الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد هجوم تركيا المتهور على سوريا.. طارق فهمي: أردوغان سيغرق أوروبا بـ الإرهابيين.. ونصري: التدخل العسكري استمرار لانتهاكات أنقرة.. وزيادة: الاعتداءات التركية تخدم أهداف توسيع النفوذ

صدى البلد

  • طارق فهمي: أردوغان سيغرق أوروبا بالتنظيمات الإرهابية
  • أيمن نصري: هجوم تركيا على سوريا يؤكد تسييس ملف حقوق الإنسان
  • داليا زيادة: العدوان على سوريا انتهاك للمواثيق الدولية

بدأت تركيا عملية عسكرية ضد القوات الكردية في شمال شرقي سوريا، بعد أيام من انسحاب القوات الأمريكية من على الحدود، وسط تحذيرات دولية من خطورة هذه الخطوة التي قد تساهم في عودة التنظيمات الإرهابية بشكل كبير 

وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن خطر الهجوم التركي على سوريا مستمر وقائم ومن المحتمل أن يتم تغيير في الخريطة المجتمعية والعرقية ان لم يحدث تدوير للعناصر الكامنة في تنظيم داعش.

وأضاف طارق فهمي في تصريح لـ"صدى البلد" أن هناك علاقات بين تنظيم داعش وتركيا موضحا أن تركيا تنوى إغراق أوروبا بالعناصر الإرهابية في حال إدانة العملية التركية والوقوف ضدها. 

وأكد طارق فهمي أن هناك احتمالية لعودة داعش وإعادة تمركزه في الداخل بالقرب من المنطقة الآمنة التي يخطط لها الأتراك. 

وأوضح أن عناصر داعش مازالت موجودة في مناطق التماس على حدود العراق وسوريا وتركيا وسوف تعلن عن نفسها في الفترة المقبلة وقد يتم دعمها من تركيا بصورة مباشرة.

من جانبه قال الحقوقي أيمن نصري رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان بجنيف إن التدخل العسكري التركي يستهدف بشكل واضح القضاء على الأقلية الكردية المتمركزة في شمال سوريا والتي تقدر عددها بحوالي 2 مليون كردي جزء كبير منهم من النساء والأطفال والشيوخ وهو ما يعتبر انتهاك صارخ لحقوق الأقليات للمواثيق والعهود الدولية وأهمها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في العام ١٩٤٨ وأيضا المادة ٢٧ من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادر في عام ١٩٦٦ الصادر عن الأمم المتحدة والذي يحظر تماما استخدام العنف للقضاء على أقلية بسبب الدين أو الجنس أو اللون أو العرق، واعتبار تنفيذ مثل هذه الأعمال الانتقامية هي بمثابة جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي.

وقال أيمن نصري ، إن هذا يعد استمرارا للتجاوزات والانتهاكات للملف الحقوقي التركي والذي بدأ داخليا من خلال التنكيل بالمعارضين السياسيين وتعذيب وحبس الصحفيين وأيضا التجاوزات الإنسانية التي حدثت في حق اللاجئين السوريين واستخدام العنف معهم ومنعهم من حقوقهم الذي نص عليها القانون الدولي.

‎واكد أيمن نصري أن الصمت الواضح من المجتمع الدولي والأمم المتحدة تجاه هذه الجريمة الإنسانية والتي ستخلف وراءها كارثة إنسانية سيذهب ضحيتها أعداد كبيرة من الأطفال والشيوخ والنساء بجانب تشريد عدد كبير من العائلات الكردية وهذا الصمت هو بمثابة عار على المجتمع الدولي وترسيخ واضح لثقافة حماية مصالح الدول الكبري السياسية والاقتصادية والتدخل فقط لحماية هذه المصالح دون النظر لحجم الخسائر الإنسانية وجرائم الحرب التي ستخلفها مثل هذه المواجهات غير المتكافئة تماما .

‎وأوضح أيمن نصري ان صمت المنظمات الحقوقية الدولية هو لغز محير وتأكيد على التسييس الواضح لملف حقوق الإنسان وهو ما المنهج الذي تتبعه هذه المنظمات في الفترة الأخيرة . هناك صمت واضح من هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية تجاه الانتهاكات والتجاوزات التي تحدث في ملف حقوق الإنسان التركي وعدم الإشارة في تقريرها إلي هذه التجاوزات ومؤخرا اكتفت هذه المنظمات باصدار بيانات مقتضبة جدا عن هذه الانتهاكات مع عدم إدانة التحرك العسكري التركي المزمع ضد الأقلية الكردية وهو ما يؤكد افتقاد هذه المنظمات لجزء كبير من النزاهة والأمانة والكيل بمكيالين فيما يخص القضايا الحقوقية في دول المنطقة.

‎واشار إلى ان التدخل العسكري التركي في الشمال السوري باستخدام المنتمين للجماعات الإرهابية سيقضي بشكل كبير على المجهودات الدولية والأممية للقضاء على الجماعات الإرهابية وخاصة داعش ويعتبر بمثابة إعادة إحياء لهذه الجماعة الإرهابية والتي ارتكبت جرائم بشعة في حق الشعوب العربية بشكل خاص وفي حق الإنسانية بشكل عام وهو ما سوف يعقد الأوضاع الأمنية في هذه المناطق وينبئ بكارثة إنسانية جديدة وهي بحق سوف تكون وصمة عار جديدة في جبين المجتمع الدولي يدفع ثمنها المدنيين الأبرياء.

وقالت داليا زيادة مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة إن الاعتداء العسكري التركي على الأراضي السورية في المنطقة الشمالية الشرقية هو اعتداء على سيادة دولة مجاورة أو انتهاك للمواثيق الدولية التي تجرّم انتهاك سيادة الدول الوطنية وتنص على حسن الجوار، حيث لا يمكن فهم أو تفسير هذا الاعتداء الغاشم، الذي أودى بحياة عشرات المدنيين في غضون أيام، والذي رفضته دول العالم، وحذّرت منه القوى الإقليمية والدولية المتحالفة عسكريًا لمحاربة الإرهاب في سوريا، إلا في إطار كونه محاولة من نظام إردوغان، إخواني الهوى والانتماء، لإنقاذ تنظيم داعش المحتضر بسبب ما تعرض له من هزائم متلاحقة خلال الأشهر الماضية على يد قوات التحالف، أدت إلى قتل وسجن الآلاف من عناصره، وهروب ما تبقى منهم إلى خارج سوريا.

وأضافت أن هذه الحرب المنفردة التي تقودها تركيا الآن على الأكراد في شمال سوريا، لن تخدم سوى نظام أردوغان وحليفه الإرهابي المفضل، تنظيم داعش، حيث إن هذه البقعة الواقعة على الحدود بين سوريا التي تعاني من ويلات الحروب الداخلية والإقليمية منذ 8 سنوات، والعراق التي تعاني من اضطرابات سياسية خطيرة وحالة من الفوضى التي خرجت عن حدود السيطرة في الأيام الماضية، ربما أغرت نظام أردوغان باغتنام الفرصة لإعادة توطين وتمكين تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة الشمالية الشرقية، التي أوت التنظيم الإرهابي منذ نشأته وكانت مركزًا مهمًا لإدارة أغلب أنشطته وعملياته العسكرية والاقتصادية، وهي نفس المنطقة التي تضم حاليًا الآلاف من عناصر التنظيم المحتجزين في سجون كانت تشرف عليها قوات التحالف، التي انسحب جزء كبير منها الآن تاركًا الساحة خالية أمام القوات التركية لتعيث فسادًا في الأراضي السورية.