الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبير آثار يرصد الجوانب الحضارية في موكب الحجيج من القاهرة

لوحة مرسومة للموكب
لوحة مرسومة للموكب

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن موكب الحجيج من القاهرة كان يمثل ظاهرة حضارية متكاملة.

قال عبد الرحيم ريحان فى تصريحات خاصة لموقع صدي البلد: كانت القافلة مجتمعًا متكاملًا يضم كل ما يلزم الحجيج من طعام وشراب ورعاية طبية ورعاية للدواب وحسن تنظيم للسير وتحديد المحطات والتى كان يطلق عليها منازل الحجاج أى ينزلون للراحة بها والتزود بالمياه.

أوضح أنه منذ عام 675هـ فى عهد الظاهر بيبرس كان يدور المحمل بالقاهرة دورتين، الأولى فى رجب لإعلان أن الطريق آمن لمن أراد الحج، والثانية فى شوال ويبدأ الموكب من باب النصر وكان الناس يخرجون للفرجة على المحمل الشريف.

ويقود القافلة أمير الحاج وهو القائد العام للقافلة كلها ،وكانت مهمته اختيار زمن التحرك وسلوك أوضح الطرق وترتيب الركب فى المسير والنزول والحراسة وقتال من يتعرض للقافلة ومن أشهرهم الأمير سلار نائب السلطنة ، وكان أميرًا للحاج عام 703هـ وكان له فضائل عديدة حتى عم الخير فدعوا له "يا سلار كفاك الله شر النار".

وأشار إلى أنه كانت هناك حكومة مصغرة ترافق موكب الحجيج، تضم ممثلا للسلطة العسكرية وهو أمير الحاج والسلطة القضائية وهو قاضى المحمل، ووزارة التموين ممثلة فى شاد المخازن والكيلار (القبانى)، للتقسيم العادل للمؤن طوال الرحلة ومشرفون على ملء المياه وتوزيعها ونظافة الأوعية الجلدية التى تحمل فيها المياه وهم شاد السقائين ومهتار الشراب خانه ومهتار الطشت خانة ومشرفون على طهى الطعام مثل شاد المطبخ والطباخون.

وتابع بأن وزارة صحة متنقلة كانت ترافق الحجيج، وتضم طبيب صحة وجراح (الجرائحى) وطبيب عيون وبعض الأدوية علاوة على الطب البيطرى،حيث كان هناك شخص مهمته مراقبة الدواب وحالتهم الصحية يطلق عليه أميراخور ومعه طبيب بيطرى،علاوة على الخدمات المرتبطة بالموكب.

فكان هناك مقدم الضوئية وهو قائد حاملى المشاعل التى توقد بالزيت وبعضها بالخشب، ومقدم الهجانة الذى يشرف على أكسية الجمال التى تتصف بشيء من الأبهة للحرص على جمال القافلة أثناء السير، وهناك الشعراء وهناك الميقاتى لتحديد مواعيد الصلاة والمؤذن والوظائف الصغيرة كالخباز والنجار ومغسلى الموتى.

وقال: وكان هناك رجل إعلام يرافق موكب الحجيج يمثل أول وكالة أنباء فى التاريخ، وهو شخص مكلف بالكتابة عن كل أخبار الرحلة وما صادفهم من صعوبات ومشاكل وعدد الوفيات،وهو أول من يسرع إلى الحاكم بعد عودة الحجيج سالمين ليقدم تقريرًا كاملًا عن الرحلة.

وأضاف: ولم تخل الرحلة من المشاعر الروحية الفيّاضة، فكان يرافق الموكب الشعراء الذين كانوا يترنمون بالأشعار الدينية فى جو البادية الممتدة، والتى تمنحهم الخيال الخصب برؤية الكعبة المشرفة أمامهم طوال الرحلة تنادى على عمارها فيلبون النداء لبيك اللهم لبيك.

-