«لا يهمني متى وأين سأموت.. لكن يهمني أن يبقى الثوار منتصبين، يملأون الأرض ضجيجًا، كي لا ينام العالم بكل ثقله فوق أجساد البائسين والفقراء والمظلومين»، واحدة من أكثر العبارات المأثورة والخالدة للثائر الطبيب تشي جيفارا، والتي تظل شاهدة على كرهه للظلم في كل البلاد.
أينما ذكرت مجال في الطب أو الكتابة وحتى في زعامة العصابات فهو مبدعا من مبدعيه، إلا وأن الأهم أنه أحد أهم الشخصيات الرئيسية في الثورة الكوبية، الذي أصبح منذ مقتله شخصية سياسية أسطورية، وغالبًا ما يتم ربط اسمه بالتمرد والثورة والاشتراكية.
ولد إرنستو تشي جيفارا دي لا سيرنا، في روزاريو في الأرجنتين عام 1928م، لعائلة من أصول ايرلندية وإسبانية، والأخ الأكبر لـ 5 أشقاء، لكنه أصيب بمرض الربو في سن مبكر من حياته لكنه لم يمنعه من ممارسة رياضات السباحة ولعب كرة القدم والجولف والرماية والدراجات وتعلم الشطرنج من والده.

عرف عن جيفارا ولعه الشديد بالشعر والقراءة، حتى ان منزله كان يحوي أكثر من ثلاثة آلاف كتاب، مما سمح له أن يكون قارئا متحمسا وانتقائيا، حتى أنه كان يقرأ لكارل ماركس وويليام فوكنر وأندريه جيد واميليو سالغارى وجول فيرن.
التحق "تشي" بكلية الطب جامعة بوينس آيرس عام 1948، لكنه بعد تخرجه من الكلية قرر التخلي عن مهنة الطب، مندمجا في الساحة السياسية والكفاح، معتقدا أن الثورة وحدها التي يمكن أن تحقق العدالة لشعب أمريكا الجنوبية.

وبعد نجاح الثورة الكوبية، أرسل الرئيس الكوبي فيدل كاسترو قائد الثورة، وفدا رفيع المستوى على رأسه "تشي جيفارا" والذي خرج لتوديع هذا الوفد حشد كبير من الجماهير الكوبية يتقدمهم الرئيس الكوبي كاسترو في يونيو 1959م، وكانت قبلته نحو القاهرة لشرح أهداف الثورة وخططها وتوجهاتها، حسبما يذكر عبدالحسين شعبان فى كتابه «كوبا الحلم الغامض».

لم يكن «جيفارا» يحب البروتوكول الدبلوماسي أو السجادة الحمراء التى يفرشها له مستقبلوه المصريون، حتى أنه عمل عدة مرات على تضليل مرافقيه ليذهب إلى المناطق الشعبية ويلتقي بالناس البسطاء، وهو ما وثقته صورة له خلال زيارته للمزاعين بقرية الزنكلون بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية.

ظل عبدالناصر بمثابة القدوة للرئيس الكوبي فيدل كاسترو وللمناضل تشي جيفارا، حتى بعد وفاة الرئيس عبدالناصر نعاه الرئيس الكوبي قائلا: «إن وفاته خسارة كبيرة للعالم وللحركة الثورية العربية فى وقت تحاك من حولها مؤامرات الإمبريالية».