فى محافظة القاهرة وتحديدًا في 11 شارع الدكتور عبد الحميد لطفي - آخر مكرم عبيد - مدينة نصر – القاهرة ، عاش الإعلامى الراحل أمين بسيونى، الذى وثق جهاز التنسيق الحضارى منزله، من خلال وضع لافتة على باب العقار، توضح تاريخ الميلاد: 21/11/1933 مكان الميلاد:مركز قويسنا محافظة المنوفية ، وتاريخ الوفاة 24/04/2016 .
يأتى ذلك فى إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.
"أمين إبراهيم بسيوني"، من مواليد 21 نوفمبر 1933، بمركز قويسنا في محافظة المنوفية، وحصل على ليسانس آداب في قسم اللغة الإنجليزية عام 1955 من جامعة القاهرة، وعمل بالتدريس في بداية حياته قبل أن يتجه إلى العمل باتحاد الإذاعة والتليفزيون عام 1957وهو والد الإعلاميين علاء بسيونى وتامر أمين، الذى كان يعمل في البداية في مجال السياحة ثم اتجه أخيرا للإعلام، حيث عمل في قناة النيل للأخبار كمذيع نشرات إخبارية.
بدأ أمين بسيوني، حياته العملية مذيعًا بصوت العرب، ثم تولي منصب رئيس قطاع الإذاعة في الفترة من 6 مارس 1988 حتى 7 نوفمبر 1991، ثم عين رئيس مجلس الأمناء باتحاد الاذاعة والتليفزيون في الفترة من 8 نوفمبر 1991 وحتى 13 ديسمبر 1996، وتولي منصب عضو اتحاد الكتاب، ونقابة المهن السينمائية والتمثيلية، وقام بأعمال إذاعية في ميدان الدراما والبرامج الثقافية والمنوعات والبرامج السياسية.
قضى أمين بسيونى فترة التدريب فى البرنامج العام وهو ما كان متبعًا قيل ظهور معهد التدريب الإذاعى ثم انتقل الى إذاعة صوت العرب التى أعلنت احتياجها لمذيعين جدد وكان عدد المذيعين قليل جدا ولم يكن هناك فرصة للتخصص فكان المذيع يقوم بكل شىء من تحرير النشرة وقراءتها إلى تقديم برامج المنوعات وإخراج الدراما والسهرات والمسلسلات وقد أتاح له العمل فى صوت العرب أن يعمل فى التخصصات الإذاعية محررًا ومذيعا ومخرج دراما ومعلق سياسى فأصبح إذاعى شامل.
كان أمين بسيونى يدرب نفسه بنفسه فبعد انتهاءه من العمل فى الاستوديو فى مبنى الإذاعة بالشريفين يتوجه إلى استوديو البث الدرامى للتدريب على الإخراج الإذاعى مع مخرجين عظام فى ذلك الوقت مثل يوسف الحطاب ، كامل يوسف ومحمد توفيق ومحمود مرسى، بجوار استوديو الدراما كان يوجد استوديو(1) الخاص بالموسيقى وكان يقضى فيه وقتًا يتعلم كيف تعد الميكروفونات وتوضع أمام الفرق الموسيقية وبذلك اكتسب خبرة كبيرة ساعدته على تقديم برامج منوعات وتقديم برنامج ( فرح الشهر ) .
كتب امين بسيونى 30 سهرة من قصص إحسان عبدالقدوس وكانت بدايته مع الكتابة الدرامية عام 1963، قدم عدد من الأعمال الأدبية التى تحولت إلى أفلام سينمائية مثل "شىء فى صدرى " .
ولأمين بسيونى عشرات البرامج فى مكتبة الإذاعة و25 مسلسل ألف بعضها وكتب سيناريو بعضه منها مسلسل " صخر الكبرياء " وهو مسلسل تاريخى وسهرة "لعبة الرجال " عن قصة دورنيمات " اللعبة الخطرة " وتمثيلية سهرة تقوم على بطلين فقط هما ليلى طاهر ويوسف شعبان عن مسرحية " اثنين على المرجيحة" وكتب ثلاثة مسلسلات للتليفزيون هى " وفاء- عندما تتحرك الجبال – الغافقى.
عين عام 1976 مدير لإذاعة صوت العرب حيث التحديات التى واجهته فى هذه الفترة ( زيارة السادات للقدس - توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1978 واتفاقية السلام 1979 وما تبع ذلك من توتر فى العلاقات المصرية العربية)، وكانت إذاعة صوت العرب فى ذلك الوقت فى موقف لا تحسد عليه إذ كيف يمكن أن تحتفظ بالجمهور العربى بعد الشرخ فى العلاقات العربية ولكن أمين بسيونى واجه الموقف وقال أن الحل فى ثبات أهداف صوت العرب ( عكس كل نشاط الأمة العربية وتأصيل التضامن العربى وتعميقه وربط الإنسان العربى بتاريخه وتذكيره بأننا شعب واحد وبحتمية التكامل العربى والعمل العربى المشترك فى كافة المجالات).
وحرص أمين بسيونى على إعادة أضواء المدينة بعد توقف سنوات طويلة وكانت نواة لبدء ليالى التليفزيون.
ويعتبر أمين بسيونى هو أول مذيع عربى يدخل الجزائر ضمن بعثة إعلامية من الأمم المتحدة حتى قبل استقلالها بسنة بعد توقيع اتفاقية ايفيان التى اعترفت فيها فرنسا باستقلال الجزائر، عمل فى ليبيا منذ قيام ثورة الفاتح 1969 وحتى اكتوبر 1973 وكان للإعلام هناك إدارة عامة وساهم فى إنشاء وزارة الإعلام والثقافة الليبية التى تضمنت هيئة للإذاعة وهيئة للتليفزيون ومؤسسة للصحافة وشارك فى اصدار العدد الأول من أول صحيفة " الفجر الجديد" .
وتولى رئاسة مجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية، حيث كان له دور كبير في تأسيس قناة «الفضائية المصرية»، وشارك في وضع حجر الأساس لمدينة الإنتاج الإعلامي والمنطقة الإعلامية الحرة.
جدير بالذكر أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلالها بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.