وصاحبة الأمر والنهي.

نعود للقمة الدولية المرتقبة موضوع هذا المقال. والتي من المقرر عقدها في بولندا بمدينة وارسو منتصف شهر فبراير المقبل. وستشارك فيها عشرات الدول وموضوعها النظر في الخطر الإيراني في منطقة الشرق الأوسط والعمل على التصدي له.

إنه ليس موضوعا هزليًا أو مصطنعا. إيران خطر حقيقي كما أن إيران كقوة اقتصادية وبترولية ضخمة في يد نظامها أموال كثيرة والعقوبات الامريكية غرضها التقليل من الثروة في يد نظامها. والذي يقوم بالتعاون التام مع عصابات وتنظيمات إرهابية وفق اتهامات أمريكية ودولية على أعلى مستوى.

ومايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، عندما جاء إلى القاهرة قال بوضوح إن هناك حاجة ماسة لدرء الخطر الايراني. وكما قلت إن الخطر في عصابات وميليشيات هذه الدولة وتوجهاتها والقيم العنصرية المذهبية التي تدافع عنها.

إن طهران اليوم لها كلمة نافذة في 5 دول عربية هى العراق وسوريا واليمن ولبنان وسلطنة عمان أي انها تتحكم في ربع دول العالم العربي علاوة على مخططات شريرة في العديد من دول الخليج العربي ودول المغرب العربي.

والصمت أو التهاون أمام تغلغل هذه الميليشيات، في دولة بعد دولة وقد أصبحت جيشا كبيرا يصل إلى نحو 300 ألف من المرتزقة سيكون خطأ لا علاج له. فهؤلاء ينخرون في الدول ويتسيدون قرارها.

والقمة الدولية المرتقبة في بولندا حول إيران حدث عالمي له أهميته هى ليست للتضخيم من قدر هذه الكيان الفارسي ولكن لتحديد خطره وكيفية التصدي لعدوانه. سواء كان سياسيًا أو عسكريا.

إيران تحولت لإسرائيل جديدة ونخاف أن تكبر أكثر من ذلك.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط