الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملامح لمشروع سياسي عربي


الوصف الصحيح الذي يمكن إطلاقه على الوضع الآن في منطقة الشرق الأوسط أنها تغلي وتموج بتقلبات رهيبة وتصادم مشاريع وأجندات عدة. والوضع لا يبشر بخير للأسف.

ففي العراق هناك مواجهة محتملة بين القوات الأمريكية وميليشيات إيران من جهة وبين إيران وميليشياتها وإسرائيل من جهة أخرى.

فالحرب أصبحت مباشرة والغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة حملت رسالة واضحة لإيران. وكانت ضربة مباشرة في صفوف فيلق القدس الإيراني.

واذا حدثت المواجهة، وهى قريبة وعلى الأبواب في العراق. فإن بغداد ستشهد فصلًا دمويًا جديدًا. وكأنها لم تكتف من الفصول الدرامية والهزلية والحزينة منذ سقوط نظام الرئيس صدام حسين عام 2003.

والحقيقة أن جملة ما شهده العراق من خراب وفساد طوال الـ 15 سنة الماضية يثير الرعب. فأكثر من 1000 مليار دولار تم تهريبها للخارج في صفقات فساد مروعة.

والبنية التحتية والخدمية في كل محافظات العراق تم تدميرها بقسوة متعمدة! والبلد بكامله تحول إلى ميليشيات متصارعة ونفود شيعي وايراني وكتل كردية وسنية وهكذا.

وبحدوث هذه المواجهة فإن عملية ذوبان وتدمير جديدة ستحدث للبلد العربي الكبير.

في سوريا المشاريع أيضا متصادمة والوحوش الإيرانية والروسية والأمريكية والإسرائيلية كلها تتصارع على جسد سوريا. والدولة ذاتها تكاد لا تكون موجودة.

فأمريكا تعلن الانسحاب ثم تتلكأ في الانسحاب ويتردد حديث أنها ستستقر في قاعدة التنف لمواجهة نفوذ إيران ولمنع امتداد الهلال الشيعي.

ليبيا "مأساة كاملة" وإحصاء المشاريع والأجندات فيها يصعب تصديقه أو تصوره. كما أن إيران داخل اليمن تمثل استراتيجية كاملة للتخريب والتدمير..

وبعد.. فما العمل؟

في رأيي أن ما نحتاج إليه اليوم. هو إحياء "مشروع سياسي عربي" عبر جامعة الدول العربية- إن كانت تبغي تحقيق دور- يقوم على مساندة الدول الوطنية. ومساندة الرؤى العربية والنظر بشكل مستقل وبرؤية كاملة في الوضع داخل العراق والوضع داخل سوريا وكذلك اليمن وليبيا.

وتفعيل التواصل مع أصحاب القرار في هذه الدول بغرض انتشالها من أزماتها. وتكثيف العمل الدبلوماسي بخصوصها. وغير ذلك لا يمكن اعتباره عمل ولكن مواصلة مشاهدة المسرحية السخيفة الدموية.

والخوف أن هذه المسرحية لا تنتهي فقط وللاسف الشديد كما هو حادث اليوم. بضياع تام لليبيا أو سوريا أو اليمن وإعلان سيادة مشروع ما أجنبي عليها سواء كان إيرانيا أو روسيا أو أمريكيا أو غيره. ولكن سيتبع ذلك بالضرورة سقوط دول مجاورة وكيانات مستقرة. فسيطرة إيران مثلا على سوريا بعد العراق سيغريها بالعمل في الأردن لتوسيع رقعة نفوذها وتأمين وجودها وهكذا سواء عبر ميليشيات أو تغلغل مذهبي وديني.

المنطقة بحاجة اليوم لمشروع سياسي عربي يتقدم بقوة ناحية سوريا وليبيا والعراق واليمن يعبر عن نفسه ورؤاه ويحشر نفسه بين الأجندات.

فالعرب أولى بأوطانهم إلا إذا كان التفريط في الأوطان أصبح سنة سائدة.

انتبهوا ياعرب..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط