الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"لسا" الجمالية ومحافظ الدقهلية


يظل الإنسان منا مهما اضطرته الظروف ودفعته الأسباب لأن يرتحل، ومهما أخذته السنون وأبعدته المسافات، يظل مشدودا لمنبت رأسه، ويظل فؤاده معلقا بتراب تلك البيئة التي نشأ فيها وتربى بين أهلها، وشهدت شوارعها ومنتدياتها أوقات نحاجه، ولحظات إخفاقه، لتختلط المشاعر بالأماكن، وتتكون الأفكار ممزوجة بالزمان والمكان.

ذلك الذي يجعل الإنسان منا، حتى لو استقر في كوكب غير الكوكب، دائم النظر إلى "قريته"، متابعا لما يحدث فيها، متفاعلا بما يعتمل فيها من عوامل، متمنيا لها كل الخير ولأهلها الذين هم أهله كل التفوق.

لست أنا وحيدا في هكذا حال، ولكني أزعم أن ذلك ينطبق على كل مصري، اختار له القدر أن يبتعد بجسده عن البيئة التي نشأ وتربى فيها، وعن الوطن.

إن أبناء مصر بالخارج -أجزم بذلك - يظلون مشدودين إلى وطنهم بكل جوارحهم، وأن عقولهم تظل مشغولة بكل قضايا الوطن، وأن أعينهم تظل معلقة بكل ما يحدث في مصر؛ وأنهم يَسْعَدون بكل تقدم ورقي لأبناء مصر في الداخل، وأنهم يتألمون لأي تقصير يسبب ضيقا وألما لنظرائهم في الداخل.

إنني - وأظن جميع أبناء مصر في الخارج - يتابعون عن كثب تلك المشروعات العملاقة التي أطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي يشعرون بها بالفخر، ويؤمنون أن ما يحققه الرئيس السيسي سيقود البلاد إلى مستقبل مشرق رائع لمصرنا الغالية. ذلك الذي هو في حاجة لأن يكون المسؤولون على مستوى تلك المسؤولية التي شرفهم بها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لا يكل ولا يمل. فنجده قبل الفجر في مؤسسة مصرية، ونراه في ملابس غير رسمية لمتابعة كل عمل وحدث، فيبذل مجهودا هائلا في متابعة كافة المشروعات: الكبيرة منها والصغيرة، وعلى المسؤولين التنفيذيين أن يتخذوا من الرئيس عبد الفتاح السيسي مثلا يقتدى ونموذجا يحتذى في المتابعة ومعالجة المشكلات، وإنهاء الأزمات التي تواجه المواطنين.

أن كل مصري بالخارج تظل عينه معلقة بمسقط رأسه يتابع عن كثب ما يحدث فيها، ويتفاعل مع ما تمر به من أحداث، وما يواجهها من مشكلات، ومن هنا - فلقد تابعت بل شاركت في حملة أبناء قريتي لسا الجمالية بمحافظة الدقهلية، والتي أطلقت تحت شعار "#ليسا_الجمالية_أغيثونا_أين_المحافظ" والتي تعكس مدى معاناة أهلنا بالقرية والتي تتمثل في "أكوام الزبالة تهالك الطريق الذي يربطها بمدينة الجمالية، والذي يربط محافظة الدقهلية بمحافظة دمياط، والذي أصبح في حالة يرثى لها. وناشدنا السيد محافظ الدقهلية الدكتور كمال شاروبيم بضرورة العمل على حل مشاكل القرية، فمن غير المقبول ولا المعقول في العام ٢٠١٩ وبعد أن خطت مصر في عهد الرئيس السيسي خطوات هامة في طريق التقدم أن تملأ "الزبالة" مدخل القرية وأن تنتشر الأكوام منها أمام المدارس ذلك الذي يسبب خطرا بالغا على أبنائنا في المدارس ولأهالي البلد عموما.

ولقد ناشدنا عبر صحيفتنا صدى البلد المتميزة السيد محافظ الدقهلية بإصدار أوامره إلى رئيس مجلس مدينة الجمالية بإزالة أكوام القمامة تلك ورصد ميزانية لإصلاح الطريق والعمل على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين.

في ذات الوقت الذي نشدد فيه على ضرورة أن يحاسب الدكتور كمال شاروبيم المقصرين في عملهم في مجلس محلي مدينة الجمالية، هذا التقصير الذي وصل إلى أشده فأصبحت القمامة أكواما أمام مدارس البلد في منظر مقزز لا يمكن أن يرضى عنه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ولا المحافظ، خاصة وأن رئيس مجلس المدينة السيد نادر محي الدين لم يحرك ساكنا بعدما قام الأهالي بتصوير أكوام الزبالة أمام المدارس، ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي هي بكل تأكيد قد وصلت إليه، وهو الذي - من المفترض- منوط به أن يتفقد الأماكن وأن يعمل جاهدا على التعرف على المشكلات وحلها.

إنني أتمنى على الدكتور كمال شاروبيم محافظ الدقهلية أن يخصص من وقته القليل لزيارة لسا الجمالية ليرى رُؤْيَ العين المعاناة التي يعيشها عشرات الآلاف من أبناء محافظته على أرض الواقع، ويضرب مثلا بالتحام المسؤول مع الشعب، وتفاعله مع المشكلات بحلها، متخذا من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي نموذجا وقدوة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط