شهدت العاصمة الألمانية برلين، ظهورا مميزا لـ روبوت أوبتيموس التابع لشركة تسلا، حيث جرى تقديمه للجمهور داخل أحد المراكز التجارية.
وخلال الفعالية، شوهد الروبوت مع الزوار يؤدي مهام بسيطة، من بينها تعبئة علب الفشار وتقديمها للحاضرين، في محاولة لإظهار قدرته على العمل في بيئات عامة والتعامل المباشر مع البشر، العرض جذب اهتمامًا واسعًا من المتابعين ووسائل الإعلام، باعتباره خطوة جديدة في مسار تسلا خارج نطاق صناعة السيارات التقليدية.
رسائل مستقبلية من إيلون ماسك
على هامش العرض، أشار إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، من قبل نحو رؤيته لمستقبل الشركة، مشيرًا إلى أن التركيز الأساسي خلال السنوات المقبلة سيكون على سيارات الأجرة ذاتية القيادة المعروفة باسم الروبوتاكسي، إلى جانب تطوير الروبوتات الشبيهة بالبشر، واعتبر ماسك أن هذه التقنيات قد تشكل تحولًا جذريًا في نمط الحياة والعمل، متوقعًا أن يتجاوز عدد الروبوتات عدد البشر في العالم على المدى البعيد.
وتحدث ماسك عن تداعيات أوسع لهذه التقنيات، موضحًا أن الانتشار الواسع للسيارات ذاتية القيادة والروبوتات، مع فرص متكافئة للوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية المتقدمة.
وأشار إلى أن روبوت أوبتيموس قد يؤدي أدوارًا دقيقة في المستقبل، وذهب إلى حد القول إنه قد يكون قادرًا على تنفيذ مهام طبية معقدة، في إطار رؤيته طويلة المدى لتكامل الذكاء الاصطناعي مع القطاعات الحيوية.
وفيما يتعلق بالتصنيع، أوضح ماسك أنه يأمل في بدء إنتاج روبوتات أوبتيموس على نطاق أوسع بحلول نهاية العام المقبل، غير أن تقارير إعلامية أشارت إلى أن بعض الروبوتات التي تظهر في العروض العامة لا تزال تُدار عن بُعد جزئيًا، وهو ما يثير تساؤلات حول مستوى الاستقلالية الفعلية التي وصلت إليها هذه التقنية حتى الآن، مقارنة بما يتم عرضه أمام الجمهور.
وأثار مقطع فيديو انتشر مؤخرًا على الإنترنت موجة من الجدل؛ بعدما ظهر فيه روبوت أوبتيموس وهو يسقط إلى الخلف بشكل مفاجئ خلال فعالية أقيمت في مدينة ميامي، ولاحظ متابعون أن الروبوت رفع ذراعيه إلى رأسه قبل السقوط، في حركة فُسرت على أنها مرتبطة بالشخص الذي كان يتحكم فيه عن بُعد، وكأنه أنهى الاتصال عبر نظارة واقع افتراضي، ولم تصدر تسلا تعليقًا رسميًا يوضح ملابسات الحادثة أو يحدد سبب السقوط.
روبوت أوبتيموس بين الوعود والواقع التقني
يعكس ظهور أوبتيموس في برلين حجم الطموحات التي تطرحها تسلا في مجال الروبوتات والقيادة الذاتية، لكنه في الوقت نفسه يسلط الضوء على التحديات التقنية التي لا تزال قائمة، وبينما يرى البعض في هذه العروض مؤشرًا على اقتراب مستقبل تقوده الآلات الذكية، يتعامل آخرون معها بحذر، معتبرين أن الطريق ما زال طويلًا قبل الانتقال من الاستعراضات العامة إلى الاعتماد الكامل على هذه التقنيات في الحياة اليومية.



