قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

درة باريس تعجز هذا العام عن استقبال زوارها في عيد الفصح

كاتدرائية نوتردام
كاتدرائية نوتردام

"كنيسة نوتردام"، المعلم التاريخي القابع في قلب العاصمة الفرنسية باريس لن يكون بوسعه هذا العام استقبال زواره للاحتفال بعيد الفصح، فقد أتلف حريق هائل اندلع بالكاتدرائية الليلة الماضية درة باريس مسببا دمارا هائلا في بنائها المعماري الذي يعود تاريخه إلى ١٥٠٠ عام ماضية وبعض مقتنياتها.

وكنيسة نوتردام تعرف باللغة العربية بكنيسة " سيدتنا العذراء " وهي كاتدرائية إبرشيه باريس، وتقع في الجانب الشرقي من جزيرة المدينة على نهر السين أي (في قلب باريس التاريخي)، ويمثل المبنى تحفة الفن والعمارة القوطية الذي ساد القرن الثاني عشر حتى بداية القرن السادس عشر، ربما ستكون الكنيسة خلال عملية ترميمها وإصلاحها مقصدا للسياح لرؤيتها على هيئة الحريق، إلا أنه من المؤكد أن هذا الحريق سيؤثر على قطاع السياحة في فرنسا، حيث يزور هذه الكاتدرائية سنويا نحو ١٣ مليون شخص، بما يعادل ضعف زوار برج إيفل.

واتجهت أنظار العالم لباريس متفاعلة مع الحريق - الذي استمر ١٥ ساعة قبل أن تتمكن فرق الإطفاء من إخماده - محدثة ردود فعل واسعة النطاق على الصعيد الدولي والمحلي، حيث أعرب العديد من قادة العالم عن صدمتهم وحزنهم وتضامنهم مع الشعب الفرنسي.

وكتب الرئيس عبد الفتاح السيسي - في أول تعليق لرئيس عربي علي الحريق ، على حسابه بموقع "تويتر" - "تلقيت بحزن بالغ نبأ حريق البرج التاريخي بكنيسة نوتردام.. فقدان ذلك الأثر الإنساني العظيم خسارة فادحة لكل البشرية.. أُعلن تضامني وتضامن الشعب المصري مع الأصدقاء في دولة فرنسا، متمنيًا تدارك آثار هذه اللحظة الإنسانية بالغة التأثير بأسرع ما يُمكن".

ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحريق بأنه مفزع وأن الكنيسة "جزء من ثقافتنا وحياتنا"، مشيرا إلى أن هذه الكاتدرائية لا مثيل لها في العالم ، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الحريق خلف ألما في قلوب الروس ، ومن جانبها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "أن كاتدرائية نوتردام رمز لفرنسا ولثقافتنا الأوروبية .. تعاطفنا مع الأصدقاء الفرنسيين "، وقال المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: " نتعاطف مع أصدقائنا الفرنسيين"، ووصف كاتدرائية نوتردام بـ "رمز فرنسا وثقافتنا الأوروبية".

وأكدت رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماى أن تعاطفها مع الشعب الفرنسي اليوم ومع هيئات الإغاثة التي تحارب هذا الحريق المروع في كاتدرائية نوتردام "، وقال صادق خان رئيس بلدية لندن أن " لندن حزينة مع باريس اليوم "، وقال رئيس وزراء إيطاليا " نقف مع شعب فرنسا" واصفا الحريق بأنه ضربة في صميم الفرنسيين وكل الأوروبيين ، من جانبها أكدت منظمة اليونسكو حارسة التراث العالمي ، وقوف المنظمة إلى جانب الفرنسيين لحماية وترميم هذا التراث الذي لا يقدر بثمن ، وقال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي " أن نوتردام فرنسا هي نوتردام كل أوروبا ونحن جميعا مع باريس اليوم "، فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة في تغريدة على "تويتر": "أصبت بصدمة من رؤية الصور من باريس، حيث التهمت النيران كاتدرائية نوتردام"، مضيفا أن "أفكاره مع الشعب والحكومة الفرنسيين".

كما أعرب رجال الدين عن صدمتهم تجاه الحريق ، حيث نشرت صفحة الأزهر الرسمية على "تويتر" و"فيس بوك"، تغريدة بثلاث لغات وهي العربية والإنجليزية والفرنسية، عبر فيها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عن حزنه تجاه حريق كاتدرائية نوتردام الشهيرة بالعاصمة الفرنسية باريس، قائلا عبر "تويتر": "أشعر بالأسف تجاه حريق كاتدرائية نوتردام بباريس، هذه التحفة المعمارية التاريخية، قلوبنا مع إخواننا في فرنسا، لهم منا كل الدعم" ، فيما أعرب الفاتيكان عن صدمته إزاء الحادث ، وقال المتحدث باسم الحبر الأعظم إن "الفاتيكان يشعر بحزن عميق، ويعبر عن تضامنه مع كاثوليك فرنسا ويصلي من أجل رجال الإطفاء الذين يبذلون قصارى جهودهم".

وتمتلك كنيسة نوتردام محتويات ثمينة وكنوز تعجز الحضارة الإنسانية عن تقدير ثمنها ، بعضها تم إنقاذه والبعض الآخر أتى عليه الحريق ، الذي قضى على ١٠٠٠ متر مربع من الكنيسة الهيكلية الخشبية ( الغابة ) التي يرجع تاريخها للقرنين الـ ١٣، ١٤ ، وهذا شئ لا يمكن استعادته وتم إنقاذ إكليل الشوك الذي وضع على رأس المسيح أثناء صلبه بالإضافة إلى كتب دينية تعود لمئات السنين وأعمال فنية ذات قيمة دينية وثقافية وتاريخية .