الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مدير المنظمة العربية للطيران المدني: المهاجر العربي يستحق تذكرة مجانية والممرات الملاحية تأثرت بأوضاع المنطقة وتحرير الأجواء يحتاج وقتا

المهندس عبدالنبي
المهندس عبدالنبي منار مدير المنظمة العربية للطيران المدني

عبدالنبي منار:
- الوضع العام للنقل الجوي العربي مُشرف
- سلطات الطيران المدني العربية لديها قناعة باتفاقية تحرير الأجواء
- إعادة النظر في اتفاقية تحرير الأجواء قبل تنفيذها لطمأنة الناقلات العربية
- الوضع الجيوسياسي للمنطقة العربية يوثر نسبيًا على أداء الممرات الجوية
- نعمل بالتنسيق مع المنظمات الدولية لعدم الازدواجية في الاختصاصات
- الناقل الجوي المصري لديه منهجية جيدة في المنافسة
- المطارات الجديدة تتماشي مع خطوات الدول العربية التنموية
- التنسيق والتعاون العربي في مجال التدريب لم يتوفر بعد
- المنافسة العادلة والحفاظ على البيئة أبرز التحديات


"رغم كل التحديات التي تواجهها صناعة النقل الجوي عالميًا، مازال قطاع النقل الجوي العربي يحتفظ بوجهه المشرف أمام العالم، بتقلد عدد من الناقلات العربية مراتب متقدمة لم تكن هي الأولى على المستوى العالمي، إلا أنها تحافظ على مكانتها المتقدمة".. هكذا وصف المدير العام للمنظمة العربية للطيران المدني المهندس عبدالنبي منار، وضع صناعة النقل الجوي العربي بين دول العالم.

رأى أن جانب المنافسة والحفاظ على البيئة، هي أبرز التحديات التي تواجه صناعة النقل الجوي العربي، فضلا عن الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة، حيث أن التدريب في الإطار العربي لم يتوفر بعد، وأن التنسيق الكامل في هذا المجال بين المؤسسات والهياكل العربية مازال غائبًا.

وحول "اتفاقية دمشق" لتحرير الأجواء العربية، قال، في حواره مع "صدى البلد"، إن هناك من الناقلات العربية ما تحتاج إلى مزيد من الطمأنة قبل تنفيذ الاتفاقية التي لازالت غير مفعلة حتى الآن، وما زالت تجري المنظمة مناقشات ودراسات جادة لتعديلها بما يخدم مصالح كافة الدول الأعضاء.

تساؤلات عدة حول صناعة النقل الجوي العربي والتحديات التي يواجهها، أجاب عنها المهندس عبدالنبي منار المدير العام للمنظمة العربية للطيران المدني، خلال حواره مع "صدى البلد".

وإلى نص الحوار:-

في البداية.. حدثنا عن اجتماعات الدورة 28 للجنة المنظمات التي عقدت بالقاهرة الاسبوع المنقضي؟

اجتماع القاهرة كان للجنة إشراف ومتابعة عمليات التدبير المالي والإداري، ناقش على مدى خمسة أيام مواضيع دورية متعلقة بتقارير انجازات المنظمات العربية والحسابات الختامية وهيئات الرقابة المالية والإدارية للمنظمات العربية وتقارير اللجان الفرعية، تم أخذ توصيات سترفع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في دورته القادمة، تكون من شأنه تحسين أداء المنظمة ودعمها للعمل العربي المشترك.

ماذا عن العمل العربي المشترك ودور المنظمة التنسيقي على مستوى الدول؟

المنظمة دورها محدد في أهداف متعلقة بالعمل العربي المشترك بشكل عام وخاصة في مجال النقل الجوي الذي يمثل سلطات الطيران المدني على مستوى الدول والناقلات العربية الوطنية، حيث تعمل على جانبي التنسيق والتكامل، من حيث بناء القدرات وتقديم الخبرة، فضلا عن العمل على الحفاظ على مصالح الدول العربية الأعضاء في المحافل الدولية المعنية بطبيعة صناعة النقل الجوي التي تخضع لإطار دولي في اتخاذ القرارات.

كيف ترى وتقيم واقع صناعة الطيران العربي حاليًا؟

الوضع العام للنقل الجوي العربي "مُشرف"، هناك بعض الدول العربية مثل دول الخليج تتقلد مراتب متقدمة لم تكن من الأولى على المستوى العالمي، ولكن تواجد الدول العربية على مستوى الطيران المدني الدولي شئ مُشرف أيضا بوضعه الممثل في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي، المكون من ثلاث فئات تقع الدول العربية بينهم مصر والمملكة العربية السعودية في الفئه الثانية ذات أكبر مساهمة في تأمين نظام الملاحة الجوية، أما الفئة الثالثة ذات التمثيل الجغرافي لكل مناطق العالم تقع بها الجزائر والإمارات عن منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط والخليج.

