الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.محمد فوزي يكتب: الدجل والشعوذة في قرى مصر.. إلى أين؟

صدى البلد

سمعنا فى الأيام القليلة الماضية عن اكتشاف الأهالى فى إحدى قرى محافظة القليوبية لأعمال سحر وشعوذة مدفونة بمقابر تلك القرية، مما شجع المزيد من قرى المحافظة والمحافظات الأخرى على اقتفاء أثر تلك القرية،والقيام بمزيد من الحملات بهدف تطهير المقابر من تلك الأعمال القبيحة التى لا يقرها عرف أو دين.

وعند الحديث عن تلك الأمور لابد وأن نستعرض سويًا أصل هذه الأمور وحكم الشرع فيها والدوافع التى تدفع الناس للجوء إليها، ووضع الحلول للوقاية منها.

يجب التأكيد فى البداية على أمر مهم ألا وهو تحذير النبى صلى الله عليه وسلم من الذهاب إلى العرافين والكهنة لأنه يبطل العمل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أتى عرّافًا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة" صحيح مسلم. فالتحذير والنهى فى هذا الحديث واضح وصريح لا لبس فيه ولا غموض حيث نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن الذهاب إلى أمثال هؤلاء وسؤالهم عن أى شيء.

وفى حديث آخر يقول النبى صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم"رواه أحمد.

وللأسف يلجأ البعض لا سيما النساء فى القرى إلى مثل هذه التصرفات القبيحة، وحتى يتم القضاء على هذه الظاهرة وتجنب الأذى لابد من أمور:
1- تحصين النفس بالرقية الشرعية وأذكار الصباح والمساء...الخ من الأذكار الشرعية.
2- قراءة سورة البقرة التى لا تستطيعها السَحَرَة فعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرؤا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة" رواه مسلم. والبطلة: هم السحرة.

كما أن الشيطان ينفر من البيت الذى تُقرأ فيه سورة البقرة فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة» صحيح مسلم.

3- بيان الحكم الشرعى فمن الأمور التى تدفع البعض لسلوك هذا المسلك جهلهم بالحكم الشرعى، لذا وجب على أئمة المساجد تخصيص جزء من خطبة الجمعة بشكل دورى لتحذير الناس من السحر والدجل والشعوذة، وبيان حرمتها لهم وإلزامهم أيضًا بنقل الحكم الشرعى إلى أمهاتهن وزوجاتهن وبناتهن بعد العودة إلى بيوتهم.

4- الرجال لهم دور فعال فى القضاء على هذا السلوك القبيح عن طريق منع نسائهم من الانسياق خلف تلك الأعمال التى حذرنا منها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا آنفًا. والرجال شركاء فى الذنب إما لصمتهم على نسائهم وتركهم لهن كى يفعلن ما يحلو لهن دون عقاب أو حساب أو بسبب عدم متابعتهم لهن. يقول الله عز وجل فى كتابه العزيز "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" ويقول النبى صلى الله عليه وسلم : (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ.... إلى آخر الحديث) متفق عليه.

5- عقد ندوات ولقاءات شهرية لتحذير الناس من التردد على السحرة والدجالين، وأيضا توعيتهم بما ينفعهم ويصلح أحوالهم فى شؤون حياتهم.
6- عدم التباهى والتفاخر بالنعم أمام من حرموا منها حتى لا يثير ذلك الغل والحقد والحسد فى نفوسهم،ومن أمثلة ذلك ما نراه فى بعض قرى مصر من مظاهر الاحتفال بالافراح بشكل مبالغ فيه، والإصرار على عرض كل ما اشترته العروس من أجهزة ومفروشات أمام الجميع بهدف الاستعراض وإغاظة البعض.
7- إبلاغ الأجهزة المختصة عن أماكن تواجد السحرة والمشعوذين حتى يتم القبض عليهم ويستريح الناسُ من شرورهم.

وفى النهاية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينزع الغل والحقد والحسد والبغضاء من قلوبنا، وأن يجعل قلوبنا تقية نقية إنه ولى ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.