اللي ييجي على مصر يخسر.. الخطوط البريطانية تفقد 750 ألف عميل خلال إضراب

بعد ما يقرب من شهر من تعليق شركة الخطوط الجوية البريطانية رحلاتها إلى القاهرة بزعم الأوضاع الأمنية، لا تزال المشكلات تضرب الشركة الشهيرة، خاصة بعد إضراب العديد من موظفيها وخسارتها أكثر من 750 ألف عميل.

ويتوقع أن يؤثر الإضراب الذي قام به طيارو شركة الخطوط الجوية البريطانية عام 2019 على الشركة لسنوات قادمة، وسيشكل قضية لدراسة كيف يمكن لشركة شهيرة أن تغضب الكثير من زبائنها.

وتقول صحيفة "إندبندنت" البريطانية في افتتاحيتها، إن هذا النزاع ليس من صنع الشركة نفسها، التي بدأت آخر جولات المفاوضات على المرتبات بروح تملؤها الحماس، ولأول مرة جلس جميع الأطراف (ممثلو طاقم المضيفين والطاقم الأرضي والطيارين) مع الشركة للتوصل إلى اتفاق بشأن الرواتب.

وعرضت الشركة زيادة قدرها 11.5% على 3 سنوات، ووافق ممثلو طاقم المضيفين والأرضي على الزيادة، لكن ممثلو الطيارين كانوا يطمحون في زيادة أكبر، وقالوا: "من قام بأكثر منّا للمساعدة في تحقيق هذه النسبة غير الاعتيادية من الربح لشركة الخطوط البريطانية؟".

واشتكى أكثر من 750 ألف شخص حجزوا رحلات على متن طائرات الخطوط الجوية البريطانية في الفترة من 9-10 سبتمبر من الإضرابات التي طالت الشركة، وقالوا إنهم وقعوا في صراع بين الشركة وموظفيها الذين يتقاضون رواتب عالية.

وبدلًا من أن توفر الشركة البريطانية خطوط طيران أخرى بديلة لمسافريها، أبلغتهم عبر البريد الإلكتروني، بأنهم لن يستطيعوا السفر وبإمكانهم طلب تعويض أو الحجز على رحلة أخرى لنفس الوجهة في تاريخ مستقبلي.

وسبب البريد الإلكتروني الذي استلمه العملاء من الشركة ذعرًا غير محدود، ودفعهم لإنفاق مئات أو آلاف الدولارات لحجز بدائل، ليكتشفوا بعد ذلك أيضًا أنه بسبب خطأ تقني آخر في الشركة فإن حجوزاتهم لدى خطوط الطيران البريطانية لم يتم إلغاؤها.

وعلى الرغم من أن الشركة تحقق أرباحًا طائلة كل عام وامتلاكها أجزاءً كبرى من مطار هيثرو في لندن، إلا أنه من المتوقع أن تؤثر خسائرها عليها بشكل كبير، خاصة أن الطيران أحد المجالات التي تتأثر بالعلاقة بين العميل والشركة.

يذكر أن الخطوط البريطانية علقت رحلاتها إلى القاهرة لمدة أسبوع، دون إخطار مسبق لسلطات مطار القاهرة، معتبرة أن الأمر لمراجعة الخطط الأمنية من قبل الأنظمة الخاصة بها، الأمر الذي استدعى السفير البريطاني لدى القاهرة، جيفري آدامز، للاعتذار لوزير الطيران المدني، عن عدم إبلاغ السلطات المصرية قبل صدور قرار تعليق الرحلات الجوية إلى القاهرة، مؤكدا أن القرار لا يتعلق بالتدابير الأمنية للمطارات المصرية.