وبهذا التمثيل للمجموعة العربية يمكنها أن تكون على اطلاع بالتطورات التي تحدث على مستوى المنظمة والتحديات المطروحة أيضا، فهناك تنسيق مع الدول الأعضاء والمنظمة العربية للتنمية لكي يكون هناك تأثير في صنع القرار الدولي.

حدثنا عن مدى التنسيق والتكامل بين الدول العربية في صناعة النقل الجوي؟

النقل الجوي هو بالاساس موضوع سيادي على مستوى المنظمة العالمية للطيران المدني، وهناك سياسات محددة للنقل الجوي ودلائل استراشادية وتوجيهات ومحاولة تنسيق بين الدول، وبالنسبة للدول العربية هناك مشروع اتفاقية تحرير الأجواء اتفاقية "دمشق" للدول العربية، لم نستوفي كل الاجراءات الخاصة بها حتى الآن لبدء تنفيذها، ولكن موقع عليها من قبل 11 دولة بينهم القاهرة، وهي مطلب حيوي الآن، وتم اعتمادها من قبل الجمعية العامة للمنظمة، بموافقة نحو 22 دولة أخرهم دولة جزر القمر انضمت في مايو الماضي.

ماذا عن موقف الدول العربية التي تمثلها سلطات الطيران المدني تجاه هذه الاتفاقية؟

سلطات الطيران المدني في الدول العربية لديها قناعة بالاتفاقية، ولكن هناك حاجة لمزيد من الإقناع لطمأنة الناقلات العربية، لتكون محافظة مصالحها التجارية.

في رأيك.. لماذا تتخوف بعض الناقلات العربية من تحرير الأجواء؟

الناقلات ذات حصة الأسد ليس لديها تخوف تجاه الاتفاقية، ولكن الشركات المتوسطة لديها بعض التخوفات من الاتفاقية، ونحن نعمل على طمأنتها بأن لا يكون هناك ضرر على حصتها في السوق وعلى نشاطها التجاري، وهي مخاوف تثير الشركات، فنحن نتحدث عن التنمية المستدامة أي أننا نريد الاستدامة والاستمرارية للجميع، فالموضوع يحتاج إلى إعادة طرحه ومحاولة التوافق مع أراء كل الدول الأعضاء، وأن يكون هناك ضمانة استمرارية النشاط لكل الناقلات العربية، ويتطلب أن يكون هناك تنازل من بعض الأطراف، وربما إعادة النظر بها وإدخال بعض الإجراءات المواكبة لتجعل من التنفيذ أن يتم بعد ضرر بالمصالح، فمن الممكن أن توثق وتكون مرحلة تجريبية ويتم التقييم قبل تنفيذها.

ما الذي تضيفه اتفاقية تحرير الأجواء العربية للدول؟

هناك شيئان تضيفهما، الدعم الاقتصادي للدول من حيث الناتج الداخلي، والرفع من فرص العمل، ربما التخوف من التأثير السلبي يكون بالنسبة للنقل الجوي، ولكن على المستوى الاقتصادي للدول هو مربح، فدولنا العربية يعتمد اقتصادها نسبيا على النشاط السياحي مثل مصر، وكلما مارفعنا القيود عن النقل الجوي وأصبح أكثر حرية وتحديد تكلفة النقل وتخفيض أسعاره كلما كلما فتح المجال الجوي لفئات وشرائح مختلفة من المجتمع وهو ما سيرفع من عدد المسافرين، حيث أن نسبة السياح للدول العربية أكبر نسبة تكون عن طريق النقل الجوي.

هناك من الدول العربية بالفعل من لديه اتفاقيات ثنائية بتحرير الأجواء.. هل هي غير كافية؟

نعم، الدول العربية لديها بالفعل اتفاقية تحرير الأجواء مع دول أخرى إما بشكل ثنائي مع دول عربية أو أخرى غير عربية، فالمصلحة واحدة هو الرفع من حركة النقل الجوي وعدد المسافرين لكي يساهموا في النشاط الاقتصادي للدول، وكذلك الجاليات العربية في الخارج، فالمهاجر العربي إذا أعطيته فرصة للسفر لأكثر من مرة في العام يكون أفضل، فالقيمة الذي يضيفها لبلاده والدعم الذي يقدمه من العمله أكبر بكثير من ثمن التذكرة، "لو كان بإمكاني أن أمنح هذا المهاجر تذكرة بالمجان لمنحتها له مقابل ما يضيفه لدولته".

