في 12 شارع محمد صبري أبو علم بعابدين، عاش الشاعر فؤاد حداد، الذي وثق جهاز التنسيق الحضارى منزله من خلال وضع لافتة على باب العقار توضح تاريخ الميلاد في 28 أكتوبر سنة 1927، وتاريخ الوفاة في 1 نوفمبر 1985.
يأتى ذلك في إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.
ولد فؤاد سليم حدٌاد بحى الظاهر بالقاهرة في 28 أكتوبر 1928، والده سليم أمين حدٌاد ولد في بلدة 'عبية' بلبنان في أسرة مسيحية بروتستانتية لوالدين بسيطين اهتما بتعليمه حتي تخرج في الجامعة الأمريكية في بيروت متخصصًا في الرياضيات المالية ثم جاء إلى القاهرة قبيل الحرب العالمية الأولى ليعمل مدرسًا بكلية التجارة جامعة فؤاد الأول ويحصل علي لقب البكوية وعندما تنشأ نقابة التجاريين في مصر تمنحه العضوية رقم واحد، وما زالت كتبه وجداوله تدرس باسمه حتىالآن.
أما والدته فهي من مواليد القاهرة في 19 يونيو 1907م جاء أجدادها السوريون الكاثوليكيون الي مصر واستقروا فيها وولد أبواها في القاهرة. أبوها من عائلة أسود التي جاءت من دمشق الشام وأمها من عائلة بولاد من حلب، وفي المعتقل تحول "فؤاد حداد" إلى الإسلام.
تعلم في مدرسة الفرير ثم مدرسة الليسية الفرنسيتين، وكانت لديه منذ الصغر رغبة قوية للمعرفة والإطلاع على التراث الشعري الذي وجده في مكتبة والده، وكذلك على الأدب الفرنسي من أثر دراسته للغة الفرنسية. اعتقل فؤاد حداد عام1953 لأسباب سياسية، ثم عاد واعتقل مرة أخرى عام 1953.
نشر حداد ديوانه الأول "أحرار وراء القضبان" الذي كان اسمه "افرجوا عن المسجونين السياسين" بعد خروجه من المعتقل عام 1956، واعتقل مرة أخرى عام 1959 لمدة خمس سنوات، وخرج ليكتب في شكل جديد لم يكن موجودًا في الشعر العربي، وهو شعر العامية فكتب أشعار الرقصات مثل "الدبة" و"البغبغان" و"الثعبان" وغيرها.
كتب "المسحراتي" لسيد مكاوي 1964 وكتب له البرنامج الإذاعي "من نور الخيال وصنع الأجيال" 30 حلقة عام 1969 والذي كانت أغنية "الأرض بتتكلم عربي" قطعة منه. أصدر 33 ديوان منها 17 ديوان أثناء حياته والباقي بعد وفاته؛ ابنه الشاعر أمين حداد، وهو يعتبر أحد الشعراء الذين خرجوا من عباءة والده مسحراتي الشعراء، وله ابنان آخران هما سليم حداد وهو الأخ الأكبر وحسن حداد وهو الأخ الأصغر.
ترك فؤاد حداد العديد من الأشعار والملاحم الشعرية، التي تعد ثراثا شعريا، يمثل أيقونة من أيقونات الشعر العربي، وكان لشعره تأثيرا واسعا في وجدان القراء والشعراء معا، لما له من قضايا ناقشها وكتب عنها فى دواوينه، بل ويعتقد أنه شعره كان مؤثرا في أن يكون الأول من مايو من كل عام إجازة للاحتفال بعيد العمال.
وبدأ حداد، ملحمته الشعرية الإنسانية العالمية، التي تقع في 28 صفحة من القطع الكبيرة، يمزج فيها بين الشعر والنثر العاميين، بقوله: «يا أول مايو عيد الورد والعمال مش كنت فى مبدأك يوم الشهيد، مش كنت ليل باكى، محزون فى طرحة أرملة، متشعي لقمة يتيم، صبحت يوم الغضب، يوم الاحتجاج، يوم العلم في الطريق، صبحت يوم الكفاح وصبحت يوم النصر».
وبدأت مصر الاحتفال بـ «عيد العمال» رسميا للمرة الأولى في الأول من مايو 1964، بعد قرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، واعتبار هذا اليوم عطلة رسمية، وإقامة احتفال يتمثل في إلقاء الرئيس خطابًا سياسيًا أمام قيادات النقابيين من العمال.
ويُطلق على حداد، لقب فنان الشعب وأبو العامية المصرية، إذ إنه يعتبر بمثابة المؤسس الحقيقي لشعر العامية، وكان دائمًا يُعرف نفسه بقوله :"أنا والد الشعراء فؤاد حداد"، ويُلقب كذلك بـ "مسحراتي مصر" لأنه كان يكتب أشعار البرنامج الإذاعي المسحراتي في عام 1964.