الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: التوبة إلى الله لا يمنعها كثرة الذنوب والكبائر

صدى البلد

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق أن التوبة ينتج عنها المراجعة، ونلاحظ هنا خطورة تفريغ التوبة من معناها الدنيوي وقصرها على معناها الغيبي، فقد ذكرت الآية السابقة ﴿ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِى فَضْلٍ فَضْلَهُ﴾. وأجل مسمى أي إلى مدة حياتكم فإن أرجعنا لها الجانب الآخر يتضح لنا إعجاز القرآن ويتضح لنا عموم ألفاظه.

وأضاف جمعة في بيان له عبر صفحته الرسمية بفيسبوك أن التوبة إلى الله لا يمنعها كثرة الذنوب والكبائر، بل إن الله أتى بأرجى آية في كتابه الكريم مع شدة الإسراف على النفس، قال تعالى : ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ﴾.

وطالب جمعة قائلا: على المسلم أن يزيد من الرجاء عند الوقوع في الزلات، وليس العكس وهنا معنى لطيف تكلم عنه أهل الله، فإن نقص الرجاء عند الوقوع في الزلات علامة أن الاعتماد في الغفران لم يكن على الله، بل كان على العمل، وينبغي للمسلم أن يعتمد في رجائه وطلب المغفرة على صفات الجمال لله التي لا تنقص بالذنوب، فهو سبحانه الرحمن الرحيم الغفور الغفار التواب، نرجوه لأجل ذلك فلا ينقص الرجاء مع الذنوب، وفي هذا المعنى يقول سيدي ابن عطاء الله السكندري -رضي الله عنه- : «من علامة الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وجود الزلل» وهي أولى الحكم التي بدأ به كتابه العظيم [الحكم العطائية] في إشارة إلى أن بداية الطريق تكون بالتوبة والاعتماد على الله وحده.

وتابع: لذا ترى النبي ﷺ يقص على أصحابه قصة قاتل المائة، وهو يريد أن يتوب بعد كل هذه الذنوب، والله يقول : ﴿أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة :32]، فكم مرة قتل هذا الرجل الناس جميعا ؟ رغم كل هذه الذنوب أراد التوبة، وانتظره ربه، وفرح بعودته والنبي ﷺ يقول : «والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أقبل إلي يمشى أقبلت إليه أهرول» [رواه مسلم]