النقل الجوي العالمي يواجه تحديات كبيرة.. ماذا عن النقل الجوي العربي؟

هناك موضوعات تُشكل تحديات بالنسبة للنقل الجوي العربي وخاصة جانب المنافسة والحفاظ على البيئة، حيث أن موضوع المنافسة العادلة، يجب أن نكون واعين بأن تكون المنافسة عادلة ولا تضر بحقوق الناقلات العربية، وهناك تحديات أيضا تهم جانب أمن وسلامة الطيران حيث شهدنا التضييق على بعض الناقلات العربية بسبب شروط تم وضعها تتعلق بالسلامة والأمن، التحديات الأخرى تشمل حماية البيئة والاعتماد على أساطيل طائرات حديثة صديقة للبيئة، إلى جانب توافر الكوادر البشرية المؤهلة، سيتم مناقشة هذه الأمور في اجتماع الجمعية العمومية المقبل، في دروته الأربعين مقرر انعقاده في سبتمبر وأكتوبر المقبلين.

ماذا عن التحدي الخاص بالممرات الجوية في أجواء الدول العربية وإغلاق البعض؟

الوضع الجيوسياسي للمنطقة العربية يوثر نسبيًا على أداء الممرات الجوية، ومن المفترض على المستوى الدولي أن تكون هذه الممرات أكثر جدوى بالنسبة للناقلات، تكون مباشرة أكثر وأقل كثافة، فهناك مناطق محظورة الطيران بها، وهو ما يرفع من مسافة الرحلات، الذي ينعكس على التكلفة وثمن التذكرة وهو ما يضر بنشاط الشركات.

ما الدور الذي تلعبه المنظمة بالتعاون مع المنظمات الدولية بشأن هذا التحدي؟

المنظمة العربية للطيران المدني منظمة إقليمية والدول الأعضاء بها، أعضاء في منظمة الطيران الدولي المدني، لذا نحاول أن لا يكون تداخلا أو ازوداجية في الاختصاصات، ونعمل بتسيق مع منظمة الطيران المدني الدولي، من خلال المكاتب الاقليمية، بشأن هذا التحدي وغيره، فهناك من الممرات ربما موقوف لأسباب مختلفة، منها عدم تأمين الممرات حيث أن شركات التأمين التي كانت تلجأ لها الناقلات، أصبحت نتيجة للتوترات في عدة مناطق لا تتحمل المسئولية وهو ما يجعل الشركات تغير ممراتها.

بالإضافة إلى أن تنظيم الممرات يتم من خلال مجموعة خبراء تخطيط على مستوى العالم يعملون على اعداد مخطط ملاحة جوية، يتم تحيينها بشكل مستمر يحدد المطارات وخدمات الملاحة الجوية وكل شروط السلامة لتأمين الرحلات على مستوى المجال الجوي والمطارات، هذه المجموعة ممثلين عن الدول من سلطات الطيران وشركات النقل الجوي ومراقبين جويين وفنيين وطيارين يعملوا جميعا على تحسين الممرات.

مدى التنسيق والتعاون في تبادل الخبرات ومجال التدريب وتأهيل الكوادر بين الدول العربية؟

كل دولة لديها هياكل تدريب ومؤسسات تدريب، لكن مازال التنسيق والتعاون في التدريب في الإطار العربي لم يتوفر ومُفتقد بين المؤسسات، والمنظمة العربية للطيران المدني حتى الآن لم تتطرق للموضوع، ولكن سنعمل عليه خلال الفترة المقبلة بالتنسيق مع مؤسسات التدريب ليكون هناك تعاون بين الدول بالنسبة للكوادر التي تحتاج إلى تأهيلات واجازات بحيث يكون هناك اعتراف متبادل.

مدى الدعم والتعاون الذي تقدمه سلطات الطيران المدني بينها القاهرة إلى المنظمة العربية؟

مصر دولة عضوة في المنظمة وهناك دعم من ناحية الكوادر والتدريب، حيث أن سلطة الطيران المدني المصري سباقة في ذلك، حيث أنها تستضيف دورات تدريبية للمنظمة تضم ممثلين عن دول عربية، وذلك في إطار الدعم والتدريب.

كيف ترى توسع الدول العربية بينها مصر في إنشاء المطارات الجديدة؟

المطارات الجديدة للدول العربية تدخل في إطار تحديث بناها التحتيه، وهو يتماشي مع توقعات الزيادة المطردة في الحركة الجوية، فهذا من مسئوليات الدول العربية ومصر تتماشي مع هذه المخططات.

أخيرًا.. كيف ترى النقل الوطني لجمهورية مصر العربية؟ 

النقل الجوي الوطني المصري، لديه منهجية جيدة في المنافسة، يقابلها جودة الخدمات مع التكلفة، حيث أن تكلفته تتناسب مع خدماته المقدمة للعملاء.