بالصور..قبل افتتاح معرضه المرتقب " القط الأسود .. تجربة سجين ":شعلان: لوحاتي قهرت قضبان سجاني

" يمكنكم أن تسلبوا جيشاً جراراً قائده، ولكنكم لن تستطيعوا سلب إرادة رجل عادي." .. بهذه الكلمات لكونفوشيوس، بدأ الفنان محسن شعلان حديثه عن معرضه المرتقب " القط الأسود .. تجربة سجن " والذي سيُفتتح مساء السبت المقبل بمركز الجزيرة للفنون .
واستطرد شعلان حديثه : " أتشوق أن يشاركني إفتتاح المعرض كل أصدقائي وأحبابي وجمهوري الوفي الذي لم يتخل عني يوماً وكل من تعاطف معي في محنتي، والتي كانت وقفتهم ومشاعرهم هذه باقة النور الوحيدة وسط ظلام هذه التجربة الممتلئة بشعور قاسي للغاية بالقهر وإحساس مرير بالظلم والمهانة.. ولعل هذا ما جعل صورة القط الأسود تسيطر على مخيلتي".
ويضيف شعلان : "القط الأسود ارتبط في ذاكرتنا الوجدانية بالخوف والخطر والشر والأشرار، ووجدته في لحظات كثيرة يقتحم سطوح لوحاتي سواء كرمز للظلم أو للظالم أو معاونيه، وأحياناً رمز للصورة بشكل عام ببشاعتها وقبحها، وهي بالفعل تجربة رغم قسوتها تلك إلا أنها كانت مفيدة لي كفنان وأشعر أنني خرجت منها أكثر قوة ، عكس ما أرادوه لي، وهنا أحب أن أتوجه لكل من شارك في هذه المهذلة القبيحة " أن سطوح لوحاتي قهرتكم وقهرت قضبان سجاني، وأشهد أنكم عانيتم بالسجن الذي طوّق روحكم الشريرة أكثر مني، لأن السجن ليس قضبانا خارجية تمنع حرية الإنسان .. وواهم من يعتقد قدرته على تقييد روح الفنان..أمّا حينما يتمّكن الشر من أصحابه .. فهو سجن موحش لهم لايسهل الخلاص منه !!
وتابع شعلان : " أُقدم في معرضي نحو 120 لوحة باستخدام الأحبار والألوان المائية والزيتية رسمتها جميعها خلال فترة محنتي التي بدأت مع إختفاء لوحة " زهرة الخشخاش " وأعتقد أنها رغم خروجي من السجن ستستمر تنشر وتوثّق معناها بأنني لم أكن سوى كبش فداء لمن حاولوا أن يحولوني إلي شماعة يعلّقون عليها فسادهم الذي أزكمت رائحته الأنوف .
وقال : أعتقد أن المعرض سيكون لجمهوري بمثابة عرض بصري يستطيع من خلاله الوقوف على حجم هذه التجربة بكل تفاصيلها ، ولعلمي أن هذا المعرض يختلف بكل المعايير عن كل معارضي السابقة ، فهو قضية في ثوب معرض ، أو معرضا يفضح قضية !!
ويشير الى انه حرص على تقديم هذا المعرض بشكل أكثر تفصيلاً من خلال المؤتمر الصحفي الذي سيُعقد في تمام الساعة السادسة مساء الخميس بقاعة مؤتمرات مركز الجزيرة للفنون ، ويصاحبه خلاله الفنان الكبير جورج بهجوري، والفنان د. صلاح المليجي، والناقد الفني المثقف صلاح بيصار، ليشاركوا معاً تساؤلاتهم وآرائهم لتلك الفترة في محاولة لرؤية أشمل وأكثر تعبيراً ومصداقية".
واختتم شعلان حديثه بأبيات أمير الشعراء " فمن يغتر بالدنيا .. فإني لبست بها فأبليت الثيابا، لها ضحك القيان إلى غبي ولي ضحك اللبيب إذا تغابا، جنيت بروضها وردا وشوكا وذقت بكأسها شهدا وصابا، فلم أر غير حكم الله حكما ولم أر دون باب الله بابا".