الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحبوه حيًا وكرّموه ميتًا.. كيف صار عبد الناصر ملهمًا لأبناء جيفارا وكاسترو على مر التاريخ؟

جمال عبد الناصر وفيدل
جمال عبد الناصر وفيدل كاسترو

بالرغم من مرور 101 عام على ميلاد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إلا أن سيرته ما زالت حاضرة، ومواقفه الداعمة للنضال ضد الاستعمار زاخرة بالقصص والحكايات، لم يتوان في تأييد الثورات المناهضة للاحتلال، فعرفته فلسطين جيدًا، وما زالت تتذكره كوبا والكونغو والأكراد، وجميع الدول والحركات التي خاضت غمار النضال ضد المستعمر، ووجدت جمال عبد الناصر أشد داعم لها.

وتدين الثورة الكوبية بقيادة فيدل كاسترو وتشي جيفارا لعبد الناصر بالكثير من الامتنان، صحيح أن الزعيم الراحل لم يهتم بالثورة الكوبية في بادئ أمرها لأنها كانت تستمد الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، كما ذكر الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، لكن بمرور الوقت أخذ عبد الناصر على عاتقه تأييد الثورة الكوبية وزعمائها.

وتطورت العلاقات بين عبد الناصر وكوبا، باستقبال عبد الناصر لزعيم الثورة الكوبية تشي جيفارا في القاهرة في عام 1959، وكان استقبالا حافلا في قصر القبة، بهدف التعرف على تجربة مصر في الإصلاح الزراعي، وحكي جيفار وقتها لعبد الناصر كيف أن زعماء الثورة الكوبية بقيادة كاسترو رفعوا صورته عقب قرار تأميم قناة السويس.

كان عبد الناصر داعما قويا للثورة الكوبية، وعندما سئل عن موقف مصر من العدوان على كوبا؟ رد الزعيم الراحل بأن مصر تعارض أي عدوان على كوبا، وأن مؤتمر دول بلجراد الذي يضم مصر وكوبا سيقف ضد أي عدوان على الثورة الكوبية، وقال عبد الناصر إنه يتمنى للثورة الكوبية النجاح، ويدعم وحدتها الوطنية.

ألهمت هذه الكلمات الشعب الكوبي وقيادته الذين أحبوا عبد الناصر حيًا وميتًا، فبعد وفاته عام 1970، نعاه زعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو " إن وفاته خسارة كبيرة للعالم وللحركة الثورية العربية فى وقت تحاك من حولها مؤامرات الإمبريالية."

ولا تزال كوبا تتذكر عبد الناصر جيدًا حتى وقتنا هذا، وموافقه الداعمة لها في الأمم المتحدة، وعرفانا بذلك تشارك السفارة الكوبية في مصر، في إحياء ذكرى ميلاد عبد الناصر سنويا، وفي هذا العام شاركت إيمليا فرنانديس، سفيرة كوبا في مصر في إحياء ذكرى ميلاده اليوم الثلاثاء أما ضريحه في حضور أبنائه، وأشادت بالزعيم جمال عبد الناصر، وقامت بوضع باقة من الزهور على قبره.

وقالت السفارة الكوبية في مصر عن مناقب الرئيس الراحل " : كان جمال عبد الناصر، وهو جندي مهني، رئيسًا لمصر بين عامي 1954 و 1970 قاد الثورة القومية العربية في مصر، وكان أحد أكبر إنجازاته تأميم قناة السويس حيث إن المكانة الدولية الكبيرة التي بلغتها بلاده في إطار ولايته معترف بها".