قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أطلق عليه زملاؤه "النتن" وهرب من البروتوكول لرؤية بسطاء المصريين.. مواقف من حياة تشي جيفارا

جيفارا
جيفارا

«لا يهمني متى وأين سأموت.. لكن يهمني أن يبقى الثوار منتصبين، يملأون الأرض ضجيجًا، كي لا ينام العالم بكل ثقله فوق أجساد البائسين والفقراء والمظلومين»، واحدة من أكثر العبارات المأثورة والخالدة للثائر الطبيب تشي جيفارا، والتي تظل شاهدة على كرهه للظلم في كل البلاد.

أينما ذكرت مجال في الطب أو الكتابة وحتى في زعامة العصابات فهو مبدعا من مبدعيه، إلا وأن الأهم أنه أحد أهم الشخصيات الرئيسية في الثورة الكوبية، الذي أصبح منذ مقتله شخصية سياسية أسطورية، وغالبًا ما يتم ربط اسمه بالتمرد والثورة والاشتراكية.

ولد إرنستو تشي جيفارا دي لا سيرنا، في روزاريو في الأرجنتين عام 1928م، لعائلة من أصول ايرلندية وإسبانية، والأخ الأكبر لـ 5 أشقاء، لكنه أصيب بمرض الربو في سن مبكر من حياته لكنه لم يمنعه من ممارسة رياضات السباحة ولعب كرة القدم والجولف والرماية والدراجات وتعلم الشطرنج من والده.

لقبه زملاؤه في صغره بـ «تشانشو» ومعناها الخنزير، ولقب بذلك لكونه لم يكن كثير الاستحمام، وكان يرتدي قميصا واحدا طوال الأسبوع وكان يفخر بذلك، ورغم استهجان من حوله لتلك العادات، إلا أنه لم يتغير واستمر على ذلك طوال حياته.

عرف عن جيفارا ولعه الشديد بالشعر والقراءة، حتى ان منزله كان يحوي أكثر من ثلاثة آلاف كتاب، مما سمح له أن يكون قارئا متحمسا وانتقائيا، حتى أنه كان يقرأ لكارل ماركس وويليام فوكنر وأندريه جيد واميليو سالغارى وجول فيرن.

التحق "تشي" بكلية الطب جامعة بوينس آيرس عام 1948، لكنه بعد تخرجه من الكلية قرر التخلي عن مهنة الطب، مندمجا في الساحة السياسية والكفاح، معتقدا أن الثورة وحدها التي يمكن أن تحقق العدالة لشعب أمريكا الجنوبية.

خلال فترة إعداد "جيفارا " للثورة في كوبا بالتعاون مع فيدل كاسترو قائد الثورة الكوبية، كان مولعا بما يقوم به الرئيس جمال عبدالناصر في مصر، ونجاح ثورته في يوليو 1952 للتخلص من الملكية، وما قام به من تأميم شركة قناة السويس للملاحة البحرية كشركة مساهمة مصرية، حتى أنه حكى للرئيس جمال عبدالناصر عن أنه وكاسترو رفعا صورة عبدالناصر عندما سمعا بإعلان مصر تأميم قناة السويس.

وبعد نجاح الثورة الكوبية، أرسل الرئيس الكوبي فيدل كاسترو قائد الثورة، وفدا رفيع المستوى على رأسه "تشي جيفارا" والذي خرج لتوديع هذا الوفد حشد كبير من الجماهير الكوبية يتقدمهم الرئيس الكوبي كاسترو في يونيو 1959م، وكانت قبلته نحو القاهرة لشرح أهداف الثورة وخططها وتوجهاتها، حسبما يذكر عبدالحسين شعبان فى كتابه «كوبا الحلم الغامض».

زار "جيفارا" مصر مرتين خلال كلاهما خلال فترة حكم الرئيس جمال عبدالناصر، كانت الزيارة الأولى في يونيو عام 1959 عندما وصل تشي جيفارا إلى القاهرة في زيارة مدتها خمسة عشر يوما لدراسة تجربة الإصلاح الزراعى في مصر وكانت هذه هى أول مرة يلتقي فيها عبدالناصر وجيفارا، والتي استقبله فيها عبدالناصر بعد وصوله القاهرة، وأقام له حفل عشاء فى قصر القبة، حسب ما جاء في كتاب «عبدالناصر والعالم» للكاتب محمد حسنين هيكل.

لم يكن «جيفارا» يحب البروتوكول الدبلوماسي أو السجادة الحمراء التى يفرشها له مستقبلوه المصريون، حتى أنه عمل عدة مرات على تضليل مرافقيه ليذهب إلى المناطق الشعبية ويلتقي بالناس البسطاء، وهو ما وثقته صورة له خلال زيارته للمزاعين بقرية الزنكلون بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية.

الزيارة الثانية لـ «جيفارا» كانت في فبراير 1965 ونظم عبدالناصر خلالها حفلًا أهدى فيه جيفارا وسام الجمهورية العربية المتحدة من الدرجة الأولى وكانت هذه الزيارة أول زيارة لجيفارا لدول عربية بعد الثورة الكوبية وألقى بعدها على المصريين خطابًا عن الثورة الكوبية، وعن المساواة الاجتماعية والثورة الصناعية.

ظل عبدالناصر بمثابة القدوة للرئيس الكوبي فيدل كاسترو وللمناضل تشي جيفارا، حتى بعد وفاة الرئيس عبدالناصر نعاه الرئيس الكوبي قائلا: «إن وفاته خسارة كبيرة للعالم وللحركة الثورية العربية فى وقت تحاك من حولها مؤامرات الإمبريالية».