الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبعاد وألغاز صفقة القرن (1)


كشفت واشنطن عن تفاصيل حول الجانب الاقتصادي لـ"صفقة القرن"، وقالت إنها تهدف إلى استثمارات بقيمة تتجاوز 50 مليار دولار لصالح الفلسطينيين وإلى مضاعفة إجمالي ناتجهم المحلي خلال عشرة أعوام، وعقب هذه التصريحات جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه لمؤتمر البحرين.

وأعلنت الولايات المتحدة، "السبت" أن خطتها للسلام في الشرق الأوسط والمعروفة بـ"صفقة القرن" والتي سيُعرض الشق الاقتصادي منها الأسبوع المقبل في البحرين، تهدف إلى استثمارات بقيمة تتجاوز خمسين مليار دولار لصالح الفلسطينيين وإلى مضاعفة إجمالي ناتجهم المحلي خلال عشرة أعوام.

وقالت إدارة دونالد ترامب التي تدلي للمرة الأولى بتفاصيل عن هذه الخطة، إن المبادرة ستحاول إصلاح الاقتصاد الفلسطيني وربطه بجيرانه بهدف اجتذاب استثمارات دولية هائلة، ويشكل مؤتمر المنامة الذي سيعقد يومي 25 و26 يونيو برئاسة جاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس الأمريكي، فرصة لعرض هذه الخطة المنتظرة منذ وقت طويل، والتي ستتضمن لاحقا جانبا سياسيا بحسب مسؤولين، لكن السلطة الفلسطينية تقاطع هذه الورشة التي تحمل عنوان "من السلام إلى الازدهار"، معتبرة أن إدارة ترامب التي تعلن دعمها لإسرائيل، تسعى إلى شراء الفلسطينيين وحرمانهم من دولة مستقلة.

من جهته، يرى البيت الأبيض أن هذه الخطة تاريخية، على أن يتم بحثها تفصيلا في البحرين مع مسؤولين ماليين خليجيين، وقال البيت الأبيض في وثيقة نشرت السبت إن الخطة تشكل الجهود الدولية الأكثر طموحا والأكثر شمولا بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني حتى الآن، ووفقا لمخططيها فهى خطة يمكنها أن تحول الضفة الغربية وغزة بشكل جذري وتفتح فصلا جديدا في التاريخ الفلسطيني، فصلا لا يتحدد عبر المحن والخسائر بل عبر الحرية والكرامة.

وأكد البيت الأبيض أن الخطة يمكن أن تحدث تحولا في الاقتصاد الفلسطيني عبر تأمين أكثر من مليون وظيفة، ولعدم إثارة غضب المسؤولين الفلسطينيين مجددا، أوضحت الإدارة الأمريكية أن المال المرصود سيتولى إدارته البنك دولي للتنمية بغية تجنب الفساد.

وبعد إعلان واشنطن أولى التفاصيل عن الجانب الاقتصادي من خطتها لتسوية النزاع في الشرق الأوسط، جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت، رفضه مؤتمر البحرين، وقال عباس قبل انعقاد اللجنة المركزية لحركة فتح في مكتبه برام الله "بالنسبة لورشة المنامة في البحرين، قلنا إننا لن نحضر هذه الورشة، والسبب أن بحث الوضع الاقتصادي لا يجوز أن يتم قبل أن يكون هناك بحث للوضع السياسي، وما دام لا يوجد وضع سياسي فمعنى ذلك أننا لا نتعامل مع أي وضع اقتصادي".

من جانبها أعلنت وزارة الخارجية المصرية السبت مشاركة القاهرة في مؤتمر البحرين الذي سيعرض فيه الجانب الاقتصادي من خطة التسوية، على أن يكون التمثيل على مستوى وزارة المالية، وفي وقت سابق قالت وزارة الخارجية الأردنية إن الأردن قرر المشاركة في مؤتمر البحرين، لكنها شددت على تمسك عمان بحل الدولتين كسبيل وحيد لتسوية النزاع الفسطيني الإسرائيلي.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين سفيان القضاة في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية إن "الأردن قرر أن يشارك في ورشة العمل الاقتصادية التي دعت إليها الولايات المتحدة الأمريكية ومملكة البحرين الشقيقة في المنامة يومي 25 و26 يونيو 2019 على مستوى أمين عام وزارة المالية للاستماع لما سيطرح والتعامل معه"، وشدد على "مبادئ الأردن الثابتة" القائمة على أن "القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى، ولا بديل لحل الدولتين الذي يضمن جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وفِي مقدمها حقه في الحرية والدولة على ترابه الوطني وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

وتأتى العناصر المالية لصفقة القرن فى التالى:
1- الأراضي الفلسطينية المتعثرة اقتصاديا على مدار عشر سنوات في حين سيتم تقسيم المبلغ المتبقي بين مصر ولبنان والأردن.
2- - إقامة مشروعات في شبه جزيرة سيناء المصرية التي يمكن أن تفيد الاستثمارات فيها الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة المجاور
3- رصد نحو مليار دولار لبناء قطاع السياحة في الضفة وغزة
4- إقامة ممر لتنقل الفلسطينيين بين الضفة الغربية وقطاع غزة يمر عبر إسرائيل، ويشمل ذلك طريقا سريعا وربما يشمل أيضا مد خط للسكك الحديدية.
5- ستغطي بعض الدول، وبشكل أساسي دول الخليج الغنية، ومستثمرو القطاع الخاص قدرا كبيرا من تكاليف "صفقة القرن".
6- سيتم تأسيس صندوق استثمار جديد يديره "مصرف للتنمية متعدد الأطراف"، حيث ستتولى جهات إقراض عالمية من بينها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ستساهم في تأسيسه.
7- عرض حوافز اقتصادية لتظهر للفلسطينيين إمكانية وجود مستقبل مزدهر لهم إذا عادوا إلى طاولة التفاوض من أجل التوصل لاتفاق سلام.
8- ستوفر الخطة، إذا نفذت، مليون وظيفة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
9- وستقلل "صفقة القرن" من الفقر بين الفلسطينيين إلى النصف وستزيد الناتج الإجمالي المحلي الفلسطيني للمثلين.
10- تماثل "صفقة القرن" خطة مارشال التي طرحتها واشنطن في عام 1948 لإعادة إعمار أوروبا الغربية من دمار الحرب العالمية الثانية. لكن على خلاف تمويل الولايات المتحدة لخطة مارشال تعتمد المبادرة المطروحة على إلقاء أغلب العبء المالي على دول بعينها.
11- ستضخ الولايات المتحدة استثمارا كبيرا في صفقة القرن إذا توفرت آليات الحوكمة الجيدة. لكنه لم يحدد المبلغ الذي قد يساهم به ترامب المعروف بعزوفه عن المساعدات الأجنبية.

ويمكن النظر للصفقة على أنها عملية متغيرة ولها ألغاز معقدة فى قول آخر إن صفقة القرن ليست وثيقة محددة بل أفكار وقيم متغيرة وفق القدرة على السيطرة الإسرائلية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط