الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«كانسر» الحبر الأسود


شددت الرحال إلي "الصحافة" بمشورة من وجداني وإيماننا بقيمة "القلم" وبعد أن وَقَعَتْ عين كبير الكشافين "عبد الله كمال" رئيس التحرير أنذاك عليّ في 2005، وأنا رحالة في مهنة "البحث عن المتاعب" فأمرض عندما تئن الصنعة،وأتأوه عندما تجف الأقلام، وأُتَوَعِّك عندما يندثر أسطوات المهنة.

حقاّ لقد حان وقت التزامي بفراش المرض الصحفي، منتظرا للمهنة طبيب يداويها ، بروشتة إنقاذ للصحافة الورقية، المصابة بهبوط حاد في التوزيع حتي بلغت أعتي نسبة توزيع 65الفا ،في بلد تعداده 100 مليون، وموت إكلينيكي للمحتوي ،وزهايمر للمصداقية والمهنية، وضربها "كانسر" المواقع الإلكترونية حتي عجزت "الجرائد والمجلات"عن الإلتزام بمصروفات طباعتها من أحبار وأوراق وماكينات وعمالة،وربما بعضها لا يستطيع أن يأتي ب "حَقْ بنزين" عربيات توزيعها علي أكشاك الصحافة.

وفي الوقت الذي تحتاج فيه صحافة "الحبر الأسود" إلي "إسبتاليا" لدخول رعاية المسئولين عن المهنة،ووضعها تحت الملاحظة للتشخيص، إذ تفاجأ بلغز الشفاء هو زيادة أسعار الصحف بدءا من الشهر الجاري.

لا ننكر أن أسعار مستلزمات الطباعة تتكاثر سنويا ، لكن في ظل تراجع القراء عن الشراء،وتلامس مرتجعات الصحف والمجلات أسقف المخازن، تصبح زيادة الأسعار عبئا يُعَجّل بالجنازة المؤجلة للصحافة الورقية.

لذلك فإن تصوير المشهد وإخراجه في زيادة الأسعار، سَيُفشّل الصحافة الورقية لتصبح مطبوعات بلا قراء وبالتالي بلا تأثير في الرأي العام، وهي الوظيفة التي إن فقدتها سيصبح بقاؤها كالعدم.

وربما القول بتخفيض عدد أوراق الجرائد والمجلات ، مقابل بقاء أسعارها علي ما هو عليه أهم وأجدي!وبالتالي علي أقل تقدير سنحتفظ بعدد القراء ونحافظ علي الجانب الريعي من توزيعها.

لكن هذا الحل لم يجدي بصورة كبيرة في ظل عدم ترشيد النفقات والسفريات والبدلات والسيارات،وفي ظل المنتج الصحفي الحالي الذي يقدم طبخة إخبارية "بايته" علي المواقع الإلكترونية قبلها ب 24 ساعة ، وفي ظل الإلكتروني المجاني مقارنة بالورقي غير المجاني،وفي ظل البطالة المقننة والمقنعة-ترهل إداري وصحفي- داخل المؤسسات الصحفية والتي تكلف خزانتها خسائر مالية كبيرة تستنزف مواردها،خاصة مع التوجه العام برفع الدولة يدها عن المؤسسات الصحفية –وهذا حقها- لتكون كيانات إقتصادية ذات طابع خاص ومستقل.

تحتاج المهنة إلي جرعة مُنشطات تُصرف من نقابة الصحفيين والهيئة الوطنية للصحافة،لمداواة خيانة أمانة التشخيص المبكر للصحافة الكلاسيكية منذ إنهيارها، وتبقي الإجابة علي الأسئلة الأربعة ”لماذا أدفع مقابلا لشيء يمكنني الحصول عليه مجانا؟ ولماذا نخسر القراء من فئة الشباب؟ولماذا عزف المعلن؟ولماذا المحتوي الصحفي الورقي"بعافيتين"؟ يزيد من إحتمالات الشفاء من الوعكة.

لكن يبقي العناد والمكايدة بترويج فكرة أن الشعب المصري ليس بقارئ ! شماعة كلنا لن نقبلها،ولكم في عداد قراءات المواقع الإلكترونية والإقبال الشديد علي معرض الكتاب الاخير عبرة وعظة ومثال حي.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط